يُستحب أن يتسحر للصوم لما ورد عن أنسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسحَّروا فإن في السحور بركةً».
يُستحب أن يتسحر للصوم لما ورد عن أنسٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسحَّروا فإن في السحور بركةً».
وعن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر».
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين».
وعن العرباض بن سارية قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال: «هَلُمَّ إلى الغداء المبارك».
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم سحور المؤمن التمر».
وينبغي أن يخفِّف عشاءه في ليالي رمضان ليهضم طعامه قبل السحور، ولأن الامتلاء من الطعام ربما يكون سببًا للتخم.
وعن المقداد بن معد يكرب – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم أكلاتٍ يُقمن صُلبه، فإن كان لا محالة فثلث طعام، وثلث شراب، وثلث نفس».
شعرًا:
توقَّ إذا ما اسطعت إدخالَ مطعمٍ ** على مطعمٍ من قبل فعل الهواضم
وكل طعامٍ يُعجِزَ السنَّ مضغُــــــه ** فلا تبتلعه فهو شر المطاعـــــــــم
والشبع مذموم؛ لأنه يوجب تكاسل البدن وكثرة النوم وبلادة الذهن، وذلك يكثر البخار في الرأس حتى يغطي موضع الذكر والفكر، والبطنة تذهب الفطنة وتجلب أمراضًا عسرةً، ومقام العدل ألا يأكل حتى تصدق شهوته، وأن يرفع يده وهو يشتهي، ونهاية مقام الحسن قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «ثلث طعام، وثلث شراب، وثلث نفس».
والأكل على مقام العدل يُصح البدن ويبعد المرض بإذن الله، ويقلل النوم ويخفف المؤنة، ويرقق القلب ويصفيه، فتحسُن فكرته وتسهُل الحركات والتعبيرات، والشِّبع يُميت القلب ومنه يكون الفرح والمرح والضحك.
ويُستحب تأخير السحور لما ورد عن أنسٍ عن زيد بن ثابتٍ – رضي الله عنه – قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قال أنس قلت لزيدٍ: كم كان بين الأذان والسحور؟ قال: قدر خمسين آيةً؛ متفق عليه، ولما ورد في البخاري عن سهل بن سعدٍ – رضي الله عنه – قال: كنت أتسحَّر في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أُدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن سهل بن سعدٍ الساعدي – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «لا يزال الناس بخيرٍ ما عجلوا الفطر وأخروا السحور».
وعن ابن عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة، فقلنا: يا أم المؤمنين رجلان من أصحاب محمد أحدهما: يعجِّل الإفطار ويعجل الصلاة، والآخر: يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة، قالت: أيهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قلنا: عبد الله بن مسعودٍ، قالت: هكذا صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والآخر: أبو موسى.
ولأن السحور يراد به التقوِّي على الصوم، فكان التأخير أبلغ في ذلك وأَولى، ويُسن تعجيل فطرٍ إذا تحقق الغروب، لما ورد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم فطرًا».
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخرون»، ولحديث سهل وحديث أبي عطية وقد تقدما قريبًا.
اللهم اسلُك بنا سبيل عبادك الأبرار، واجعلنا من عبادك المصطفين الأخيار، وامنُن علينا بالعفو والعتق من النار، واحفَظنا من المعاصي فيما بقي من الأعمار، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان
Source link