لا يحدّث فيهما نفسه – طريق الإسلام

قال ﷺ: «من توضأ نحو وضوئي هذا -يعني: أحسن الطهور- ثم صلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه» وفي رواية: «لا يسهو فيهما» وفي رواية «أقبل عليهما بقلبه ووجهه» …  «غفر له ما تقدم من ذنبه».

روي عن النبي ﷺ أنه توضأ، ثم صلى ركعتين، وقال ﷺ: «من توضأ نحو وضوئي هذا –يعني: أحسن الطهور– ثم صلى ركعتين، لا يحدث فيهما نفسه» وفي رواية: «لا يسهو فيهما» وفي رواية «أقبل عليهما بقلبه ووجهه» …  «غفر له ما تقدم من ذنبه».

هل استوقفتك هذه الجمل النبوية الشريفة في حديث الوضوء ؟ 
هل حدثتَ نفسك يومًا بأن تصلي صلاة لا تحدث فيها نفسك !؟
هل حاولت؟ هل جربت؟

وكأنك تتسائل.. وكيف يمكن للإنسان أن لا يحدث نفسه بشيء في صلاته!
نعم ، لا يحدث فيها نفسه بأمر من أمور الدنيا -كما في رواية عند الحكيم الترمذي-، وإلا بخير -كما جاء عند الطبراني في رواية- بل ولا تحدثها بأمور الآخرة التي لا تتصل بالصلاة؛ كما ذكر ذلك شرّاح الحديث.

ولكن تحدث نفسك بما فيها من ذكر وتسبيح وتدبر تلاوة وإخلاص نية ودعاء.. وما يتصل بمناجاتك لربك في صلاتك.

لقد كنت أعجب من حال بعض العبّاد في طول صلاته وشدّة إقباله عليها وتلذذه بها، فإذا هذا سرّ من الأسرار ، الإعراض فيها عن جميع العوائق، وقطع سائر العلائق؛ إلا العلاقة بالله تعالى.

وكأن هذه الجملة من الحديث “لا يحدث فيهما نفسه” كأن فيها :
«إشارة إلى مقام الإحسان وهو أن تعبد الله كأنك تراه، وإذا كنت تراه اشتغلت بمناجاته وغفلت عن نفسك وعما تحدث فيها من الفواحش الواردة من جهة النفس والوساوس الواردة من جهة الشيطان؛ فإن حصلت له غفلة وخطرت له وساوس أو هواجس أضرب عنها واشتغل بالمناجاة وتدبر معاني القرآن فإذا فعل ذلك ولم يشتغل بحديث نفسه ومطاوعتها غفر له ما تقدم» 
[فتح القريب المجيب على الترغيب والترهيب ٥٣٩/٢]

اللهم وفقنا للإحسان ، وبلغنا مراتب أهل الإحسان، وتجاوز عن تقصيرنا يا أرحم الراحمين.

_________________________________
الكاتب: أحمد السويلم


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

لا تبديل لخلق الله – طريق الإسلام

للشيطان سبل متعددة ومنهجيات كثيرة، استخدمها في تاريخه الطويل، وتجاربه المتنوعة في إغواء وإضلال البشرية، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *