أما لو أنك شهدت جماله

منذ حوالي ساعة

أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا}.

أما لو أنك شهدتَ جمالَه، فنعمتَ برؤية فضله عليك في جميع أمرك، فنادى كل ما فيك مردِّدًا قوله سبحانه وبحمده: {ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا}.
فرأيت جمال ستره عليك وأنت أنت، تعلم خبء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه، وهو يجمع عليك قلب من لا يعرفك، ويُنطِق بالمحبة من لم يرك، ويبسط كفَّ قصيٍّ بعيد بالدعاء لك!

أما لو أنك شهدت جماله؛ إذ يُقيتك، ويغذوك، ويطعم قلبك وروحك وبدنك وباطنك وظاهرك، ويحشد من حولك صنوف بره وإحسانه وكرمه، وأنت أنت! تعلم خَبْء نفسك، وأثقال الذنوب في حقيبة سفرك إليه! فلم يقطع عنك مع ديمومة الذنب فضله، وما حجب عنك مع قبيح الفعل منك إحسانه!

أما لو أنك شهدت جماله فعاينت تودده إليك بالضائقة تنضج قلبك، وتحيي موات الضراعة في روحك، وتزيل الحجب التي بينك وبين انهمار غيث التوبة يغسلك كلك، وأنت تحصي بضبط مدهش، وذاكرة حادة كالبرق، كل مواطن السوء التي التحقت بها، ومنازل الغفلة التي أويت إليها، فتتنفس بالندم مستغفرًا تائبًا ذليلةً نفسك ب‍التوبة، فتتطاير عنك خلائق السوء وتتباعد عن خصال السوء وأفعال السوء، فيكرمك وأنت أنت، ويفرح بتوبتك، ويدنيك منه، ويؤويك إليه، ويجعلك أنت أنت، من أصفيائه الذين ينعم عليهم بمحبته” إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين”!

أما لو أنك شاهدت جماله إذ..وإذ ..وإذ، حيث يفنى العمر ويفنى العالم ولا ينتهي جماله، ولا تُحصَى نعمه؛ لفرحت أنك عبده، وأنه ربك، ولنطقت قائلا:
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17)} [الأنعام] .


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

قلب الصادق – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة خلِّ نفسك، واغسلها من رعونة التطلع، وأنفاس الاستحقاق؛ تنل حلية الكرامة وشرف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *