تدبر في الرحمة في قوله تعالى «مالك يوم الدين» – أحمد كمال قاسم

منذ حوالي ساعة

وكأن الحمد في بداية الآيات هو للعموم على كل نعم الله – والتي من ضمنها تكاليفه – التي لا غرض لها إلا الرحمة

 

الحمد لله رب العالمين أنه لا أحد يحكم يوم الدين ولا يكون له حتى كلمة إلا أن يأذن له الرحمن ويقول صوابا.

وكأن الحمد في بداية الآيات هو للعموم على كل نعم الله – والتي من ضمنها تكاليفه – التي لا غرض لها إلا الرحمة {(بسم الله الرحـــمـــن الـــرحــيــم * الحمد لله رب العالمين * الرحـــمـــن الـــرحــيــم … )} , وأيضا هو لخصوص الحمد على نعمةٍ جليلة يغفل عنها أغلبنا، وهي أن الله هو الذي يفصل بنفسه في المظالم, فيأخذ للمظلوم المُستضعَِف حقَه من الظالم المُتجبر ! فيطمئنَ المؤمن المظلوم حياتَه كلَّها -المظلوم الغير متخاذل عن رفع الظلم عن نفسه ما استطاع – أنْ لن يُظلَم مثقالَ ذرة.

هذا في حق العباد, أما المعاصي المتعلقة برب العباد وحده, فقد طمأن الله تعالى قبل قوله {“مالك يوم الدين” } عباده بقوله تعالى:

{“الرحـــمـــن الـــرحــيــم”} ليعلِّمَهُم أن يوم الدين هذا الأصل فيه الرحــمــة وأنه تعالى لا يحب لعباده الكفر، لأنه يحبهم ويحب رحــمتــه لهم, لكن ليس على حساب عدله, فهو سبحانه لا يساوي بين الأبرار والفجار … حاشاه. وليس لله غاية ولا مصلحة في أن يعذِِّب عبيدَه – فضلا عن عبادِه – إن شكروا نعمَه ولم يستخدموها في الحرام بل استخدموها في القيام برسالة كل إنسان على الأرض وهي الخلافة!

والخلافة هي استخدام أمانة الإرادة الحرة والعقل الواعي – انتبه … العقل الواعي وليس الذكاء – الذي يميز الإنسان عن الحيوان في طاعة الله في كل صغيرٍة وكبيرةٍ من حياة الفرد المؤمن, التي ينبغي أن تكون هي نفسُهَا عبادتَه! – العبادة بالإصلاح ومجاهدة الفساد في النفس أولا, ومجاهدة الفساد – الظاهر في الآفاق, من فرط طغيانه -ومجاهدة آفاق الفساد الكامن والظاهر في آفاق النفوس المُحِبة للفساد { (الضالين)} والمحِبَّةِ للإفساد {(المغضوب عليهم)} !!

الخلافة هي الصلاح والإصلاح معًا, إصلاح القلوب والعقول قبل إصلاح الطرق وتشييد ناطحات الكواكب والمجرات!!! فلم يعد التطاول في البنيان ينطح السحاب فحسب بل يخترقهٌ إلى عالم السفه والضياع.

ولم يتركنا الله هكذا هَمَلًا في رحلة الحياة المخيفة

{(فَإِمّا يَأتِيَنَّكُم مِنّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدايَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَلا هُم يَحزَنونَ)}

بل حدد لنا المنهج وهو الاستعانة بالتنزيل الحكيم وبسنة آخر الأنبياء والمرسلين, فجاء القرآن كله بدءًا من سورة البقرة { (ذلك الكتاب لا ريب فيه “هدىً للمتقين”)} إلى سورة الناس إجابةً من الله على سؤال أولي الألباب من البشرِ اللهَ هدايتَهم الصراطَ المستقيم {(“اهدنا” الصراط المستقيم)} .

فالحمد لله رب العالمين أن المآل والمستقر هي الآخرة دار الرحـــمـــة والعدل.

‍والله أعلم بكتابِه ومقاصِدِه, فالصوابٌ توفيقُ من الله تعالى والزلل مني.

#إلى_الله_تأملات_وخواطر


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

أين الفرحة ؟ – أحمد كمال قاسم

منذ حوالي ساعة أين الفرحة بوجود سنته بيننا، وقد ذبَّ عنها ما ليس منها فطاحل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *