كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها من الرفاهية؟ – أحمد بن عبد المحسن العساف

فمما وصلت إليه من سُبل تعين الأسر على حماية أجيالها من آثار الترف والرفاهية: التعليم الديني- التدريب على الفصاحة – التنشئة المبكرة على التشبث بالهوية – القدوة العملية – التربية على القوة – صناعة المسؤولية – التربية المالية المنضبطة …”

العراقة ليست مالًا أو منصبًا فقط. العراقة ليست شيئًا قديمًا تليدًا وحسب. العراقة ليست نسبًا أو عرقًا يقصي ما سواه. العراقة ليس علمًا أو صناعة دون غيرهما. هي كذلك وفوق ذلك؛ ولذا اكتسب أصحاب العراقة “الشرعية التقليدية في مواقعهم، وأصبحوا من “رأس المال الرمزي الذي يورّث، وامتلك أقوام بالعراقة “الحسب، والنسب، والفضل، والمروءة. هذا التوصيف يوقفنا على حقيقة مهمة مفادها أن العراقة قديمة متوارثة، بيد أنها عرضة للبِلى والفقد، وقابلة للاكتساب والتجدد.

لأجل ذلك، حرصت استكمالًا لما سبق أن كتبته عن العراقة والأسر العريقة، أن أبحث موضوعًا مهمًا يعبر عنه عنوان هذا المقال، وخلاصته كيف تحمي الأسر العريقة أجيالها الحاضرة والقادمة من آثار الترف ولوازم الرفاهية. موضوع العراقة والأسر العريقة والمؤسسات العريقة على أهميته، لم أجد -حسب بحثي- أي مادة تحدثت عنه بإسهاب وتفصيل واستقلال مع ضرورته الملحة.

وحين طرحت هذا السؤال على نفسي، وحاورت حوله بعض ذوي الاهتمام، وقرأت وسألت وراجعت، وصلت إلى نتيجة آمل أن تكون عملية، مفيدة، غير مكررة، والأهم من ذلك كله أن تجد طريقها إلى ميادين الأسر العريقة، في التجارة، والصناعة، والعلم، والسلطان، والوجاهة، والسيادة المجتمعية. إن بقاء العراقة أمانة في الأعناق؛ ذلك أن وجود الفضل، وتكاثره، وحمايته، وتقديره، مما يزيد في خيرية المجتمع، وحفظ أصوله ومصالحه، وضمان مستقبله.

فمما وصلت إليه من سُبل تعين الأسر العريقة على حماية أجيالها من آثار الترف والرفاهية، مع التأكيد على أن الاعتدال في الرفاهية والنعم لا بأس به من حيث الأصل، إنما مكمن الإشكال في الانغماس والانهماك فيهما مع تجاوز الحدود بلا مراعاة ولا حياء ولا وجل:

التعليم:

إن حصول شباب الأسرة العريقة من الجنسين على شهادة دراسية جادة، من معهد علمي مرموق لا يجامل، دليل على أن هذا الدارس قد جدّ واجتهد، ولم يركن إلى مزية، أو يأوي إلى ركن شديد يمنحه الشهادة وبتفوق دون تعب منه، ويالها من دعوى هشة لا تمضي الأيام حتى تفضحها على رؤوس الأشهاد.

التعليم الصارم يحجم آثار الرفاهية والترف؛ لأن الطالب سيغدو مأمورًا محكومًا بنظام، وسوف يُقال له أخطأت أو أخفقت، ويضطر لأداء واجبات، وسماع مشاركات الآخرين، والاختلاط بهم، مع الانضباط بالزي والمواعيد وغيرهما. هذا التعليم قد يكون خليطًا بين المواد التأسيسية والأخرى الحديثة، وربما يُخصص جزء منه للتطبيق العملي، والمهم أن يصير التعليم ركنًا أساسيًا في حياة الأجيال، وأن يُتعامل معه بجدية كبيرة.

نشأ الإمام ابن حزم في بيت ثراء وجاه، لكنه انصرف للعلم والتأليف حتى برع فيه وخلد اسمه بالعلم لا بالوزارة ولا بالمال. إن غرس محبة العلم في نفوس الأجيال، وتعريفهم بقيمته، يجعلهم يتشبثون به، أو يتقاربون من أهله على الأقل، وفي هذا التقارب تباعد عن آثار الترف والرفاهية المؤذية. 

التعليم الديني:

هذا التعليم ليس قصرًا على المشايخ أو العلماء في كل ملة، فما أجدر سروات القوم بقدر من العلم الشرعي المنافي للجهل، وقد كان التابعون يعدون عبدالملك بن مروان من الفقهاء، وشارك أبو جعفر المنصور العلماء في مباحثاتهم، وحتى الأسر اليهودية العريقة والثرية خاصة في أوروبا الشرقية، ركّزت على التعليم التلمودي والدراسة الحاخامية لأبنائها. وجعلت أسرة “تانغ وسونغ الصينية الأمراء يتلقون دروسًا يومية في “الكتب الأربعة الكونفوشيوسية التي تؤكد على الأخلاق والواجب تجاه الشعب.

التدريب على الفصاحة:

إن رطانة المرء، وعيايته منقصة وأي منقصة، وتزداد خبثًا وسوءًا حينما تكون في أنجال أسر يرجى منهم حسن الإعداد، وجمال الظهور، وكمال الأداء، ولأجل هذا دفعت سادات قريش أطفالها الرضع إلى البادية ليلتقطوا اللغة الفصيحة الراقية، وحرصت كثير من أسر الثراء والجاه والحكم على تعليم الشباب فنون الخطابة، والحديث، ومقابلة الجمهور، وهذا يقتضي حدًا لا نزول عنه من السلامة اللغوية. هذا التمكن اللغوي يحمي الأجيال من ميوعة الطبع، وسطحية التفكير، ورداءة التعبير. إن السلامة اللغوية لا تكاد أن تجتمع التفاهة التي هي نتاج أكيد للتعمق المتوغل في الرفاهية والترف.

المواجهة الصريحة:

يفقد كثير من أبناء الأسر العريقة المقدرة على التفكير العميق لأن جميع من حولهم يشيدون بصوابهم وتمام آرائهم كذبًا وزورًا. هذا الطبع المرذول يفقد الناشئة منهم القدرة على الحجاج، وتحمل النقد، وسماع آراء اخرى، فضلًا عن تخطئة ما يصدر عنهم. هذا النفاق السحيق مضر جدُّ مضر، ومن فعله مع الأجيال حقيق بالعقوبة. إن مواجهة الناشئة أصحاب الإرث بالحقائق يجعلهم على أهبة الاستعداد لحمل الإرث بتمكن ومقدرة لا عجز فيها ولا خور.

التنشئة المبكرة على التشبث بالهوية:

هذا علاج وقائي مبكر، من تعاهده فلن يخشى من ترف ولا من رفاهية، لأن جدار المبادئ رفيع سميك صلب متماسك لا هشاشة فيه ولا عوج، ولا يمكن أن ينقضّ بنيانه، أو يحتاج إلى من يقيمه. ومن أخرّ الفرصة عن وقتها، فليكن على ثقة من فوتها، كما نقل القرطبي في تفسيره، والإصلاح في الحداثة أيسر منه بعدها؛ فسفاه الكبير لاحلم بعده -غالبًا-.

القدوة العملية:

حدثني نجل أحد الأثرياء قائلًا: دخلت لمكان وسلمت عن بعد، فلما دخل والدي وكان قد عرف بما فعلته، سلم على الحاضرين واحدًا واحدًا سلامًا طويلًا فيه احتفاء وسؤال وتوقير. ومن ذلك الظهور بما يليق أمام الناس، والاستتار حال المخالفة، فمما سمعته عن رجل كبير أن مجلسه يجري فيه ما لايناسب اسمه ومنصبه؛ فقالت له إحدى نسائه الحصيفات: دع لك مجلسين، الأول عام تراعي فيه واجبات السمت العام ومقتضيات المجال المفتوح، والثاني تختصر فيه مع قلّة بما ستفعله من مخالفات إن كنت فاعلًا ولا بد؛ كي لا يتجرأ عليك الآخرون، ولا يقلدك أبناؤك في تساهلك!

المرافق الخاص:

لكثير من الأسر المقتدرة بالمال والجاه والسلطان عوائد منها اصطفاء مرافقين لأولادهم. إذا لم يكن المرافق إضافة نوعية فسيغدو عبئًا ونقصًا. إذا لم يمتلك المرافق سمة المربي والمؤدب فلن يستفيد الشبان من وجوده غير ضياع العمر وفساد الطبع. إذا كان القرين بالمقارن يقتدي فهو عند هذه الأسر أظهر، وكم سعدت أسرة حينما وفقت لانتقاء جلاس أولادها، وكم شقيت أسر بسوء لصق بها وبتاريخها بسبب جليس سوء. إن سيرة “المؤدب في أدبنا العربي لجديرة بالمدارسة واستخلاص الفوائد منها.

التربية على القوة:

روي عن العرب الحث على تعلّم الفروسية، وفنون القتال، وهذا ديدن كثير من الأسر، خاصة التي ترتبط بزعامة وسيادة، ففي الدولة الساسانية ثم الصفوية، كانت الأسر العريقة بإيران تُربّي أبناءها على الفروسية والعسكرية مع التصوف أو الفقه الديني. وفي إفريقيا السوداء أوجبوا على أبناء الملوك أن يتدرّبوا على الفروسية، والقتال. وفي بعض المجتمعات مثل “الزولو بجنوب إفريقيا لا يُعترف بالأمير إلا بعد أن يشارك في القتال بنفسه.

أخذ الكتاب بقوة:

هو أمر رباني لعبده ونبيه يحيى بن زكريا -عليهما الصلاة والسلام-، وهو أمر مستمر لكل من رام الفلاح. ولدى الأسر العريقة نصيب من هذا التوجيه التربوي الناجع، فقد اشتهرت أسرة “روتشيلد بصرامة الانضباط في العمل والزواج والمال، وزرعت الأسر اليهودية في وجدان أجيالها بأن القوة منحصرة في العلم والشبكات التجارية والإعلامية. كذلك حرصت العائلات الأرستقراطية الإسبانية البرتغالية “الكريول التي حكمت المجتمعات بعد احتلالها، على حفظ نفوذها بتعليم أبنائها في أوروبا بالكنيسة، وإشراكهم في الجيش.

صناعة المسؤولية:

إن حكاية تاريخ الأسرة لأبنائها وبناتها يصنع لديهم شعورًا بالمسؤولية تجاه الإرث، شعورًا بالمسؤولية تجاه السمعة، شعورًا ملزمًا بالحفاظ على المكتسبات، شعورًا ضاغطًا نحو الإمساك المحكم بالحاضر، والانطلاقة الراشدة للمستقبل. إن بث الرؤى المستقبلية، ونشر الأهداف المرجوة، يصنع جيلًا مصرًا على تحقيقها، ولن يبقى للرفاهية والترف أثر كبير مع العزيمة والإرادة المتجهة صوب معالي الأمور.

التجربة قبل الامتيازات:

في مواثيق كثير من الأسر التجارية، يجبر أفرادها على العمل خارج ممتلكات الأسرة، ومن أثبت كفاءته سيجد مكانه في شركات أسرته. وفي تاريخ الدولة العثمانية تولى بعض السلاطين إدارة السناجق -أي الأقاليم- وبعد نجاحه ترقى إلى ما هو أعلى. وفرضت الأسرة الملكية في بريطانيا على أبنائها وأحفادها التعليم والانضباط العسكري قبل نيل أي منصب. وقد اشتهرت أسرة “تاتا الهندية بإلزام أفرادها بالعمل في شركات كبرى قبل الانضمام لشركة العائلة.

فحص النضج:

المعيار الأعلى لدى الأسر الكونفوشية العريقة هو امتحان الكفاءة الإمبراطوري؛ فحتى أبناء الأسر الثرية لا يُعطَون مناصب إلا إذا اجتازوا الامتحانات الصعبة في الأدب والفلسفة والسياسة. ومن هذا الباب إسناد مهمات يسيرة للأجيال، والخطأ فيها قابل لتحمل نتائجه، وبملاحظتها يحكم على صاحبها.

التربية المالية المنضبطة:

الأسر الحكيمة لا تترك أبناءها يغرقون في المصروفات بلا حدود، ولا يغفل الآباء فيغدقون دون حساب. وأحيانًا يُشترط على الشاب أو البنت أن يبدأ مشروعه التجاري بنفسه ولو كان صغيرًا، كي لا يرى المال شيئًا مُسلَّمًا به، وربما أعطي قرضًا مستردًا. من هذا الباب أن اشترطت بعض الأسر الأمريكية الثرية ألّا يحصل الشباب من الورثة على ما يستحقونه إلا بعد عمر معيّن، وبعد أن يعملوا بأنفسهم ويثبتوا كفاءتهم.

