بين الصراحة والوقاحة شعرةٌ رفيعة، لا يقطعها إلا من فقد ميزان الحكمة!
فكم من كلمةٍ صادقةٍ أفسدها أسلوبٌ جافّ، وكم من قولٍ قاسٍ أضاع حقًّا كان يمكن أن يُقال بلُطفٍ وجمال.
وبين حُسن الخُلق وسوئه حاجزٌ لا تتجاوزه إلا نفسٌ لم تُهذَّب، ولم تعرف قدر الكلمة الطيبة ووقعها في القلوب.
فليس الشديدُ من يغلبُ الناسَ بلسانه، ولكن الشديدَ من ملكَ نفسَه عند الغضب.
وبين الحق والباطل ساترٌ عظيم، لا يتسلّقه إلا من عميت بصيرتُه، فاختلطت عليه السُّبُل، وسار خلف هواه يظنّه هُدى.
فالحقّ نورٌ لا يخبو، والباطلُ ظلٌّ زائل، وبينهما ميزانُ الله الذي لا يَميل.
وبين النفس اللوّامة والأخرى الأمّارة بالسوء أتباعُ الهوى؛ فمن أطاع هواه خسر وندم، وعاش عمرَه في ضياعٍ وتعب.
وبين الوصول إلى الأهداف وتحقيقها مراحلُ ومسافةٌ لا بدّ أن تُقطع، فمن استعجل قطفَ الثمار قبل نُضوجها، عُوقب بحرمانها.
وإنْ بقينا على فطرةِ الله التي فطر الناسَ عليها، نجونا وأنجينا من حولنا، فلكلٍّ محيطُه الذي يُؤثِّر فيه ويَتأثّر به.
__________________
الكاتب: كتبه إياد العطية.
Source link