أن تحرق القرآن، أو ترسم عن نبي الإسلام رسوما مشينة تستفز بها مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فكل هذا وغيره مما علم ومما لم يعلم صار جائزا ومتسنى ومقبولا تحت طائلة مقتضى العدل والحرية في أدبيات الرجل الأبيض
أن تحرق القرآن، أو ترسم عن نبي الإسلام رسوما مشينة تستفز بها مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فكل هذا وغيره مما علم ومما لم يعلم صار جائزا ومتسنى ومقبولا تحت طائلة مقتضى العدل والحرية في أدبيات الرجل الأبيض وقوانينه النافقة المنافقة…
صدقوني أو لا تصدقوني إن قلت في إقرار ويقين أن قيادة الرجل الأبيض لم تزد العالم إلا نصبا وعذابا، ولم تملأ دنيانا إلا جورا وظلما وخرابا، فدوره قد انتهى من زمان، حتى ولو طبل المطبلون ورفعوا في وجه المستنكرين شعارات التقدم المادي المبهر في ميادين العلوم الكونية، فركوبنا لأفخم سيارة إنما كان هذا من المدنية، وفرملتنا لعجلاتها عند حاجز مائي حتى لا يتأذى المارة والراجلين فهذا من الحضارة التي مبناها على الأخلاق، ولا خلاق للغرب اليوم وقد رفع عقيرة الدفاع عن إتيان الذكر للذكر والأنثى للأنثى، بل أشر دينه ووثق لهذا الفصام النكد وأصبغ عليه طابع القبول والرسمية، ثم طفق الكهنوت المدني والديني مناهضا راميا كل من رفض هذه الحياة الأنعامية المتسفلة في كل نقيصة، متهما أهل العفة بالتطرف والكراهية…
إن هذه الانتكاسة الغرائزية لتنذر بشر وشنار ولهيب نار ستأتي على الأخضر واليابس، فتجعله حطاما تذروه ريح الانتقام الرباني وما كان ربنا نسيا، وقد حكى-القرآن- مأساة ما حل بجنس هؤلاء المجرمين من عذاب ووأد وخراب فقال سبحانه: {فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْها حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ. مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} .
إنها معركة محلها وبوصلة الاستهداف منها الفطر أولا ثم الدين عطفا وثانيا، وليس ثمة دين مستهدف غير دين الفطرة السوية، دين العفة والطهر والحياء، دين الإسلام، إسلام الوحي طبعا، كما أنه ليس ثمة طائفة على الأرض مستهدفة غير معشر الملتزمين بعرى هذا الدين العظيم، ولعل التهمة قديمة متجددة مفادها الأمر بالنفي من الأرض والإخراج من القرية مصداقا لقوله تعالى:” { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (82)} “
فليحذر كل صاحب أسرة ورب عائلة، وليتق الله فيما استرعاه الله واستخلفه عليه، فمتى ما انساق وانغمر وتماهى مع هذا السيل القذر، والركس الكدر، فليعد لسؤال الله جوابا عن زوجه وابنه وابنته، فإن ذلك لواقع ما له من دافع، نسأل الله أن يجنبنا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن آمين.
محمد بوقنطار
محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97
الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.
Source link