منذ حوالي ساعة
إيماننا حد اليقين أن العبادات ليست قشورا، فليس في الدين لب وقشور بل كله لا جله أصل وأساس
إلى التالين لخطبة الجمعة في سياق تسديد التبليغ…
أقول إن:
إيماننا حد اليقين أن العبادات ليست قشورا، فليس في الدين لب وقشور بل كله لا جله أصل وأساس، فهذه حقيقة لا يجب أن تنفي أخرى مفادها أن الإسلام ذو طبيعة شمولية ونظام متكامل يجعل الاقتصار على الطقوس التعبدية مع إهمال المعاملات، وغيابه أو تغييبه بأدق تعبير عن ميادين إدارة المعارك في ساحات الاقتصاد والسياسة والتشريع والقضاء والدفاع، ومن ثم إنفاذ أحكامه لتنظيم أزمة إدارة حاجات الأعناق والأبضاع والأرزاق هو تطفيف حائف وميل زائف، إذ تبقى محمدة المحافظة على ضرورة ملحظ
التوازن هي الأمر المقصود المطلوب المرغوب فيه أصالة، توازن بين ركنية إصلاح القلوب وتوقيع العبادات مع ركنية السعي الجاد لتجسيد قيم الإسلام في مجالات العدل، والاقتصاد، والتشريع.
والأكيد الأكيد أن الاقتصار على ركن منه دون ركن هو مثلبة ومنقصة لا تقبلها طبيعة إسلام الوحي الشمولية، كما لا يجب أن يرضاها المسلم الغيور على حمى دينه وحياض شريعته الغراء، إذ القبول بهذا الاجتزاء حد الاقتناع بكفايته والسكوت عن إخسار ميزانه لا ينبغي القبول به ناهيك أو فضلا عن التطبيل والثناء على خسران الاكتفاء حد الإشباع والاستمتاع بنصفه الموجود دون النصف المفقود منه، المفصول عنه جورا وظلما واعتسافا، وأعني به ذلك النصف المغيب تحت طائلة العمد وكبيرة الإصرار من الذين ما فتئوا يرفعون شعار فصل الدين عن الدولة وتحييد سطوة الوحي عن دنيا الناس، بدعوى أن الدين أفيون الشعوب، ومحجر واسع التحرر، ثم الطفق بعد ذلك وبمباركة وتأشير الغرب الملحد في تطبيق أنموذجه المارق في جغرافيا المسلمين…
ولا شك أن إسلامنا العظيم قد جمع له الله بين خصيصة الأمر بالمعروف ومنقبة النهي عن المنكر، فمن قال من وصل صفا وصله الله هو القائل عليه الصلاة والسلام ومن قطع صفا قطعه الله، ولا ريب أن الذي أخبر عن نفسه أنه غفور رحيم هو هو سبحانه القائل أنه المنتقم شديد العقاب، ولا جرم أن من تقرر أنه في السماء إله، أخبر أنه في الأرض إله جل جلاله وتقدست أسماؤه وعلت صفاته سبحانه سبحانه.
محمد بوقنطار
محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97
الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.
Source link