ثمَّةَ من يرى أنَّ الرد على المـلحد الشعبوي، أو المشهور الرخيص؛ ضربٌ من ضياع الأوقات وإهدار الأعمار، إذ لا يستحقّون الالتفات إليهم.
ثمَّةَ من يرى أنَّ الرد على المـلحد الشعبوي، أو المشهور الرخيص؛ ضربٌ من ضياع الأوقات وإهدار الأعمار، إذ لا يستحقّون الالتفات إليهم.
وهذا من وجه حقٌّ لا يُنكر؛ فغالب هؤلاء يخوضون في مسائل لا علم لهم بها، ويتجرّأون على ما جهلوا، كما بدا جليًّا في آخر ما كتبه الوادعي والبخيتي عن القرآن الكريم!
غير أنّ الذي أراه: أن ينبري لهم بعض الكُتَّاب، للرد على جهالاتهم ردًّا مُبكتًا لا مُفصَّلًا، فالتفصيل مع من لا يستحقّه خُسران، والعلم أرفع من أن يبذل لكلِّ عابر، وإنما يُقصد بالردِّ كشفُ تعالمهم، وبيان أنهم يتحدثون عن شيءٍ لا يعرفونه! من بابِ قول الحق: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ طَائِفَةٌ}.
وسبب الرد بيِّن: أنَّ الفئات التي تطالع مقالاتهم وما يُنشر من شبهات مكررة، لا تُحسن التمييز بين من يستحق الرد ومن يُترك لغثائه، وإنما تتلقَّف ما يُلقى إليها دون تثبُّت. ومن ثَمّ، فهي بحاجة إلى من يكتب ردًّا رصينًا يُظهر عوار كتاباتهم السَّاقطة، ويعيد الأمور إلىٰ نصابها، فليس كل الجمهور يدرك الحكمة في الإعراض عن الدعي والجاهل المتعالم.
Source link