تفسير ابن عاشور

تفسير الآية رقم 15 من سورة المعارج

كَلَّا إِنَّهَا لَظَى (15) وجملة { إنها لظَى } استئناف بياني ناشىء عما أفاده حرف { كلا } من الإِبطال . وضمير { إنها } عائد إلى ما يشاهده المجرم قبالته من مرأى جهنم فأخبر بأن ذلك لظى . ولما كان { لظى } مقترناً بألف التأنيث أنّث الضمير باعتبار تأنيث الخبر واتبع اسمها بأوصاف . والمقصود التعريض بأنها أعدت له ، أي أنها تحرقك وتنزع شَواك ، وقد صرح بما وقع التعريض به في قوله : { تدعو من أدبر وتولى وجَمع فأوعى ، } أي تدعوك يا من أدبر عن دعوة التوحيد وتولى عنها ولم يعبأ إلاّ بجمع المال .
فحرف ( إنَّ ) للتوكيد للمعنى التعريضي من الخبر ، لا إلى الإِخبار بأن ما يشاهده لظى إذ ليس ذلك بمحل التردد . و { لظى } خبر ( إن ) .
ويجوز أن يكون ضمير { إنها } ضمير القصة وهو ضمير الشأن ، أي إن قصتك وشأنك لَظى ، فتكون { لظى } مبتدأ .