في زمن تغيرت فيه المفاهيم
وانقلبت فيه الموازين
وراج فيه سوق المنكرات
وعمت فيه الشبه والشهوات
زمن أصبح التمسك بالدين فيه تخلفًا ورجعية
والمحافظة على القيم والمبادئ انحطاطًا وانهزامية
هذه سمات هذا الزمن وعبارات دعاة العفن
وفي ظل هذا الضعف الظاهر، وقد دب المرض في جسد الأمة
استغل العدو الحاقد كعادته هذه الفرصة السانحة وهذه الظروف المواتية
فانقض لا يلوي على شيء، ولا يرقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة
فأحكموا خططهم وضربوا ضربتهم في الجسد فشارف على الهلاك
أرادوا الإجهاز عليه والتخلص منه
ولكن هيهات هيهات، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
فحصل غير ما رغبوا، ونتج غير ما حسبوا
فأحيا الله بأعمالهم ضمائر قد درست وقلوباً قد ماتت
فها هي ذي الصيحات قد علت والحشود قد احتشدت والشوارع قد امتلأت
من مشارق الأرض ومغاربها ترفع صوتاً واحداً
وتردد عبارة واحدة
(إلا رسول الله)
الله أكبر وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم
فانظر لصفوف المسلمين قد التحمت والمطالب قد اتحدت
عزة لدين الله وغيرة لرسول الله
{وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}
فراجت سنته، وذاعت سيرته، وعظمت محبته
فتجد الغيور الذي قد ألف شراء شيء ردحاً من الزمن يتركه فجأة
لا رغبة عنه ولا زهداً فيه ولا غلاء لسعره بل نصرة لنبيه
أليس هذا نصرًا وعزًّا وفخرًا؟
{والله متم نوره ولو كره الكافرون}
___________________________________________________
الكاتب: عبدالله بن غازي الرحيمي
Source link