فلنعرف لنبيِّنا ﷺ عظيم مكانته ورفيع قدره، ولنستصحب ذكره في أيامنا كُلِّها، (وليكن يوم الجمعة يومًا نزداد فيه ذكرًا له وصلاةً عليه، لا يومًا نقتصر فيه على استحضاره وذكره).
لا شكّ أنه مما يبهج كل مسلم ما يرى في يوم الجمعة من كون الناس يملأون الدنيا بذكر النبي ﷺ والصلاة عليه؛ تغدو وسائل التواصل منوّرةً باسمه، وتعجُّ الألسن مترنّمةً بالصلاة عليه.
لكن ممّا يُعكِّر صفو هذا الفرح قليلاً: أن هذا الذكر لا يلبث أن يخبو ويختفي بعد هذا اليوم؛ فتمضي الأيام كأنها طوت ذكر الحبيب ﷺ تمامًا من حياتنا اليومية!
فإن كان ذلك في الظاهر فقط والقلوب معمورةٌ بحبه وذكره، فالأمر يسير. أما إن كان ذاك هو حالنا حقًا -أنّا لا نذكره إلا في يومٍ مخصوص- فهذه والله غفلةٌ كبيرة، وتقصيرٌ عظيم في حقِّ أعظم من أنعم الله به علينا.
والذي شرَّف نبيَّنا ﷺ ورفع ذكره: أن شأنه أعظم من أن تُختزل العلاقة به في يوم واحد!
هل نعرف حقًا ماذا يعني نبينا محمد ﷺ؟ هذا خير خلق الله، هذا أحب الخلق إلىٰ الله، هذا حظُّنا من الأنبياء ونحن حظُّه من الأمم، هذا مَن أُوذي وجاع وطُرد وحورب، وضحَّى بكلِّ شيء ليصلنا هذا النور الذي أنقذنا من ظلمات الجهل والنار. ولولاه -بعد فضل الله- لكُنَّا حطبًا لجهنم!
أيكون حظُّنا بعد ذلك منه: صورةً واحدةً ننشرُها، أو مقطعًا من نشيدٍ نشاركه، أو صلواتٍ محدودةً نُصلي بها عليه، أو يومًا فردًا لا نذكره ولا نستشعر فضله علينا إلا فيه!
فلنعرف لنبيِّنا ﷺ عظيم مكانته ورفيع قدره، ولنستصحب ذكره في أيامنا كُلِّها، (وليكن يوم الجمعة يومًا نزداد فيه ذكرًا له وصلاةً عليه، لا يومًا نقتصر فيه على استحضاره وذكره).
اللهم صلّ وسلّم على نبيّنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون، وغفل عن ذكره الغافلون، واغفر لنا تقصيرنا في حقه، وارزقنا دوام ذكره وحسن اتباعه، على الوجه الذي يرضيك عنّا ويُبيِّض وجوهنا عنده يوم نلقاه.
Source link