الإنصاف من النفس وحفظ حقوق الآخرين:

حين يعتاد أنجال الأسر العريقة على إعطاء كل ذي حق حقه، وإذا عرفوا بأن الحقوق مصانة محفوظة لأهلها أو مستردة لهم؛ فسوف تنشأ الأجيال تلو الأجيال على العدل والإنصاف، وفي العدل السلامة والبقاء. كم قرأنا عن ثري ألزم أولاده بدفع مستحقات عمال لا حول لهم ولا طول، وكم قرأنا عن حاكم عرض ابنه أمام القضاء مثل غيره لينتصف منه، وأمضى الحكم النافذ دون تأخير. إن خلاف ذلك يورث الغطرسة، وفي الغطرسة الفناء العاجل أو الآجل.

رواية التاريخ:

قد لا تستطيع الأسر العريقة فعل كل ما سبق أو ما سيأتي مع جميع أفرادها، لكنها تلجأ إلى رواية التاريخ وتوثيقه. تخبر هذه الأسر أجيالها بأن جدهم الأكبر عمل غواصًا، أو حمالًا، أو دلالًا، أو سائق سيارة أجرة، وربما تبرز صورته خلف سيارة الأجرة، أو على القارب، أو في مبسطه، وتضع هذه الصور في مكاتبها وأماكنها. تحدث تلكم الأسر أنجالها عن سنوات المنفى، والانتقال، والأسر، والقتال. تحفظ هذه الأسر سيرها مكتوبة أو شفهية؛ وكم في التاريخ من زواجر تردع، ومواعظ تعلّم، وموانع تجعل العاقل يستحي من تشويه مسيرة أوائله. ومما عرف عن الممالك الإفريقية إجبارها بنيها على حفظ التاريخ الشفهي، وإخبارهم أن المجد لا ينال بالذهب فقط؛ بل بالشجاعة والحكمة.

الاختلاط بالمجتمع:

يجب على الكبير أن يصبح من أعرف الناس بالبيئة المحيطة به، بمكوناتها وأعرافها ومراكز التأثير والقوة فيها. هذه المعرفة تستلزم تجاوز وهم المكانة والمنزلة التي تعني عند البعض الانعزال أو التعالي. إن مجالسة العلماء والوجهاء وأصحاب الحرف وطبقات الناس، تعين على رؤية المجتمع الذي لا يقتصر على صنف واحد، وبهذا ينجو الجيل الجديد الوقوع في وهم “العلو الطبقي. لتحقيق ذلك تحرص أسر الحكم، والمنح المالي، على أن يشارك شبابها في العمل الخيري والمجتمعي، وهو عمل يكشف المجتمع من زواياه كافة، وقلّ أن تجد أسرة حكم ليس لها هذه المشاركات، وهي سمة ظاهرة في البيوت التجارية.

فتح المجالس وغشيانها:

إذا حرصت الأسرة على فتح مجلس دوري لها، أو إتاحته لعامة الناس، وألزمت شبابها بالحضور؛ فهذا يعني أنهم سيقضون جزءًا من وقتهم بين الرجال ومعهم، وسيتعلمون الضيافة والترحيب والتحمل وإدارة الجلسات وتقدير الناس، هذا غير ما يسمعونه من نقاش وآراء وأخبار. بالمقابل، فغشيان مجالس الآخرين يؤدي فوائد مقاربة، إضافة إلى أنه يوقع في النفوس أن الفضل ليس قاصرًا على أسرة أو مجلس بعينه.

التخشين:

خشونة المعيشة تطرد الرفاهية بعيدًا؛ ولذا اعتاد التجار الكبار على ضبط المصروف الخاص لأولادهم، وتقنين شهوة الشراء والتملك. قرأت أن أحد الأثرياء أتاه ابنه وقال له: أريد أن اشتري جهازًا مثل الذي اشتراه فلان! فقال الأب: ثمنه عندي ومثله أضعاف مضاعفة، لكني لن أبتاعه لك لأنك رغبت به مجاراة لفلان وليس لأنك تحتاجه! وسمعت من أثرياء كثر أن مصروفهم المدرسي لا يزيد عما لدى أولاد الموظفين الكادحين.

ومن هذا الباب ما تصنعه أسر الحكم حين تدفع أبناءها للالتحاق بالكليات العسكرية، والمشاركة في العمليات القتالية. من هذا الباب تحديد مصاريف الدراسة للطلبة المبتعثين من هذه الأسر؛ كي لا يكونوا هدفًا لغيرهم، وحتى لا ينشغلوا بصرف المال عن الدراسة. ولتحقيق هذه الغاية فرضت الأسر البراهمية، وهي الطبقة العليا في الهند، على أبنائها طقوس الانضباط الروحي بممارسات مثل الخلوة، واليوغا، وغيرها.

ولأجل هذا المطلب دأبت الأسرة الإمبراطورية في اليابان على سياسة عملية بموجبها تحافظ على حياة متقشفة نسبيًا، وتفرض على أبنائها التعليم الرسمي داخل اليابان، مع الالتزام بالعادات التقليدية. وفي أثيوبيا يعكف ورثة العرش على العلم الصارم بين يدي الكهنة، مع العيش في الجبال أو الصحارى.

العقاب:

أحد أكبر أسباب تضخم بلايا الترف والرفاهية ألّا يعاقب من أخطأ أو قصر أو حتى ارتفعت نفسه شيئًا يسيرًا. روي أن عمر بن الخطاب علا بالدرة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنهم جميعًا-، وعمر حينها خليفة، ومعاوية أميره على الشام. حين سأله الصحابة -رضي الله عنهم- عن السبب أجاب بما معناه أنه لاحظ فيه زهوًا فأراد أن يقلل من هذا الزهو! وسمعت عن رجل أعمال كبير اعتاد على دعوة أبنائه وأحفاده للغداء معه كل جمعة، وحين أبقى أحدهم بعض الطعام في صحنه ولم يأكله، امتنع الثري عن الحديث مع ابنه سنة كاملة تأديبًا له عن الإسراف. ويشتهر عن الملوك وأسر الحكم أنها توكل محاسبة أفرادها لأحد كبارها المهابين؛ حتى أن ذكر اسمه يوقع الخوف في نفوس ناشئة الأسرة وشبابها، ويمنعهم من اقتراف الخطأ.

ذم الترف والرفاهية أمامهم:

هما مذمومان إذا طغيا وأطغيا، وتجاوز بهما المرء حدود الشرع ومقتضيات العقل. ويمكن للأسر العريقة أن تروي لأجيالها بعض النصوص الشرعية، والمرويات المؤثرة، أو تنشرها في مجالسها وبين بيوتها وداخل مجتمعاتها الحقيقية والافتراضية. من هذه النصوص:

  • {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [سورة الإسراء: 16]
  •  «إيَّاك والتَّنَعُّمَ فإنَّ عبادَ اللهِ ليسوا بالمُتَنَعِّمينَ». (حديث شريف).
  • إذا فشا الترف في الأمة، انقرضت دولتهم. ابن خلدون.
  • النعمة إذا كُفرت نُزعت. مثل عربي.
  • من عاش مترفًا مات ضعيفًا. مثل إغريقي.
  • الأمم لا تُهزم من الخارج، بل يفتك بها الترف من الداخل. سيشرون.
  • الرفاهية أمّ الانحلال. مثل روماني.
  • إذا كثر الترف قلّت الحكمة. حكمة هندية.
  • الثروة تولّد الرغبة، والرغبة تولّد الضعف. مثل صيني.
  • الذهب لا يبني رجالًا، بل يربّي أطفالًا مدللين. مثل فارسي.
  • البيت الذي يعتاد أولاده النعومة، ينهار إذا عصفت الريح. مثل تركي.
  • الثروة بلا عمل، عاصفة بلا مطر. مثل كولومبي.
  • من يعش في الحرير، ينسى أن الأرض قاسية. مثل من بيرو.
  • الطفل الذي لم يُعلَّم الصيد، يظن أن السمك يقفز إلى النار. مثل نيجيري.
  • الترف يقتل القبيلة قبل أن يقتل العدو رجالها. مثل إفريقي.

Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

سُنّة: القصد في المشي وعدم التبختر

من هدي النبي ﷺ أن يكون المسلم متواضعًا في مشيته، وحترمًا في هيئته، بعيدًا عن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *