عام هجري مضى وانقضى – أحمد قوشتي عبد الرحيم

منذ حوالي ساعة

عام هجري مضى وانقضى ، وعام جديد يهل علينا ، ونسأل الله أن يكون عام خير وبركة ، وصلاح حال ، وكشف للغمة ، وعز للإسلام والمسلمين .

عام هجري مضى وانقضى ، وعام جديد يهل علينا ، ونسأل الله أن يكون عام خير وبركة ، وصلاح حال ، وكشف للغمة ، وعز للإسلام والمسلمين .

وما أسرع انقضاء الأيام وتعاقب الشهور والأعوام ، وما أعجب زماننا هذا الذي يتسم بالسرعة المفرطة في كل شيء ، وحالة اللهاث المتواصل على كافة المستويات ، وقلة البركة في الوقت والعمر ، وكثرة التقلب العجيبة ما بين مد وجزر ، وظهور واندثار .

فالأحداث متسارعة ، ولا يكاد الحدث الواحد يستغرق سوى أيام قلائل من انشغال الناس به حتى يأتي حديث أشد ينسى ما قبله ، ويجعله مجرد تاريخ .

وكم من أشخاص تبرز فجأة وتصير ملء السمع والبصر لأيام قلائل ، ثم تصير نسيا منسيا ، وكم من معارك فكرية استهلكت وقت الناس وعقولهم وطاقاتهم ، ثم توارت في غياهب النسيان ، والمنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي – مهما كانت قيمتها – تبقى يوما أو يومين محل تفاعل ، ثم تتحول لذكرى أو أرشيف .

وسنوات عمرنا نفسها صارت تتسرب من بين أيدينا ، حتى صار المرء يتساءل كيف تصرمت السنوات الخمس أو العشر الماضية ، وفيما ذهبت ؟

ومصداق ذلك ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «” لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان “» ومن معاني ذلك كما ذكر الحافظ في الفتح أن تذهب البركة فيذهب اليوم والليلة بسرعة .

والمرء في هذا كله كادح إلى ربه كدحا فملاقيه ، وإنما هو أيام معدودة ، كلما مضى يوم مضى بعضه ، ومن كانت الليالي والأيام مطاياه سارتا به وإن لم يسر ، وكما قال بعضهم : كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره؟ كيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله وحياته إلى موته؟

والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إلا به .


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الشدة والفرح – علي بن عبد العزيز الشبل

«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» جاءت هٰذِه الكلمة دلالةً عَلَىٰ ما في قلوب المؤمنين، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *