و قلما هجر أحد كتاب الله إلا وتكدرت أحواله ، وضاق صدره ، وصار أمره فرطا ، ولم يبارك له في وقته أو عمره أو علمه ، وظل يكدح ليله ونهاره دون طائل يذكر
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ}
كل من يقبل على القرآن ، ويتعلمه ، ويعمل به ، ويتحاكم إليه ، ويدعو إليه ، مخلصا في ذلك كله : يشرف ، ويفلح ، ويرفع ذكره في الدنيا والآخرة.
وقد قال الله تعالى ” { لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ} ” أي فيه عزُّكم وشرفكم وفخركم في الدنيا والآخرة إن تذكرتم به ، وعملتم بما فيه ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” «إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ، ويضع به آخرين» “
وإذا تأملت تاريخ أمتنا الحافل ، فلا تكاد تجد أحدا مدح بإمامة ، أو صلاح ، أو كتب له لسان صدق ، وقبول عام ، إلا وكان له مع القرآن حال عظيم ، وأسهم بنصيب وافر في خدمته ، والاشتغال بالعلوم المتعلقة به بوجه من الوجوه ، ما بين مستقل ومستكثر .
كما لا يعرف مرب سني صادق ، جميل الأثر والسيرة ، لم يبدأ مع طلابه بالقرآن ، وظل يذكرهم به كأعظم طريق للترقي في مدارج الكمال ، وإصلاح القلوب ، وتزكيتها ، والتخلي عن أدوائها .
و قلما هجر أحد كتاب الله إلا وتكدرت أحواله ، وضاق صدره ، وصار أمره فرطا ، ولم يبارك له في وقته أو عمره أو علمه ، وظل يكدح ليله ونهاره دون طائل يذكر ، ومهما اشتغل بعلوم الآلة ، أو دقائق الفكر والتنظير ، أو مسائل السياسة ، فسوف تطوى صفحته سريعا ، ولا يبقى أثره ماثلا في الأمة ، أو مؤثرا في الأجيال .
Source link