قال رسول الله ﷺ: «من يُرد الله به خيرًا يُصب منه».
1 – الله يثني على الصابرين في الملأ الأعلى:
قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [1].
قال تعالى: {وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ * وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [2].
قال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [3].
قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [4].
3 – الصابر يعطى من الحسنات بغير حساب:
قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [5].
4 – الصبر خير عطاء وأعظم نعمة:
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: إن ناسًا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثُم سألوه فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى نفد ما عنده فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدَّخره عنكم ومن يستعفف يُعفه الله ومن يستغن يُغنه الله ومن يتصبر يُصبره الله وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر[6].
5 – الصبر يرفع الدرجات:
روى أبو داود وصححه الألباني عن لجلاج العامري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن العبد إذا سبقت له من الله منزلةٌ لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده». قال أبو داود: زاد ابن نُفيل: ثُم صبره على ذلك، ثُم اتفقا حتى يُبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى[7].
6 – الصبر عند فقد الأصفياء جزاؤه الجنة:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: «ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قَبضَتُ صَفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة» [8].
7 – الصبر على فقد العينين جزاؤه الجنة:
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة». يُريد عينيه[9].
8 – الصبر على فقد الولد مع الحمد والاسترجاع يجعل لك بيتًا في الجنة:
روى الترمذي وقال: حسنٌ غريبٌ، عن أبي سنان قال: دفنتُ ابني سنانًا وأبو طلحة الخولاني جالسٌ على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي فقال: ألا أُبشرُك يا أبا سنان؟ قُلت: بلى فقال: حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتُم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد» [10].
9 – الصبر يكفر الذنوب:
ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما يُصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هَمٍّ ولا حُزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يُشاكها إلا كَفَّر الله بها من خطاياه» [11].
روى الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئةٌ» [12].
روى الترمذي وقال: حسنٌ صحيحٌ، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قُلت: يا رسول الله أيُّ الناس أشدُّ بلاءً؟ «قال الأنبياء ثُم الأمثل فالأمثل فيُبتلى الرَّجُلُ على حسب دينه فإن كان دينه صُلبًا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقةٌ ابتلي على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئةٌ» [13].
ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مُصيبة تُصيب المسلم إلا كفَّر الله بها عنه حتى الشوكة يُشاكها» [14].
10 – البلاء كله خير:
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يُرد الله به خيرًا يُصب منه» [15].
روى مسلم عن صُهيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كُله خيرٌ وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له» [16].
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حُفت الجنة بالمكاره وحُفَّت النار بالشهوات» [17].
ففي الصحيحين عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أُريك امرأة من أهل الجنة؟ قُلت: بلى قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أُصرع وإني أتكشف فادع الله لي قال: «إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله أن يُعافيك» فقالت: أصبر فقالت: إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف، فدعا لها[18].
ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يُوعك فقلت: يا رسول الله إنك لتوعك وعكًا[19] شديدًا قال: «أجل إني أُوعك كما يُوعك رجلان منكم» قُلت: ذلك أن لك أجرين قال: «أجل ذلك كذلك، ما من مُسلم يُصيبه أذى شوكةٌ فما فوقها إلا كفَّر الله بها سيئاته كما تَحُطُ الشجرة ورقها» [20].
11 – الصابر على البلاء والراضي بقضاء الله يرضى الله عنه:
روى الترمذي وقال: حسن غريب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط» [21].
ففي الصحيحين عن أُسيد بن حُضير أن رجلًا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تستعملني كما استعملت فُلانًا فقال: «إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض» [22].
ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تُميله ولا يزال المؤمن يُصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد» [23].
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبرٍ فقال: «اتقي الله واصبري» قالت: إليك عني فإنك لم تُصب بمُصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك فقال: «إنما الصبر عند الصدمة الأولى» [24].
[1] البقرة: 155 – 157. [2] الرعد: 22 – 24. [3] الحج: 34 – 35. [4] العنكبوت: 58 – 59. [5] الزمر: 10. [6] متفق عليه: رواه البخاري «1376» ومسلم «1745». [7] صحيح: رواه أبو داود «2686» وصححه الألباني. [8] صحيح: رواه البخاري «5944». [9] صحيح: رواه البخاري «5221». [10] حسن غريب: رواه الترمذي «942» وقال: حسن غريب. [11] متفق عليه: رواه البخاري «5210» ومسلم «4670». [12] حسن صحيح: رواه الترمذي «2323» وقال: حسن صحيح. [13] حسن صحيح: رواه الترمذي «2322» وقال: حسن صحيح. [14] متفق عليه: رواه البخاري «5209» ومسلم «4664». [15] صحيح: رواه البخاري «5213». [16] صحيح: رواه مسلم «5318». [17] صحيح: رواه مسلم «5049». [18] متفق عليه: رواه البخاري «5220» ومسلم «4673». [19] الوعك: مغث الحمى. [20] متفق عليه: رواه البخاري «5216» ومسلم «4663». [21] حسن غريب: رواه الترمذي «2320» وقال: حسن غريب. [22] متفق عليه: رواه البخاري «3432» ومسلم «3508». [23] متفق عليه: رواه البخاري «5212» ومسلم «5024». [24]متفق عليه: رواه البخاري «1203» ومسلم «1534».
Source link