أسباب الحزن (الاكتئاب) وطرق العلاج الشرعي

إن راحة القلب وسروره، وزوال همومه وغمومه، هو مطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطبيعية؛ ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين؛ فمن هذه الأسباب:

التعريف:

الكآبة: سوء الحال والانكسار من الحزن، واكتأب اكتئابًا: حزِن واغتمَّ وانكسر، فهو كَئِب وكئيب، ورماد مكتئب اللون: إذا ضَرَبَ إلى السواد.

 

الأسباب:

1- الإعراض والغفلة الشديدة عن كتاب الله، وسُنَّة نبيه صلى الله عليه وسلم.

2- عدم إدراك الإنسان لخيرٍ، وكان في استطاعته إدراكه، فكلما تذكَّر هذا الخير الذي فاته، حزِن.

3- عدم التوفيق في شيء.

4- الوقوع في المعاصي؛ كالزنا واللواط وغيرهما من المعاصي.

5- رؤية حادث ما نتج عنه شيء من الحزن.

6- الإصابة بمرض من الأمراض الخبيثة؛ كالسرطان والأمراض المزمنة سببٌ للحزن.

7- تعرض الإنسان للمشاكل، وعدم استطاعته حلَّها فيحزن.

8- يصاب الطفل بالحزن إذا أهمله والداه.

9- تأخر سن الزواج عند بعض الرجال والنساء.

10- كثرة الديون.

11- الإصابة بالعين والحسد، والمسِّ والسحر.

12- عدم التوفيق في السعي لطلب عمل أو زواج، أو فشل في دراسة.

13- الأخبار المحزنة؛ كموت حبيب أو زوال مال.

 

العلاج الشرعي:

يعتمد علاج الحزن على أن يسعى الإنسان في إزالة أسبابه، والأخذ بالأسباب الجالبة للسعادة؛ مثل: من يكون سبب حزنه الإعراض والغفلة الشديدة عن كتاب الله، فعلاجه هو:

1- أن يُقبِلَ على كتاب الله، ويقرأه، ويعمل به، ويدخل في الإسلام، ويوحِّد الله عز وجل؛ قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]، وقال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125].

 

ومن كان سبب حزنه الوقوع في المعاصي؛ مثل الزنا، فالعلاج هو:

2- التوبة النصوح من هذه المعصية، والاستغفار وعمل الأعمال الصالحة، والمبادرة إلى الزواج؛ لأنه أغض للبصر، وأحصن للفرج؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا} [الفرقان: 68 – 71]، وقال تعالى: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 25 – 27]، وقال تعالى: {لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [التوبة: 117، 118].

 

ومن كان سبب حزنه التعرض للمشاكل وعدم قدرته على حلها:

3- فعليه أن يتَّقِيَ الله، ويستعين بالله، ويستعين بمن له خبرة لحلِّها؛ حتى لا تتراكم فيصيبه الحزن؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 2، 3]، ومن المواقع المساعدة على حل المشاكل: موقع شبكة الألوكة، وموقع الإسلام سؤال وجواب، وموقع الإسلام ويب، وطريق الإسلام.

 

ومن كان سبب حزنه إصابة الإنسان بالوساوس، فعلاجه:

4- الاستعاذة بالله من الشيطان، ومن النفس الأمارة بالسوء، وأن يكذِّب وساوس الشيطان، ويخالفها، ولا يعمل بها، وأن يتجاهلها ويحقرها، وعليه أن يتعلم، فمَن به وساوس طهارة، فعليه أن يقرأ كتبًا فقهية عن الطهارة وأحكامها، وعليه أن يسأل أهل العلم لدفع الشبهات، وعليه بذكر الله والرقية الشرعية؛ بقراءة سورة الفاتحة والمعوِّذتين، وآية الكرسي، وسورة البقرة؛ قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، وعليه أن يقرأ كتاب “إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان”؛ لابن القيم، وكتاب “الطب النبوي”؛ لابن القيم، وكتاب “تلبيس إبليس”؛ لابن الجوزي.

 

ومن كان سبب حزنه أذية الناس من الأقوال السيئة، فعلاجه:

5- أن تصبر على أذية الناس، وتتقي الله، وتشغل نفسك بذكر الله والصلاة والعبادة، ودفع السيئة بالحسنة، وأن تعلم أن أذية الناس لك والأقوال السيئة لا تضرك إلا بإذن الله؛ قال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120]، وقال تعالى: {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 102]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 – 99]، وقال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 34، 35].

 

طرق العلاج الأخرى:

إن راحة القلب وسروره، وزوال همومه وغمومه، هو مطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطبيعية؛ ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين؛ فمن هذه الأسباب:

6- التوحيد: قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} [الأنعام: 125]، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع، ورب الأرض، رب العرش الكريم».

 

7- تنزيه الرب تعالى عن أن يظلم عبده، أو يأخذه بلا سبب يوجب ذلك، واعتراف العبد بأنه هو الظالم؛ قال تعالى: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87، 88]، وفي الترمذي عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، لم يَدْعُ بها رجل مسلم في شيء قطُّ، إلا استُجيب له»؛ (حديث صحيح).

 

8- الدعاء والتوسل والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى بأحب الأشياء، وهي أسماؤه وصفاته، ومن أجمعها: الحي القيوم؛ قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180]، وفي جامع الترمذي، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَهُ أمر؛ قال: «يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث»؛ (حديث حسن: أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني في الكلم الطيب).

 

9- الاستعانة بالله، والاستعانة بالصبر والصلاة:

قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، وقال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 45].

 

10- تحقيق التوكل على الله:

قال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]؛ أي: كافيه جميعَ ما يُهِمُّه من أمر دينه ودنياه، فالمتوكل على الله قويُّ القلب لا تؤثِّر فيه الأوهام، ولا تُزْعِجه الحوادث؛ لعِلْمِهِ أن ذلك من ضعف النفس.

 

11- أن يرتع قلبه في رياض القرآن، ويقرأه ويعمل به، ويستمع له؛ قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما قال عبدٌ قطُّ، إذا أصابه همٌّ أو حزن: اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمَتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونورَ صدري، وجِلاء حزني، وذَهاب همِّي – إلا أذهب الله همَّه، وأبدله مكان حزنه فرحًا».

 

12- الإيمان بالله والعمل الصالح: قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، ومن معاني الآية أنه من عمل عملًا صالحًا، بشرط الإخلاص لله؛ فجزاء هذا العمل الحياة الطيبة في الدنيا، والأجر الحسن في الآخرة.

 

13- الإحسان إلى الخلق بالقول والفعل وأنواع المعروف؛ قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114].

 

14- الاشتغال بعمل من الأعمال، أو علم من العلوم النافعة؛ فإنها تُلْهِي القلب عن اشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه، وربما نسِيَ بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهمَّ والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه؛ مثل: قراءة الكتب، والمشي، والرياضة.

 

15- ذكر الله عز وجل؛ مثل: التسبيح والتحميد والتهليل، وقراءة القرآن؛ قال تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

 

16- ترك المعاصي والتوبة النصوح منها، والاستغفار، وفعل الطاعات؛ قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 1 – 8]، من معاني السورة: من أسباب ضيق الصدر المعاصي، ومن أسباب شرح الصدر ذكر الله، والصلاة، والعبادة.

 

17- الزواج من زوجة صالحة ذات دين وخلق: قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم: 21].

 

18- كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: ((قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك؟ قال: «إذًا يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمَّك من دنياك وآخرتك»؛ (حديث صحيح، أخرجه أحمد).

 

19- تناول بعض الأطعمة؛ مثل: التَّلبِينة، وعسل النحل، والبلح الرطب: قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 69]، وقال تعالى: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا *فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا} [مريم: 25، 26]، قال صلى الله عليه وسلم: «إن التلبينة تُجِمُّ فؤاد المريض، وتذهب ببعض الحزن».

 

20- التطلع إلى السعادة الحقيقية الدائمة والخالدة في الجنة: قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ} [فاطر: 34].

 

21- التفكير الإيجابي، والبعد عن التفكير السلبي: فعليك أن تعلم أن حياتك تبع لأفكارك؛ فإن كانت أفكارك نافعة وحسنة، فحياتك طيبة وسعيدة، فأدْخِلْ في عقلك أفكارًا نافعة، وصحِّح أفكارك السلبية، وتجاهلها؛ وللمزيد: اقرأ كتاب التفكير الإيجابي والتفكير السلبي للدكتور إبراهيم الفقي.

 

22- اجتماع الفكر على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الماضي؛ قال صلى الله عليه وسلم: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإذا أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، كان كذا وكذا، ولكن قُلْ: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن “لو” تفتح عمل الشيطان».

 

23- السعي في أن تزيل أسباب الهموم والأحزان مثل المعاصي، وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور؛ مثل: فعل الطاعات، والزواج، وذكر الله، والصدقة، وغيرها من الأسباب.

 

24- قوة القلب وعدم انزعاجه وانفعاله للأوهام والخيالات التي تجلبها الأفكار السيئة، وسؤال أهل العلم لدفع الشبهات، والصبر لدفع فتن الشهوات؛ قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: 1 – 3].

 

25- التحدث بنعم الله الظاهرة والباطنة: قال تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11].

 

26- الجمع بين طرق العلاج الشرعي والنفسي والدوائي، وغيرها من طرق العلاج.

 

[المصدر: كتاب الطب النبوي لابن القيم، وكتاب الوسائل المفيدة للسعدي، وزاد المعاد لابن القيم].

_____________________________________________________
الكاتب:محمود أحمد خضري رمضان


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

الشدة والفرح – علي بن عبد العزيز الشبل

«إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» جاءت هٰذِه الكلمة دلالةً عَلَىٰ ما في قلوب المؤمنين، من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *