الانتباه لغفلة العمر – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة

آمل أن لا تهونَ هذي السِّنينُ التي تتسابقُ في المُضيّ، وأن نفقهَ ماهيَّةَ فضلِها قبلَ وداعِها، وأن نُحسنَ الغرسَ قبل مواسمِ القِطاف، كي لا نجنيَ حسرةً وندامة، ويجني غيرُنا علمًا ورِفعةً ودِراية.

كان علَينا أن نتنبَّه لغفلةِ العمرِ بدهاءٍ أسرعَ ممَّا ملكناه. أعلم بأنَّ الأيَّامَ فتَّانة، وأنَّ اللحظةَ التي سُرِقت لن تعود، وأنَّنا مشارِكونَ بسرقةِ أعمارِنا منَّا، وراضونَ بذلك بإذعانٍ مُخيف، لعجزِنا عن الاعترافِ بالبدءِ من جديد.

بالرُّغم من فضلِ الله علينا، إلَّا أنَّ كرمَ الله في بعضِ الأحيانِ يُحزنُ العبدَ العاقل، لأنَّنا جميعًا نعترفُ في دواخلِنا، ونعلمُ جيِّدًا في أيِّ المواضِعِ كلٌّ منَّا، قد خان الله ورسولَه.

آمنتُ بالله القويّ، الضُّعفاءُ دونَه، مَن لم يُفتَح له في العبادةِ لا يُوَفَّق، ومَن لم يُبارَك له في وقتِهِ صار جهدُه ضدَّه، ومَن لم يُستَدرَك برحماتِه، مضى متخبِّطا.

ما أرجوهُ حقًّا، أن نبلغَ الطَّريقَ الذي نجتهدُ في السُّلوكِ عليه، وأن لا يضلَّ مسعانا الَّذي يعلو بقَولِنا وينخفضُ بفِعلِنا، وأن لا ندعو غيرَنا وننسى أنفسَنا بين مُلهَياتِ الأزمنةِ واغترارِ الأمان.

قد لا يسامحُ المرءُ ذاتَه بعد انقضاءِ الوقتِ سبَهللا، على ما قد أضاعَه وكان متاحًا بين يدَيه، ولن ينجوَ حينَها -إيه والله- من معتركِ جَلدِه، وتأنيبِه، ومحاسبتِه الَّتي لا نتائجَ بعدَها، لأنَّ ما قد مضى قدِ انقضى، ولأنَّ ما قد فاتَ مات، ولأنَّ الفرصَ أحيانًا تأتي مرةً واحدةً فقط، ولا تُستَرَدُّ أبدا، مهما حاولنا، بِنا تبقَّى لنا من قِوًى استردادَها.

آمل أن لا تهونَ هذي السِّنينُ التي تتسابقُ في المُضيّ، وأن نفقهَ ماهيَّةَ فضلِها قبلَ وداعِها، وأن نُحسنَ الغرسَ قبل مواسمِ القِطاف، كي لا نجنيَ حسرةً وندامة، ويجني غيرُنا علمًا ورِفعةً ودِراية.

_________________________________________

الكاتب: عابِدة أحمد كدُّور.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

النَّسوية فكرةٌ بغيضةٌ مقيتة – طريق الإسلام

النَّسوية فكرةٌ بغيضةٌ مقيتة، تبدأ من تنازلٍ صغيرٍ وتستمرُّ الرِّحلة نحو الأضخمِ والأخطر. بعض المسائل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *