تعد الدعوة لما يُطلق عليه المشترك الإبراهيمي بين أتباع اليهودية والمسيحية والمسلمين؛ تجسيدًا عمليًّا لإخضاع الدين للأفكار السياسية؛ من خلال استخدام الدين وسيلةً لتحقيق الأهداف السياسية في السيطرة على المجتمعات.
تعد الدعوة لما يُطلق عليه المشترك الإبراهيمي بين أتباع اليهودية والمسيحية والمسلمين؛ تجسيدًا عمليًّا لإخضاع الدين للأفكار السياسية؛ من خلال استخدام الدين وسيلةً لتحقيق الأهداف السياسية في السيطرة على المجتمعات.
الفكرة الإبراهيمية قائمة على مغالطة عقائدية أساسية، معتبرة أنّ كلاً من اليهودية والمسيحية أديان تنتسب لنبي الله إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-. والله -عز وجل- يقول: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران: 67].
قال ابن جرير الطبري: «هذا تكذيبٌ من الله -عز وجل- دعوَى الذين جادلوا في إبراهيم وملته من اليهود والنصارى، وادَّعوا أنه كان على ملتهم، وتبرئةٌ لهم منه، وأنهم لدينه مخالفون، وقضاءٌ منه -عز وجل- لأهل الإسلام ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم أنهم هم أهل دينه، وعلى منهاجه وشرائعه، دون سائر أهل الملل والأديان غيرهم» (التفسير: 6/493).
وقال شيخ الأزهر السابق (المتوفى 2010م): «صرح -سبحانه- ببراءة إبراهيم من كل دين يخالف دين الإسلام». وقال أيضًا: «ما كان إبراهيم -عليه السلام- في يوم من الأيام يهوديًّا كما قال اليهود، ولا نصرانيًّا كما قال النصارى، ولكنه كان حنيفًا؛ أي مائلاً عن العقائد الزائفة»[1].
وقال صاحب التفسير الكبير: «أعلم -تعالى- براءة إبراهيم من هذه الأديان… وقال عبد الجبار: معنى {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا} لم يكن على الدين الذي يدين به هؤلاء، ولكن كان على جهة الدين الذي يدين به المسلمون»[2].
فإن قيل: كيف تنفي نسبهم لإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بدلالة قوله -تعالى-: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [آل عمران: 65]؛ فقد أنزل القرآن كذلك بعده أيضًا؟
فجواب ذلك: أن عِلمهم بالدين والشرائع منحصر في التوراة والإنجيل، ولم يأتِ التصريح في أحد هذين الكتابين بأنه مطابقٌ لشريعة إبراهيم. بخلاف القرآن الذي جاء فيه: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 123]. وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78]. وهكذا فلطالما ردد القرآن أن هذه الملة هي ملة ودين إبراهيم[3].
كما جاء في الحديث أن المسلم يُسَنّ له أن يقول صباح ومساء كل يوم: «أصبحنا على فطرة الإسلام، وعلى كلمة الإخلاص، وعلى دين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفًا مسلمًا، وما كان من المشركين»[4]. ومِن ثَمَّ فالإسلام هو دين إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من قبلُ؛ قال -تعالى-: {وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إبْرَاهِيمَ إلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَـمِنَ الصَّالِـحِينَ 130إذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ 131 وَوَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [البقرة: 130 – 132].
فالفارق أن اليهود يدَّعون أن إبراهيم يهوديّ على ملتهم، والنصارى يدعون أنه نصرانيّ على مِلتهم. وهذا لا يمكن؛ لأن إبراهيم سابِق عليهم فكيف يتَّبع السابق اللاحق. أما المسلمون فيقولون: إنهم هم الذين على ملة إبراهيم -عليه السلام- ودِينه، لا أنه هو الذي على مِلتنا؛ {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 161]؛ فنحن مسلمون تبعًا لملة إبراهيم -عليه السلام-.
إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-، وإبراهيم العهد القديم والجديد
إضافةً لما سبق فإنَّ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الذي يحكي عنه القرآن هو ابن آزر[5]. أما إبراهيم الذي تحكي عنه توراة اليهود اليوم فهو ابن تارح. وكذلك تذكر توراتهم أنه وُلِدَ في حياة نوح -عليه السلام-، وهذا أمرٌ مستحيل. وإبراهيم الذي يؤمن بها المسيحيون مكَث في الجحيم بعد موته حتى نزل المسيح، وأخرجه منها. أما إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أبو الأنبياء، وباني الكعبة (البيت الحرام)؛ فقد رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- في رحلة المعراج في السماء السابعة مسندًا ظهره للبيت المعمور.
إبراهيم -عليه السلام- اعتزل أباه، وهاجر بأسرته من أجل دينه؛ {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: 99]، كما هاجر مثله حفيده محمد صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه المسلمون.
أما إبراهيم الذي يتحدث عنه العهد القديم فقد هاجر مع أبيه تارح صانع الأوثان، وبحسب الرواية الكتابية للعهد الجديد فإنه ظل مقيمًا مع أبيه حتى مات[6]. وهجرتهم جاءت لأسباب اقتصادية. وبحسب رواية أهل الكتاب فإنه هاجر مع أبيه لحاران، وهي بلدة ما بين نهري دجلة والفرات، تقع حاليًا جنوب شرق تركيا بمحافظة أورفة.
أما إبراهيم أبو المسلمين فقد هاجر إلى الأرض المباركة أرض الشام بعد أن حاول قومه مع مَلِكهم قَتْله حرقًا. فبعد أن يحكي -سبحانه- قصة مناظرته لقومه وتحطيمه الأصنام وعدم قدرتهم على ردّ حجته {قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آَلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 68]… قال -تعالى-: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 71]، والأرض المباركة هي أرض الشام.
وبالجملة فالرواية الكتابية عن إبراهيم رغم اضطرابها فهي تغفل كثيرًا من جهاد إبراهيم ودعوته لقومه، كقصة تحطيمه للأوثان، ومناظرته مع الملك. بجانب إغفالهم لقصة بنائه لبيت الله (الكعبة) مع ولده إسماعيل، ودعوته الناس لحج البيت.
فلأي إبراهيم منهما سننزع؟! الحقيقة أن أهل الكتاب (اليهود، والنصارى) حين انحرفوا عن دين موسى وعيسى -عليهما الصلاة والسلام-؛ انحرفوا عن الإسلام دين إبراهيم -عليه السلام-. ولذلك استنكر عليهم -سبحانه وتعالى- حديثهم عن إبراهيم فقال في كتابه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإنجِيلُ إلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ 65 هَا أَنتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} [آل عمران: 65، 66].
خلط الحق بالباطل: الاجتماع على القواسم المشتركة
يدَّعي أصحاب الإبراهيمية أنهم سيجمعون بين القواسم المشتركة في ديانات أهل الكتاب، والإسلام. وسيتركون ما من شأنه أن يثير النزاعات.
وسواء كان المنتج النهائي المراد: إسقاط الفوارق بينها، مع الاعتراف بصحتها جميعًا بدعوى انتسابها جميعًا لنبي الله إبراهيم، دون أن يتخلَّى أحدٌ عن دينه الخاص به، وإنما يكفي فقط تصحيح الجميع. كما قال الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالرياض: «ندرك جميعًا أنه بالنسبة لمجتمع المؤمنين، على الرغم من وجود دين واحد فقط، إلا أن هناك مناهج مختلفة لهذا الدين»[7]. أم كان المراد: دمج الأديان في دين جديد تحت اسم [الدين الإبراهيمي]؛ فذلك ما نهى الله -تعالى- عنه أهل الكتاب، قال -سبحانه-: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 42]، قال قتادة: «ولا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام». وقال مجاهد: «لا تخلطوا اليهودية والنصرانية بالإسلام». والمعنى: «لا تخلطوا الحق الواضح بالباطل الذي تخترعونه من عند أنفسكم؛ إرضاءً لأهوائكم، ولا تكتموا الحق الذي تعرفونه، كما تعرفون أبناءكم؛ بغية انصراف الناس عنه»[8].
ويقول الدكتور محمد البهي: «التآخي بين أتباع اليهودية، والمسيحية، والإسلام، يفقد الأساس المشترك في الإيمان. وإذن جماعة الإخاء الديني التي ينادي بها من وقت لآخر في السياسة المصرية ليست جماعة علمية دينية. ولا تصح أن تقوم على مشاركة الإسلام فيها»[9].
وأما وجه التلبيس الآخر: فزعمهم أن الدافع لفعلتهم السعي لنبذ الحروب وتحقيق العدل العام، ومحاربة الفقر، وتحقيق التنمية المستدامة، …. إلى آخره من الكلام عن القِيَم في المطلق[10].
إن تعليق إقامة العدل والتنمية ومحاربة الفقر على اتباع دينهم يؤكد على أن هذه القيم إنما هي مرتبطة بأيديولوجية، وليست أخلاقيات عامة تُمارَس تجاه جميع البشر دون استثناء. وهو ما كشف عنه سلوكهم في الأيام الماضية تجاه اللاجئين الأوكرانيين؛ إذ سارعوا باحتوائهم؛ لأنهم -كما قالوا- مثلهم ذوو بشرة بيضاء وشعر أصفر. على عكس ما فعلوه باللاجئين الآخرين.. إلى غير ذلك من وقائع لا تُحْصَى. بل يمكن تقنين اضطهاد الآخرين بدعوى الحد من النزاع؛ إذ اعتبرت محكمة العدل الأوروبية أن «منع ارتداء الحجاب الإسلامي في مكان العمل ليس تمييزيًّا، بل على العكس يمكن أن يساعد في منع النزاعات الاجتماعية».
وهكذا فهذه القيم ستُدار أيديولوجيًّا وفق مفهومهم، مثلهم مثل الملك المتكبر الذي جادله إبراهيم -عليه السلام- وأفحمه؛ حيث تروي بعض الآثار أنه كان يحتكر الطعام. أو قل بلغة هذا الزمان يستولي على موارد الشعوب المحتلة والضعيفة، ويسميها إدارة الموارد. فكان إذا أتاه الرجل في طلب الطعام سأله مَن ربك؟ فإن قال: أنتَ؛ باع منه الطعام. فأتاه إبراهيم فيمن أتاه، فقال له: من ربك؟ قال إبراهيم: ربي الذي يحيي ويميت، فمنعه الطعام، ودارت بينهما المناظرة التي حكاها القرآن، وأقام عليه إبراهيم -عليه السلام- الحُجّة القاطعة، حتى بُهِتَ ولم يستطع ردًّا لها. وهي القصة التي أغفلتها النصوص الكتابية.
وهكذا يسعون، فمن يؤمن بما يروّجون له من بدعة إبراهيمية منحوه بعضًا من الثروات التي يستولون عليها. ومَن يتصدَّى لهم فهو يثير النزاعات، ولا بد من مواجهته. وهذا لن يقضي على الحروب والنزاعات، ولن يُقِيم العدل بين الجميع. ولكنهم ينشؤون حزبًا جديدًا وجماعة دينية مستحدَثة فيها يوالون ويعادون ويتعاطفون، ويقاتلون غيرهم من أجل ما يعتقدون. فقط سيعتبرون أنفسهم المؤمنين أصحاب الحق المطلق في الحكم على الآخرين، والقضاء عليهم وإبادتهم.
التعايش بين أبناء إبراهيم ووعد الله لذريته
التذرع بأن اليهود والنصارى من نسل إبراهيم كالعرب المسلمين، ومِن ثَمَّ فالجميع أبناء إبراهيم فلنعمل على دمجهم[11]؛ حتى يتحقق التعايش، وينتشر السلام، وتتوقف النزاعات…
وهذا الأمر ليس مردّه مجرد الانتساب الجنسي الوراثي، بل لا بد من الاتباع الصحيح الصادق للنبي. قال -تعالى-: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} [البقرة: 24]. فهذا بيان للفريق الذي تتحقق فيه دعوة إبراهيم، والذي لا تتحقق فيه. فالآية تدل صراحة على أن الظالمين من ذرية إبراهيم لا يشملهم وعد الله لنبيه إبراهيم.
وإبراهيم -عليه السلام- بنفسه قد تبرأ من أبيه حين حاد عن طريق الحق. قال -تعالى-: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114]؛ فالقضية الإيمانية قائمة على الاتباع للمنهج لا على النسب والبنوة. قال صلى الله عليه وسلم : «ألا إنَّ آل أبي فلان ليسوا لي أوليائي، إنما وليي الله وصالح المؤمنين»[12]. وهذا ما قرَّره الله -سبحانه- في قوله -تعالى-: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68]؛ بقطع النظر عن كونهم مِن نَسْله أم لا. فالله -سبحانه وتعالى- لا يظلم الناس، ولا يحابي أحدًا من خلقه، «فمن أبطأ به عمله، لم يُسرع به نسبه»[13]. وقال -تعالى-: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
أفلا يستقيم هذا مع قواعد العدل التي يزعمون أنهم يبحثون عن المشترك بين أبناء إبراهيم من أجلها؟ وبهذا العدل يتحقق التعايش؛ حيث يتنافس الجميع على الاستقامة. بدلاً ممَّا تزعمه اليهود «اطرد هذه الجارية وابنها -أي: هاجر وإسماعيل-؛ فإن ابن الجارية لن يرث مع ابني إسحاق»[14]. والمسيحيون يقولون: «يقول الكتاب: اطرد الجارية وابنها؛ لأنّه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرّة. إذن: أيّها الإخوة: لسنا أولاد جارية، بل أولاد الحرة»[15]؛ فأي نوع من التعايش سيكون، وهذه حالهم؟!
فالأولى بهم تنقية تراثهم الديني من دعاوى العنصرية؛ {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ} [المائدة: 18]، وغيرها من النصوص التي تحضّ على الاستعلاء بغير حق، واستباحة الآخرين واستعبادهم. وقتها يمكن التعايش حتى لو لم يؤمنوا بملة إبراهيم، ثم حسابهم على الله.
دين إبراهيم: بيان الحق وكشف الباطل لا التشارك معه
الدعوة لاعتناق أو تبني ما يطلق عليه المشترك الإبراهيمي ما بين أتباع الأديان، مع التغاضي عما من شأنه أن يُحْدِث الخلاف؛ من أجل تحقيق الإخوة الإنسانية التسامح والتعايش؛ تتناقض تمامًا مع سُنّة إبراهيم -عليه السلام- وطريقته؛ فهو -عليه الصلاة والسلام- لم يتسامح مع عُبّاد الأوثان من قومه، حتى أبيه الأقرب إليه. لم يقبل أن يصمت على فِعْلهم ويبحث عن المشترك معهم؛ وإنما قارَعهم بالحجة والمنطق. فيحكي القرآن أنه ناقش أبيه قائلاً: {إذْ قَالَ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا 42 يَا أَبَتِ إنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا 43 يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا} [مريم: 42 – 44] ، ثم عاتبه ولامه فقال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آَزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آَلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [الأنعام: 74].
ثم استمر في مناقشة قومه بالحجة ليأتي بهم للحق، مؤكدًا أنهم يعبدون ما لا يسمع ولا ينطق ولا ينفع ولا يضر، كما أخبر القرآن في أكثر من موضع. ثم انتقل من مقام المحاجة النظرية لمقام المحاجة العملية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقام بتحطيم أصنامهم ببيت عبادتهم. قال -تعالى-: {وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ 57 فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إلَيْهِ يَرْجِعُونَ} [الأنبياء: 57، 58]، ثم ألزمهم الحجة مرة أخرى حين أتوا به وسألوه {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}؟ [الأنبياء: 62]؛ فأجاب: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} [الأنبياء: 63]. حتى يجيبوه: إنهم لا ينطقون ولا ينفعون ولا يضرون، فيقول: لهم فَلِمَ تعبدونهم؟ فتقوم عليهم الحجة من أنفسهم. قال -تعالى-: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} [الأنبياء: 64]؛ أي رجع بعضهم إلى بعض رجوع المنقطع عن حجته، المتفطّن لصحة حجة خصمه؛ {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ} بعبادة مَن لا ينطق. وكيف ينفع عابديه ويدفع عنهم البأس، مَن لا يرد عن رأسه الفأس؟![16].
فلما أبوا الاستجابة بعد أن ألزمهم الحجة؛ اشتد في الإنكار عليهم ولم يهادنهم؛ {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلايَضُرُّكُمْ 66 أُفٍّ لَّكُمْ وَلِـمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء: 66، 67] . تلك القصة أغفلتها النصوص الكتابية (العهد القديم، والعهد الجديد)، بل تذكر أنه هاجر بصحبة أبيه الوثني إلى حاران وظل ملازمًا له حتى مات[17].
بل إن عين ما يدعون إليه من التغاضي عن المختلف عليه من أجل نشر روح المودة والسلام، بدعوى التعايش بين أبناء إبراهيم هو عين ما أنكره على قومه؛ {وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [العنكبوت: 25]؛ يقول لقومه مقرِّعًا لهم ومُوبِّخًا على سوء صنيعهم، في عبادتهم الأوثان: إنما اتخذتم هذه لتجتمعوا على عبادتها في الدنيا، صداقة وأُلفة منكم، بعضكم لبعض في الحياة الدنيا[18].
المقصود أن هؤلاء المشركين لم يتخذوا الأصنام آلهة، وهم يعتقدون صحة ذلك اعتقادًا جازمًا، وإنما اتخذوها في الدنيا آلهة على سبيل التوادّ فيما بينهم، أو على سبيل التقليد والمسايرة لغيرهم[19].
دين إبراهيم: الأخوة الإنسانية أم الأخوة الإيمانية
المشترك الإنساني الجامع الذي اهتدى به إبراهيم هو الإيمان بالله وحده. قال -تعالى-: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} [التوبة: 114]. وهكذا كان حال من آمن معه، وقد أُمِرنا باتباعهم. قال -تعالى-: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
المشكلة أن هؤلاء غفلوا عن سبب الوجود الإنساني: {تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}؛ وهذه قضية إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- التي عاش لأجلها. أما هؤلاء فجعلوا من القضايا الثانوية التي خلقها الله كمسبّبات لاستمرار الحياة القضية الرئيسة؛ فأضحى تحقيق التنمية واستثمار الموارد، بل والبخل بها على غيرهم من البشر، ومنعهم إياها بحجة المحافظة عليها؛ جعلوها قضيتهم الأولى والوحيدة. وسبيلهم في تحقيق غايتهم هي السيطرة على الأرض بثرواتها المادية والهيمنة على البشرية. وباعتبار أن الدين عامل أساسي في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، فكان لا بد من ابتداع دين يحقّق لهم مآربهم في العلو والهيمنة، ويحظى بالقبول لدى الشعوب.
فإن قيل: ولِمَ لا نجتمع جميعًا، ونحقّق السلام والعدالة وبدلاً من أن يكون الدين سببًا للنزاع، ليكن داعيًا للمحبة والتآلف؟
نقول: لا مانع، وهذه هي ملة إبراهيم {تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}. وهذا ما دعا له الإسلام منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}، وما زالت الدعوة قائمة. {فَإِنْ تَوَلَّوْا}؛ فنقول لهم: {اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 64]. {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [المائدة: 68]؛ أي القرآن. وإن كنتم تريدون الدنيا، ففي الإيمان خير الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة: 66].
جاء في التفسير الوسيط: «المراد بإقامة التوراة والإنجيل: العمل بما فيهما من بشارات بصدق النبي صلى الله عليه وسلم ، وحضّهم على الإيمان به عند ظهوره، وتنفيذ ما اشتملا عليه من أحكام أيَّدتها تعاليم الإسلام».
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا (محمد صلى الله عليه وسلم) يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ 15 يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15، 16].
يقول الدكتور البهي: «إذا كانت الأصول في العقيدة في الرسالات الإلهية واحدة للكتب الثلاثة فآخرها وهو القرآن يجب أن يكون صاحب الهيمنة، وأن يكون وحده: الفاصل بين الحق، والباطل»[20].
الإبراهيمية: طمس وتبديل لشرائع إبراهيم
فمن شرائع إبراهيم حجّ للبيت، الذي هو {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 96]، واستقباله في الصلاة، والأضحية، والختان[21]. فإنشاء معبد آخر يوضع به معبد يهودي وكنيسة مسيحية ومسجد، ويُطلَق على هذا المجمع: بيت العائلة الإبراهيمية؛ يأتي مضاهاةً لبيت الله، الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، والذي قال -عز وجل- عنه: {إنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ 96 فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إبْرَاهِيمَ ومَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا وَمَن كَفَرَ فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 96، 97].
ومن جهة أخرى وفي وقت سابق خرجت مبادرة المسار الإبراهيمي[22]، تعلن عن إطلاق: رحلة تحت مسمى مسار إبراهيم. وهو طريق يقطعه الزائرون سيرًا على الأقدام بطول ألف ميل عبر منطقة الشرق الأوسط؛ اقتفاءً بذكرى رحلة سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وعائلته[23]. فما يأتي ذلك إلا كنوع من المضاهاة لشريعة الحج.
إن مناسك الحج ما هي إلا اتباع واقتداء بسنة إبراهيم؛ طواف تعظيم لبيت الله، الذي رفع قواعده إبراهيم، وسعيٌ بين الصفا والمروة تذكيرًا بفعل زوجه أم إسماعيل -رضي الله عنها-، وانتهاء برمي الجمار تذكيرًا بثبات إبراهيم وأهله على الحق؛ استجابةً لله، حتى الأضحية. فهذا هو مسار إبراهيم -عليه السلام-، يحيه المسلمون منذ أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمن. {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 68].
ومن ذلك إنشاء صلوات مشتركة[24]؛ كتلك التي قادها بابا الفاتيكان. فهذه هيئة تشريعية، مثلها مثل الحج؛ مما يعني أن الأمر يفوق محاولة التلاقي على قِيَم مطلقة ليصبح دينًا ذا مناسك وتشريعات. فهذه الصلوات المخترعة لأيّ قِبْلَة ستكون؟ للشرق كقِبْلَة النصارى؛ حيث هي مطلع النجوم العظيمة كالشمس؟ أليس هذا هو ما نازَع إبراهيم فيه قومه في عبادة النجوم والكواكب.
لو أنهم يُعظِّمون إبراهيم حقًّا ويريدون دينه، ما حادوا عن قِبْلَة المسلمين فهي البيت الذي بناه إبراهيم، ولا عن صلاتهم؛ ففي ختامها تعظيم إبراهيم وذِكْره بالبركة؛ إذ يختمها المسلم بقوله: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
[1] التفسير الوسيط لسيد طنطاوي: (2/137). جدير بالذكر أن هذا التفسير كتبه الشيخ قبل أكثر من عشرين عامًا من وفاته، لتدريسه لطلاب قسم التفسير، وقبل تقلده منصب شيخ الأزهر بزمن.
[2] التفسير البسيط: (3/202).
[3] انظر التحرير والتنوير لابن عاشور (3/272).
[4] رواه أحمد والدارمي والنسائي في الكبرى.
[5] قال تعالي: (وَإِذ قَالَ إبراهيم لأبيه آزر) (الأنعام: 74). وهكذا جاء تسميته في السُّنة فيما رواه البخاري (3350) عن أبي هريرة مرفوعًا: (يَلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة…. الحديث).
[6] سفر أعمال الرسل (7/4).
[7] صحيفة لاكروا الفاتيكانية 14 أبريل 2018م.
[8] التفسير الوسيط لسيد طنطاوي (1/ 109).
[9] الإخاء الديني ومجمع الأديان وموقف الإسلام (ص: 11). والدكتور البهي أول رئيس لجامعة الأزهر بعد صدور قانون تطوير الأزهر 1961م. كما شغل منصب وزير الأوقاف في عام 1962م. ويُعد واحدًا من أساتذة شيخ الأزهر الحالي. وقد أصدر كتابه هذا تعقيبًا على السادات حين أراد أن ينشئ مجمعًا للأديان بسيناء.
[10] ذكرت صفحة رابطة العالم الإسلامي القيم المشتركة كما يلي: (العدالة، الحريات المشروعة، الرحمة، التكافل، التسامح، التعاون، المحبة، الاحترام، الكرامة الإنسانية، الأخوة الإنسانية، الأمانة، المساواة العادلة، الإحسان). وقالت: تختلف الوقائع التاريخية من حين لآخر في المواقف الدينية بين أتباع الأديان، والنصوص الدينية تُفْهَم بسياقها ومقاصدها.
[11] وهي الفكرة التي تأثر بها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر؛ نتيجة لنقاشاته مع الرئيس المصري أنور السادات الذي كان يطمح لإنشاء مجمع للأديان على أرض سيناء؛ حيث أقام هناك صلاة أمَّه فيها شيخ الأزهر، وأقام إلى جوار منه في نفس الوقت الأنبا شنودة صلاة، وكذلك حاخام اليهود بمصر.
[12] متفق عليه.
[13] رواه مسلم والترمذي وغيرهما.
[14] سفر التكوين (21: 10).
[15] رسالة بولس لأهل غلاطية (4/ 30، 31).
[16] انظر تفسير القرطبي (11/ 300).
[17] سفر أعمال الرسل (7 :4).
[18] تفسير ابن كثير (6/245).
[19] التفسير الوسيط لسيد طنطاوي (11/29).
[20] الإخاء الديني ومجمع الأديان وموقف الإسلام (ص 19). وسبق التعريف بالدكتور البهي.
[21] البحر المحيط في التفسير (3/ 202)، وتفسير البغوي (1/453). حيث جاء فيهما أن الحنيف: اسم لمن يستقبل في صلاته الكعبة، ويحج إليها، ويضحي، ويختتن. ثم سُمّي من كان على دين إبراهيم حنيفًا.
[22] مبادرة مسار إبراهيم منظمة غير ربحية وُلِدَت من رحم مبادرة التفاوض العالمية، التي أطلقتها جامعة هارفارد.
[23] بحسب البنك الدولي في (19/6/2014): هو طريق سياحي طويل يربط بين الثقافات على امتداد الدرب الذي سلكه النبي إبراهيم أبو الأنبياء. مسافة تمتد لأكثر من 400 كيلومتر تربط حاليًا بين 40 مجتمعًا محليًّا في أربعة بلدان، وسيمتد في النهاية حوالي 5 آلاف كيلومتر، ويمر بعشرة بلدان في الشرق الأوسط.
[24] تارة بين الدعوة لأن يصلي كلٌّ على حدة على طريقته، مع تحديد زمن موحَّد يُصلي فيه الجميع. مثلما فعل السادات في الصلاة التي أقامها بوادي الراحة بسيناء في عام 1979م. أو فيما عُرف بصلاة كورونا التي دُعِيَ لإقامتها في 14 مايو 2020م. وتارة بصلاة موحدة كتلك التي قادها بابا الفاتيكان بمدينة أور العراقية، وشاركه فيها ممثلون عن الإسلام، والمسيحية، والأيزيدية، والصابئة المندائيين.
Source link