منذ حوالي ساعة
{فاصبر لحكم ربك} يقول: اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه، وتبليغ رسالته، والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله الذي أوحاه إليك {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} يقول: ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثما يريد بركوبه معاصيه، أو كفورا: يعني جحودا لنعمه عنده.
{فاصبر لحكم ربك} يقول: اصبر لما امتحنك به ربك من فرائضه، وتبليغ رسالته، والقيام بما ألزمك القيام به في تنزيله الذي أوحاه إليك {ولا تطع منهم آثما أو كفورا} يقول: ولا تطع في معصية الله من مشركي قومك آثما يريد بركوبه معاصيه، أو كفورا: يعني جحودا لنعمه عنده، وآلائه قبله، فهو يكفر به، ويعبد غيره.
وقيل: إن الذي عني بهذا القول أبو جهل. ويقال: نزلت في عتبة بن ربيعة والوليد بن المغيرة، وكانا أتيا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعرضان عليه الأموال والتزويج، على أن يترك ذكر النبوة، ففيهما نزلت: ولا تطع منهم آثما أو كفورا.
قال مقاتل: الذي عرض التزويج عتبة بن ربيعة; قال: إن بناتي من أجمل نساء قريش، فأنا أزوجك ابنتي من غير مهر وارجع عن هذا الأمر. وقال الوليد: إن كنت صنعت ما صنعت لأجل المال، فأنا أعطيك من المال حتى ترضى وارجع عن هذا الأمر; فنزلت. ثم قيل: أو في قوله تعالى: آثما أو كفورا أوكد من الواو; لأن الواو إذا قلت: لا تطع زيدا وعمرا فأطاع أحدهما كان غير عاص; لأنه أمره ألا يطيع الاثنين، فإذا قال: لا تطع منهم آثما أو كفورا ف ” أو ” قد دلت على أن كل واحد منهما أهل أن يعصى; كما أنك إذا قلت: لا تخالف الحسن أو ابن سيرين، أو اتبع الحسن أو ابن سيرين فقد قلت: هذان أهل أن يتبعا وكل واحد منهما أهل لأن يتبع; قاله الزجاج. وقال الفراء: أو هنا بمنزلة لا كأنه قال: ولا كفورا. {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} أي: اصبر لحكمه القدري، فلا تسخطه، ولحكمه الديني، فامض عليه، ولا يعوقك عنه عائق. {وَلَا تُطِعْ} من المعاندين، الذين يريدون أن يصدوك {آثِمًا} أي: فاعلا إثما ومعصية ولا {كَفُورًا} فإن طاعة الكفار والفجار والفساق، لا بد أن تكون في المعاصي، فلا يأمرون إلا بما تهواه أنفسهم. ولما كان الصبر يساعده القيام بعبادة الله.
Source link