ومهما حصل تردد، فالوقف فيه عن التكفير أولى. والمبادرة إلى التكفير إنما تغلب على طباع من يغلب عليهم الجهل.
خطر الغلو في التكفير:
قال العلاّمة أبو حامد الغزالي رحمه الله:
“ولا ينبغي أن يظن أن التكفير ونفيه ينبغي أن يدرك قطعاً في كل مقام. بل التكفير حكم شرعي، يرجع إلى: إباحة المال، وسفك الدم، والحكم بالخلود في النار. فمأخذه كمأخذ سائر الأحكام الشرعية: فتارة يدرك بيقين. وتارة بظن غالب. وتارة يتردد فيه.
ومهما حصل تردد، فالوقف فيه عن التكفير أولى. والمبادرة إلى التكفير إنما تغلب على طباع من يغلب عليهم الجهل.
ويقول: “والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه الاحتراز من التكفير ما وجد إليه سبيلاً. فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين إلى القبلة المصرحين بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله خطأ، والخطأ في ترك ألف كافر في الحياة أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم”. [الاقتصاد في الاعتقاد – أبوحامد الغزالي ص135].
ويقول أيضا: “الوصية: أن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك، ما داموا قائلين: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، غير مناقضين لها … فإن التكفير فيه خطر، والسكوت لا خطر فيه” [فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة ص128].
Source link