صيام يوم الأحد منفردا – خالد عبد المنعم الرفاعي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، ثم أما بعد

فالذي يظهر من أدلة الشرع أنه يباح صوم يوم الأحد؛ وقد دلّ على هذا ما في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: “أحب الصيام إلى الله عز وجل، صيامُ داود – عليه السلام – كان يصوم يومًا، ويُفطِرُ يومًا”، والحديث يدل على مشروعية صيام الجمعة وإفطار السبت وصيام الأحد.

وأيضًا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن صيام يوم الأحد بل استحب كثير من أهل العلم صيامه؛ لأنه يوم عيد للكفار فيكون من باب المخالفة.

وقال ابن مفلح في “الفروع” (3/92): ” قال الأثرم: قال أبو عبدالله: قد جاء فيه حديث الصَّمَّاءُ، وكان يحيى بن سعيد يتقيه، وأبَى أن يُحَدِّثَنِي به، قال الأثرم: وحجة أبي عبدالله في الرُّخصة في صوم يوم السبت أن الأحاديث كلها مُخَالِفَة لحديث عبدالله بن بسر، منها حديث أم سَلَمَةَ، يعني أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يصوم السبت والأحد ويقول: “هما عيدان للمشركين فأنا أحب أن أخالفهما”؛ رواه أحمد والنَّسائي وصححه جماعة وإسناده جيد واختار شيخنا – أي ابن تيمية – أنه لا يكره وأنه قَوْلُ أكثر العلماء، وأنه الذي فهمه الأثرم من روايته، وأنه لو أريد إفراده لما دخل الصوم المفروض ليستثنى، فالحديث شاذ أو منسوخ، وأن هذه طريقة قدماء أصحاب أحمد الذين صحبوه، كالأثرم وأبي داود، وأن أكثر أصحابنا فَهِمَ من كلام أحمد الأخذ بالحديث، ولم يذكر الآجري غير صوم يوم الجمعة؛ فظاهره لا يكره غيْرُه”.

هذا؛ والله أعلم.