على أعتاب الصلاة.. يُوزن الإيمان

من أدقّ الموازين التي يزن بها المرء إيمانه: موقفه من الصلاة، وعنايته بها، ومقدار هيبته لها في قلبه.

من أدقّ الموازين التي يزن بها المرء إيمانه: موقفه من الصلاة، وعنايته بها، ومقدار هيبته لها في قلبه.

ويا للأسى! أن ترى بعض طلاب العلم وأهل الفضل، يؤذن المؤذن ويقترب وقت الإقامة، وهم بعدُ في حديثهم ومجالسهم، لا يفزعون إليها، ولا يبادرون بالقيام لها، ثم إذا قاموا؛ قاموا يكملون ما فاتهم من ركعاتها. فأيُّ غبنٍ أعظم من غبن اللحظة التي تفوتك فيها تكبيرة الإحرام، وأيّ حرمانٍ أشد من أن تُسجَّل في ديوان الغافلين!

وإني ـ والله ـ لأكبرُ الرجل، وأعدّ ذلك عنوان صدقٍ في دينه، وعمقَ إيمانٍ في قلبه، إذا رأيته مُتهيئًا للصلاة قبل وقتها، متحفزًا لها، ينسّق مواعيده على نظامها، ويجعلها أول الجدول وآخره، لئلا يسبقَه إليها غيره أو يزاحمه فيها الشاغلون.

إنه وقتٌ يسير، لا يعدو ثلث ساعة، تتأهّب فيها للصلاة، وتبكر إليها، فتغنم بركات التبكير، وتفوز بدعوات الملائكة، وتكتب في صحائف الموفَّقين. لكنه ـ في حقيقته ـ ليس وقتًا فحسب، بل توفيقٌ يضعه الله في قلب عبده، فينقله من عالم الغفلة إلى مقام الأنس.

فلا تُحدثني ـ يا صاحبي ـ عن كثرة ما قرأتَ، ولا عن تعدد ما نظَّرتَ وقرّرت، ولكن حدّثني: ماذا يصنع قلبك حين يجلجل النداء في أذنك؟ 
أيفزع إلى بيت ربّه مسرعًا، أم يقعده الهوى ويثبّطه الكسل؟

___________________________________________________
الكاتب: طلال الحسان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

ما أحسن الذين يملكون أنفسهم

منذ حوالي ساعة الناس عبيد لقمتهم؛ لكن من انتصب ليكون للناس ناصحًا ومرشدًا وهاديًا وتقدّم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *