سبق المفردون – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

المفردون هم “الذاكرون الله كثيراً والذاكرات” كما في الحديث عند الإمام مسلم رحمه الله تعالى، فهؤلاء شأنهم السبق في كل عمل يشاركون غيرهم فيه.

المفردون هم “الذاكرون الله كثيراً والذاكرات” كما في الحديث عند الإمام مسلم رحمه الله تعالى، فهؤلاء شأنهم السبق في كل عمل يشاركون غيرهم فيه. 

فطالب العلم الذاكر يسبق طالب العلم الآخر في كثرة ذكره لله، والمتصدق الذاكر يسبق المتصدق بالذكر وكثرته، والساعي إلى المسجد يسبق مثيله في هذا بذكره لله وكثرة ذكره، والمجاهد الذاكر يسبق صاحبه المجاهد بذكره لله وكثرته، وهكذا. 

فالمقصود هو مشاركة الذاكر لما أقيم فيه من العمل الصالح، ولكن يسبق صاحبه بكثرة ذكره لربه، ومن هنا قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون» وهذه الفرادة تصنع بذكر الله تعالى، وليس المقصود المقتصر على الذكر بلا فضل عمل آخر من العلم والصدقة والجهاد، بل هذه خصال واجبة يأتيها كل من وجبت عليه.

 ويتمايز الناس في سبيلهم الواحد بالذكر، وملازمته، ودوام رطوبة لسانه بذكر الله تعالى، فيحصل له فضل خاص، وتعلو قيمة أعماله بتسبيحه وتحميده وتوحيده وتكبيره جل في علاه، وهذا ما عليه الصحابة رضي الله عنهم، فهم على قيام بالفعل الواجب مع استحضار ذكر الله قلباً ولساناً.

وليس المقصود الإقتصار على الذكر دون غيره من الأعمال العظيمة، فالمسلم لا يخلو من فعل إيماني، كطالب العلم يديم النظر في الكتب، ويكثر سماع العلماء، ومن جلس ينتظر الصلاة أو بعد انتهائها، كلها أعمال فاضلة مطلوبة، وهي بذاتها عظيمة، وكذا الجهاد في سبيل الله تعالى فهو استغراق الزمن بالبذل، وإنما يفضل الناس فيه ليتحقق معنى قوله صلى الله عليه وسلم”المفردون” بذكر الله تعالى وذلك حين يتنافس أصحاب الطاعات، من يسبق منهم.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

حالة القلب مع العبادة – أبو الفرج ابن الجوزي

منذ حوالي ساعة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة. وأشد من ذلك أن يقع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *