منهجهم قائمٌ على إثبات صفات الله تعالى على الحقيقة على وجه يليق بذاته سبحانه، فيصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصَفه به رسوله من غير تعطيلٍ ولا تمثيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تحريفٍ
فأما السنة والجماعة، فمنهجهم قائمٌ على إثبات صفات الله تعالى على الحقيقة على وجه يليق بذاته سبحانه، فيصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصَفه به رسوله من غير تعطيلٍ ولا تمثيلٍ، ومن غير تكييفٍ ولا تحريفٍ، على حد قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، فسلموا من الآفتين، آفة التعطيل، وآفة التشبيه، ومضوا في سواء السبيل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“فهم – أهل السنة – في باب أسماء الله وآياته وصفاته، وسطٌ بين أهل التعطيل الذين يُلحدون في أسماء الله وآياته، ويُعطِّلون حقائق ما نعَت الله له به، حتى يشبِّهوه بالعدم والموات، وبين أهل التمثيل الذي يضربون له الأمثال ويشبهونه بالمخلوقات، فيؤمن أهل السنة والجماعة بما وصَف الله به نفسه، وما وصَفه به رسوله، من غير تحريفٍ ولا تعطيلٍ، ومن غير تكييفٍ وتمثيلٍ”[1].
قال ابنُ القَيِّمِ (ت: 751هـ) رحمه الله: “لا تجِدُ أهلَ الحَقِّ دائمًا إلَّا وسَطًا بين طرفيِ الباطِلِ، وأهلُ السُّنَّةِ وسَطٌ في النِّحَلِ، كما أنَّ المُسلِمينَ وَسَطٌ في المِلَلِ”[2].
[1] فأهل السنة وسط في باب الأسماء والصفات بين أهل مقالتين باطلتين، مقالة من عطل الصفات وفي مقدمتهم الجهمية، ومقالة من يشبه الله – تعالى – بصفات.
[2] – مفتاح دار السعادة: (2/ 243)، المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (ت 751هـ)، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، عدد الأجزاء: 2 في مجلد.
__________________________________________________
الكاتب: الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
Source link