أيّكم محمد ﷺ ؟ – طريق الإسلام

لم يكن له كرسي ولا حاجِب، يجلس حيث ينتهي به المجلس، لا يُرى عليه أثر سيادةٍ ولا سطوة، كأنه واحدٌ من القوم، بل ألينَهم وأقربهم…”

لم يكن له كرسي ولا حاجِب، يجلس حيث ينتهي به المجلس، لا يُرى عليه أثر سيادةٍ ولا سطوة، كأنه واحدٌ من القوم، بل ألينَهم وأقربهم، يجلس بينهم في حلقةٍ من نورٍ وبساطة، لا يُعرَف فيها سيِّد ولا تابع، ولا أمير ولا مأمور، فيدخل الأعرابي فيتلفَّت، لا يعرف مَن بينهم رسول الله، فيسأل في دهشة: أيّكم محمد؟ فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: «قد أجبتك».

الله! ما أعظم هذا المشهد! نبيٌّ تملأ الأرضَ أنوارُه، ولا يعلو في المجلس على أحد، لو شاء لأشار، ولو أشار لأُقيمت له الدنيا صفوفًا، لكنه اختار أن يُرى كواحدٍ منهم، كان عظيمًا بلا مظاهر، جليلًا بلا عرش، مهابًا بلا سلاح، صلى الله عليه!

يدخل المدينة لا موكبَ له ولا رايات، لا فرسانَ أمامه ولا أهازيج، فقط رجلان يسيران! يجلس أبو بكرٍ إلى جانبه، وكان الناسُ لا يعرفون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بعد، فكلما أقبل أحدهم سلَّم على أبي بكر، وظنّ أن التاج فوق رأسه، حتى أظلّت الشمس وجهَ النبي صلى الله عليه وسلم، فقام الصدّيقُ بثوبه يظلّله، فعندها فقط عرف الناسُ أيُّهما النبي المُرسَل..

يا لجلال المشهد! كيف يُخفِي التواضعُ نورَ النبوَّة؟ وكيف يمر صاحبُ الرسالة بين الناس كأنَّه واحدٌ منهم؟!

اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على نبيَّنا الجميل المتواضع.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

لطف الله في الابتلاء – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة قـال القرافـي: “المصائـب كـفـارات جزمـا سـواء اقتـرن بـهـا الرضـا أم لا، لكـن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *