حصر الواقع ! – أحمد الهاجري

منذ حوالي ساعة

نقل الناس من ضيق الواقع إلى سعة المستقبل منهج نبوي، والله ليأتي زمان يفر فيه اليهود ويختبئون خلف الشجر والحجر حتى يقول الشجر والحجر: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ.

لما شكى الصحابة لرسول -صلى الله عليه وسلم- شدة البلاء الذي يلاقونه في مكة ذكرهم بصبر مَن كان قبلهم ثم قال:
«والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون».

لما حوصرت المدينة من قبل الأعداء واشتد البلاء قال -صلى الله عليه وسلم-:
«اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ الشامِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصورَها الحُمْرَ الساعةَ، .. اللهُ أكبرُ، أُعْطِيتُ مفاتيحَ فارسٍ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ قصرَ المدائنِ أبيضَ، .. اللهُ أكبرُ أُعْطِيتُ مَفاتيحَ اليَمَنِ، واللهِ إني لَأُبْصِرُ أبوابَ صنعاءَ من مكاني هذا الساعةَ».

ولما لحق سراقة النبي -صلى الله عليه وسلم- والصديق يوم الهجرة وعده بسواري كسرى إن كتم الخبر.. فكان ذلك في زمان الفاروق -رضي الله عنه-.

القصد:
نقل الناس من ضيق الواقع إلى سعة المستقبل منهج نبوي.

والله ليأتي زمان يفر فيه اليهود ويختبئون خلف الشجر والحجر حتى يقول الشجر والحجر: يا مُسْلِمُ، هذا يَهُودِيٌّ وَرائي فاقْتُلْهُ.

وحتى هذا الزمان ما الذي سنفعله لإثبات الحب والتعظيم وصدق الإتباع؟

كم هو الفارق بين الصحابة الذين ثبتوا في مكة والمدينة وقاتلوا حتى وصل الحال إلى أن يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت آمنا وبين مَن انتظر حدوث ذلك؟!

كم هو الفارق بين من ثبت في الخندق وقاتل كفار العرب واليهود والنصارى والمجوس حتى فتحت فارس والشام واليمن وبين من أسلم بعد ذلك؟!

كم هو الفارق بين الثابت الناصر للدين اليوم وبين من سيلتحق بالركب -إن التحق- بعد النصر على اليهود والفتح لبيت المقدس؟!


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

فمِنكَ وحدَك – منصور بن محمد المقرن

تفوّق طالبٌ في دراسته فـنَسب ذلك إلى ذكائه واجتهادِه، وحصل موظفٌ على ترقية فعزا ذلك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *