منذ حوالي ساعة
“الأستاذ الحقيقي هو من ينجحُ في التصرُّف مع أنماط هؤلاء التلاميذ ويمنحُ من خلالهم نماذج ناجحة معرفيًّا”
إنَّ وظيفة “التدريس” بحاجة إلى التدقيق في أساسياتها مع هذا التلميذ ونُفصِّل في مضامينها في الآتي:
نعتمدُ مع هذا النمط من التلاميذ القراءات الجَهْوريَّة أمام الزملاء والحوارات الثنائية والثلاثية في جوٍّ من البهجة، ونُعزِّر النشاطات التربوية المشتركة لنُنمِّي في التلميذ شخصيته ونحثُّه على الوثوق بنفسه.
نتقرَّب إليه بأسلوب مُحبَّب للنَّفس ولا نُحسِّسه مُطلقًا بالفرق بينه وبين أقرانه في القسم، ونختارُ أفضلَ الألفاظ والعبارات، فالبراءة غالبةٌ على سَجاياه، وهو صغير السن، وقد يُعاني من إشكالات اجتماعية في أسرته؛ كانفصال الوالدين مثلًا، ولا تظهر للمدرس إلا بعد التثبُّت والسُّؤال عنه.
ننتقي التمارين الكتابية خاصَّة “التعبير الكتابي” منها؛ لأنه يُمكِّن التلميذ من استثمار قُدْراته، ومن مميزات التعبير الكتابي أنه يجعلُ التلميذ في راحةِ نفسٍ وهو يُبدي أفكاره وَفْقَ توجيهات مدرسه “الذكيَّة” مثلَ الحديث عن النشاطات الرياضية أو الخُضر والفواكه أو الوسائل التكنولوجية على غِرار “الإنترنت والحاسوب والهاتف النقَّال”، كما أنَّ التقنيات المُعتمدة فيه من “بنك الكلمات” و”الوُصول للمطلوب” و”تحقيق معايير النجاح”، تجعلُ التلميذ في وضعِ تجسيدِ هدفٍ بعد إتمام التمرين.
كُنَّا في بداية مشوارنا التدريسي نعتقدُ أن النجاح في مهنة التدريس يقتصر على التعامل مع صُوَرِ التلاميذ اليَسيرة المُؤهَّلة لاكتساب المعلومة واستثمارها وإحرازِ النتائج في الفروض والاختبارات، لكن بعد الاحتكاك بمن هم أكثر خبرة في الميدان، ولهم مراسٌ ومعرفةٌ، استخلصنا فكرةَ أنَّ “الأستاذ الحقيقي هو من ينجحُ في التصرُّف مع أنماط هؤلاء التلاميذ ويمنحُ من خلالهم نماذج ناجحة معرفيًّا”، وهذه القيمة المُضافة تُقدِّم خدمةً غاليةً للمُجتمع ونَتلافى ظاهرة التسرُّب المدرسي.
يُوجد جانبٌ إنساني في “رسالة” التدريس ولو سَألت أيَّ مدرس عن سبب اختياره لهذه المهمَّة النبيلة لأخبركَ أنَّ السبب هو حُبُّه للعطاء والجُود بالنَّفس والتَّفاني في إيصال المعارف والمعلومات، فالتدريس عملٌ شاقٌّ نظرًا “للحجم الساعي المكثف وغزارة مواد البرنامج وضرورة التعامل مع فئات سنية حديثة”، والقليلُ له قابلية تلقُّفها إلا إذا كان مُتعلِّقًا بالتدريس ويُفضِّل الحركة اليومية في رِحابه مثل النَّحلة التي تستخلصُ العَسل من منابعه الأصيلة، وهذه هي قيمةُ التدريس والمدرس.
إنَّنا بالإلمام بالجوانب المُتعدِّدة التي ذَكرناها نكونُ قد وجدنا السُّبُل المُثْلى لانتشال العديد من التلاميذ من الفَشَل الدراسي
____________________________________________
الكاتب: أسامة طبش
Source link