غرة رمضان – طريق الإسلام

شهر رمضان فيه من أبواب الخير ما لا يحصيها إلا معطيها سبحانه وتعالى، فمن أبواب الخير فيه أنه شهر الصيام، شهر القيام، شهر القرآن، شهر الجود والإحسان، شهر الإرادة، شهر التغيير…

شهر رمضان فيه من أبواب الخير ما لا يحصيها إلا معطيها سبحانه وتعالى، فمن أبواب الخير فيه أنه شهر الصيام، شهر القيام، شهر القرآن، شهر الجود والإحسان، شهر الإرادة، شهر التغيير، نعم، هذا هو شهر رمضان، وهذه بعض أبواب الخير فيه، وأبواب الخير فيه كثيرة جدًّا يدركها ويعرفها ويلمسها كل من يعرف شيئًا عن رمضان، وستسمعون من الدروس والمواعظ والخطب عن تلك الأبواب فتعرفونها، وما علينا جميعًا إلا أن نكون ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

 

أيها الإخوة الكرام:

لِنَعُدْ إلى هذه الأبواب التي اخترناها من أبواب الخير، ونتأملها، وننظر كيف نستغلها ونوظفها التوظيف الذي يجعلنا نحظى ونفوز بالوعود الكريمة التي وعد الله بها الصائمين والقائمين، ومن قاموا رمضان وأدَّوا فيه عبادة الله على الوجه الذي يرضيه؛ فيفوز أولئك بالجنة والمغفرة والعتق من النار، بتزكية الأرواح، وتكفير الذنوب والسيئات، وبالكثير الكثير من المنح والعطايا التي رصدها رب العالمين للمتاجرين معه، والمتنافسين في سبيله وفي سبيل مرضاته والقرب منه، أما باب الصوم؛ فيقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، ويقول سبحانه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} [البقرة: 185].

 

وعدَّ الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة صيامَ رمضان رابعَ أركان الإسلام، ففضل صيام رمضان عظيم؛ وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه»[1]، وربُّ العالمين في الحديث القدسي يقول: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها، إلا الصوم؛ فإنه لي وأنا أجزي به»[2].

 

قال العلماء: اختصاص الصوم بأنه لله، وأن جزاءه غير محصور كبقية الأعمال دليل على أن الله يعطي عليه، ويجزي عليه بغير حساب، وفضله عظيم، وثمراته كثيرة، وحسبنا أنه مقترن بالتقوى التي هي رأس كل خير، فقد جعل الله عز وجل من علة فرض الصيام على المسلمين؛ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]؛ أي: لعله بصيامكم تحصلون على التقوى، فإذا كان الأمر كذلك – أيها الإخوة – فهل كل صيام يؤدي إلى هذه النتيجة؟ هل كل صيام يوصل إلى هذه الثمرات، ويبلغ به الصائم إلى هذه الدرجات؟ لا ليس كذلك.

 

فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش»[3]، فيا أيها الصائمون في هذه السنة، في هذا الوقت واليوم الطويل والحر الشديد، مَن يرضى أن يكون صيامه – وكلكم صائمون صابرون على حر الصيف وطول نهاره ابتغاء مرضاة لله عز وجل – مَن منا جميعًا يَرضى ألَّا يكون له من صيامه إلا الحر والعطش؟ لا يرضى أحد منا بذلك.

 

لهذا فيجب علينا أن نصوم الصيام الذي يؤدي بنا إلى العتق من النار، وإلى تكفير السيئات، وإلى أن نكون ممن يدخل أبواب الجنة التي فتحها الله في شهر رمضان، وإذا أردنا ذلك، فأول شيء أن نتفقَّد نيَّتنا، نتفقد قصدنا أو مقاصدنا، لا يكون صيامنا مجرد تقليد لآبائنا وأمهاتنا، مجتمعنا كلهم يصومون فنحن نصوم مثلهم، بل يجب أن نعرف أننا عباد لله، وأن الله قد أمرنا أن نعبده بهذه العبادة، فَنَدَعَ طعامنا وشرابنا وشهوتنا من أجله، فنصوم من أجل هذا الأساس، نصوم محتسبين نريد الأجر والثواب من الله؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم علق تكفير الذنوب لمن صام إيمانًا واحتسابًا، وليس لمن صام تقليدًا مع الناس بدون قصد وبدون نية ولا معرفة، فلا بد أن ننبه أنفسنا ونحفزها على أن تعرف قدر العبادة، ونمتثلها ونستصحبها في عباداتنا كلها، ونحن في الصوم من أجل أن نحصل على ثوابه وثمراته ونفحاته، ونكون فيه من المقبولين، نعم، وعلينا أن نتحلى بأخلاقه وآدابه، فليس الصوم بترك الطعام والشراب، ولكن الصوم لمن ترك اللهو والرفث، كذلك الفسوق والعصيان، بأن يكون يوم صومه عن أيام فطره زيادة في التحفُّظ عن الذنوب والمعاصي، عن الصغائر والمكروهات، عن المشتبهات، يحسن أخلاقه؛ ويكون كما قال صلى الله عليه وسلم: «فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم، إني صائم»[4]، لا يبتدئ هو بالخصام والمشاكل مع الناس، ولكنه ولو ابتدأ معه غيره، أشعره واعتذر إليه بأنه لا يواجهه؛ لأنه صائم، لِتَصُمْ جميع جوارحنا؛ ألسنتنا، عيوننا، آذاننا، بطوننا، فروجنا، أيدينا، أرجلنا، تفكيرنا، جميع جوارحنا الظاهرة والباطنة عن كل ما لا يُرضي الله سبحانه وتعالى، هكذا نكسب الصيام ونفوز بثمرته.

 

أيها الإخوة المؤمنون:

من أبواب الخير بابُ القيام في رمضان، وهو أمر سائد ومعروف، والقيام دأب الصالحين، وسنة المرسلين، وفيه يتنافس أصحاب الأنفس الأبية، والقلوب الحية، واليقين بوعد الله والرغبة في الدرجات العلا عند الله طول السنة، وليس في رمضان، ولكن في رمضان مزية، فمن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه[5]، فلنحرص عليه بأن نسارع ونبادر إليه، ونحضره من أوله إلى آخره، فإن الأجر التام الذي يُحسَب لصاحبه أنه قام ليلة كاملة، أن يقوم مع الإمام حتى ينصرف، هكذا يقرر الرسول صلى الله عليه وسلم، فتخلخل الصفوف بين أول ركعة وآخر ركعة، والوتر أمر غير صحيح، وعلامة غير صحية، فعلينا أن نتجنبها، وألَّا نكون منساقين وراءها، علينا أن نصبِّر أنفسنا: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28]، ثم علينا أن نكون راضين قانعين، مستطيبين هذا القيام، متلذذين به؛ حتى يكتبه الله لنا، ويتحقق فينا الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «وجُعِلت قرة عيني في الصلاة»[6]، في الصلاة بفرضها ونفلها جُعلت قرة عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون متأسيًا ومقتديًا به من تضيق نفسه وصدره عن القيام، وعن الصلاة، وعن الصبر مع الصائمين والقائمين، والقانتين والمصلين؟ هذا لا يليق بمؤمن يزعم أنه مقتدٍ برسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

علينا – أيها الإخوة – أن نعلم أن من أبواب الخير في رمضان قراءة القرآن، ودليل ذلك واضح، فشهر رمضان هو الذي أُنزل فيه القرآن كما سمعتم الآية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه جبريل في رمضان من أول ليلة إلى آخر ليلة يدارسه القرآن، أليس هذا دليل على أن رمضان شهر القرآن؟ بلى هو شهر القرآن، فما دام الأمر كذلك، فليكن شهر القرآن لنا، وليكن قبل ذلك القرآن رفيقنا وصاحبنا، وأنيسنا وقرة عيوننا في السنة كلها، لكن يزيد الأمر في رمضان، فنُقبل عليه ونتنافس فيه، ونقرؤه القراءة الصحيحة والدائمة، ونحاول أن نصحح من قراءتنا، فليس كل الناس يحسنون قراءة القرآن على الوجه الصحيح، لكن المشكلة أننا إذا لم نعرف قراءة القرآن، تركنا القرآن، المشكلة أن الذي لا يعرف أن يقرأ القرآن يرضى بذلك، فلا يحاول أن يصحح، والرسول صلى الله عليه وسلم قد قسَّم الناس في قراءة القرآن إلى قسمين؛ فقال: «قارئ القرآن الماهر به مع السَّفَرَةِ الكرام البررة»[7]، هذا الذي حرص على القرآن، وأقبل عليه، وجوَّده وأتقن قراءته مع السفرة الكرام البررة من ملائكة الرحمن سبحانه وتعالى، الآخر الذي يقرؤه وهو حريص على قراءته، ولكنه لم يتعلم أو لم تُتَحْ له الفرصة ليتعلم كيف يقرأ القراءة الصحيحة، أو لم يساعده لسانه على أن يقرأ القراءة الصحيحة، فيقرأه ويتعتع فيه، قال: «له أجره؛ مرتان»، لكن الخاسر هو الذي لا يقرأ، الخاسر هو الذي لا يحاول أن يصحح قراءته، فلنقرأ ولنحاول أن نصحح قراءتنا ولنتدبر هذه القراءة، والله عز وجل قد نعى على الذين لا يتدبرون؛ فقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، فلا نرضى لأنفسنا أن تكون على قلوبنا أقفالٌ تَحُول بيننا وبين قراءة القرآن.

 

ومن أبواب الخير – أيها الإخوة – في رمضان باب الجود والإحسان، والمواساة والتراحم والتكافل، وحديث ابن عباس الذي أشرت إليه في خطبة الجمعة الماضية يخبر فيه ((أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن، قال: فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة))[8]، هذا وحياته لم تكن حياة الترف، ولا حياة الغِنى ولا تكديس الأموال، وليس معه إلا القليل، وهذا القليل لا يمسكه لنفسه ولا لعائلته ولأسرته، ولكنه كان ينفق منه ويعطي منه عطاءَ مَن لا يخشى الفقر، فلنقتدِ به صلى الله عليه وسلم بأوجهٍ مختلفة، منها وهي أساسها وهي فرضها اللازم على كل من لديه مال إعطاء الزكاة، وإعطاء الزكاة على وجهها الصحيح بالنية الخالصة الصادقة لله عز وجل، بأن تطيب بها أنفسنا ولا نعطيها كُرهًا، وإنما نعطيها طيبة بها أنفسنا؛ لننال بها الأجر والثواب والتزكية التي وعد الله بها لأهل الزكاة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا} [التوبة: 103]، فنأخذها أو نعطيها بنفوس طيبة، ونحذر أن نستغلها لمصالح أنفسنا أو نحوِّلها إلى معصية وجرائم وعدوان، أما استغلالها البسيط عند بعض الناس، فهو يعطيها على شكل هدايا وإكراميات التاجر لعماله، فيعطيهم مستفيدًا أنه أعطاهم حوافز العمل وإكراميات رمضان، وهذا لا يجوز أن يكون من الزكاة، العامل إن كان فقيرًا يجوز أن تعطيه من الزكاة باسم الزكاة، لا باسم أنك أكرمته، ولا باسم أنك أعطيته حافزًا، ولا باسم أن له في رمضان زيادةً فتتجمل بالزكاة وتعطيه فتكسب من وراءه، لا يجوز ذلك، وأكبر من ذلك أن يتخذها بعض التجار – الذين لا ذمة ولا ضمير – رِشوة يرشون بها المسؤولين، الزكاة المبلغ الأكبر المائة ألف والمائة وعشرون ألفًا لمدير الضرائب، أو مدير الجمارك، أو مدير البلدية، أو مسؤول الشرطة، أو القريب الذي يُحتاج إليه في بعض الحالات، هذا مجرم، هذا معتدٍ؛ حوَّلَ الزكاة إلى رشوة، لا يجوز، فلنتقِ الله ولننتبه لهذه الأمور، ونحسن إخراجها، ونتحرَّ فيمن يستحقها ومن يأخذها، وشيء آخر في المقابل لا تكون أنفسنا دنيئة، لا نُسقط التعفف الذي عُرفنا به في هذه البلاد، هذه البلاد عُرفَ أصحابها بالعفة وبعلو النفس وسموها، وبالاستغناء عن الناس، يكدحون ويسافرون ويجاهدون من أجل لقمة العيش النظيفة الطيبة، ولا يمدون أيديهم بالسؤال للناس، لكن اليوم تغيرت الأخلاق، وكثير من الناس للأسف الشديد اختاروا الطريق الأسهل، أسهل في نظرهم أن يمد يده ويحتال ويكذب، ويختلق المشاكل والأمراض والديون وعشرين مشروع يصوره، وكل يوم يأتي بمشروع من أجل أن يحصل على أموال الناس، هذا أيضًا محتال مجرم، وهو أخذٌ لِحَقِّ الفقراء والمساكين، ولا يجوز أن يكون بهذه الصورة، بل حتى صاحب الحاجة كلما استطاع أن يستغني، وأن يتعفف، وكلما استطاع أن يترفع، فخيرٌ له من أن يقع في مثل هذا: {لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: 273]، فهذه الآية التي وصفت هؤلاء يجب أن نكون دائمًا متأسِّين بهم، ومقتدين بهم، ولا نطلق لأنفسنا عِنانها لنسأل الناس ونسقط أيدينا عند الناس، فالمسألة محرَّمة لمن لا يستحق، ومن سأل الناس أموالهم تكثرًا، جاء يوم القيامة ووجهه عظمٌ لا لحم عليه، أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم[9]، فَلْنَسْتَغْنِ بالله، ولا نمد أيدينا أو نرفع عيوننا، إلى غير الله سبحانه وتعالى، نسأل الله أن يغنينا بغِناه، ويتكرم علينا بفضله، ويجعلنا من المتعففين، ويوفقنا لدخول هذه الأبواب من أبواب الخير، واستثمارها أكبر استثمار، أقول قولي هذا، وأستغفر الله، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

عباد الله:

من أبواب الخير في رمضان باب الإرادة، التي تبلغ بصاحبها المنازل العالية، والدرجات الرفيعة، وتميزه عن الضعفاء وعن ضعاف الهمم، نحن في رمضان نصوم وتُعرَض علينا الشهوات، ونتمكن لو أردنا منها، نستطيع أن نأكل من غير أن يرانا أحد، أن نشرب من غير أن يرانا أحد، يستطيع الزوج أن يصل إلى زوجته وهما في غرفتهما والباب مغلق، والستور مُرخَاة، ولكنه لا يفعل لأنه يراقب الله سبحانه وتعالى، إرادة قوية لا مجال معها لهذه الأمور في نهار رمضان، هذه الإرادة يجب أن نستصحبها في ليل رمضان، كما استصحبناها في نهار رمضان، فإن في نهار رمضان مُنعنا من هذه الأشياء الحلال لِحِكْمَةٍ يريدها الله تعبدًا لله عز وجل، ولكن في نهار رمضان وفي ليل رمضان، ومن قبل رمضان ومن بعد رمضان مُنعنا من أشياء من المحرمات، ومنعنا من ترك الواجبات، ما الذي يجعلنا لا نمتنع عما حرم الله علينا؟ ما الذي يجعلنا نقصر فيما أوجب الله علينا؟ إنها ضعف الإرادة، إنها قلة الهمة أو ضعف الهمة، وعدم اليقين أو قلة اليقين بوجوب ما أوجب الله، وتحريم ما حرم الله والاستهانة بحدود الله، والتهوين من شأن وعيد الله بالعذاب في الدنيا أو الآخرة لمن تخطَّى حدوده سبحانه وتعالى.

 

فعلينا أن نستصحب هذه الإرادة، وإذا عُرض علينا شيء فيه معصية لله، فلنقل: إنا صائمون، صائمون عن كل ما حرم الله.

 

فصُمْ يومك الأدنى لعلك في غدٍ  **  تفوز بعيد الفطر والناس صُوَّمُ 

 

فنستصحب هذه الإرادة القوية للامتناع عن المحرمات والعادات السيئة، عن الأمور التي يقولون: إنهم مبتلون بها، المدخنون يقولون: نحن ابتُلينا ونريد أن نتخلص، اليوم جاء وقت التخلص، تعلمت الإرادة من رمضان ومن الصيام، فتعلم الإرادة في ترك التدخين، تعلم الإرادة في ترك التخزين والقات، تعلم الإرادة في ترك المحرمات بشكلها العام.

 

نسأل الله عز وجل أن يوفقنا ويسددنا، ويرزقنا الإرادة الصادقة التي تجعلنا من أهل العزم، من المخلصين الذين يتولاهم ويحفظهم، ويعينهم ويحسن جزاءهم إذا رجعوا إليه.

 


[1] متفق عليه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، رواه البخاري 1/ 22، حديث رقم 22، ومسلم 1/ 523، حديث رقم 760.

[2] متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، البخاري 6/ 2723، حديث رقم 7045، ومسلم 2/ 807، حديث رقم 1151.

[3] رواه ابن ماجه في سننه (1690).

[4] رواه البخاري (1894)، ومسلم (1151).

[5] جزء من الحديث السابق: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا … ومن قام رمضان …))؛ [الحديث].

[6] رواه النسائي وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3124).

[7] رواه مسلم برقم 1962.

[8] رواه البخاري رقم 5 (1/ 7).

[9] متفق عليه، رواه البخاري 1381، ومسلم 1724، عن ابن عمر رضي الله عنهما، ولفظ مسلم: ((لَا تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ …)).

________________________________________________________
الكاتب: الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *