أعلن الكرملين أن “الخطأ العمد” من بين الأسباب المحتملة لسقوط طائرة يفغيني بريغوجين، قائد مجموعة فاغنر. وأكد أنه لن يكون هناك تحقيق دولي في حادثة تحطم الطائرة.
وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، معلقا على إشاعات مشاركة الجانب البرازيلي (الشركة المصنعة لطائرة إمبراير) في التحقيق: “هذا تحقيق روسي، في هذه الحالة لا يمكن الحديث عن مشاركة أي جانب دولي”.
وتابع “الآن الظروف مختلفة، ونظرا لعدم التوصل بعد لاستنتاجات في التحقيق، لا يمكنني الإعلان عنها، لكن من الواضح أن هناك احتمالات مختلفة لسبب الحادث ويتم النظر فيها، من بينها القيام بأعمال “شرّ متعمد”.
وفي الوقت نفسه، حث بيسكوف على انتظار نتائج التحقيق الذي أجرته لجنة التحقيق الروسية.
ودُفن بريغوجين الذي قتل في تحطّم طائرة بعد شهرين على تمرّده القصير الأمد على القيادة العسكرية الروسية، الثلاثاء، في مراسم مغلقة أقيمت في مدينته سان بطرسبورغ.
مراسم مغلقة
ويُعتقد أن بريغوجين دُفن في مقبرة بوروخوفسكوي وسط حراسة أمنية مشدّدة، بعدما أعلنت مجموعته إقامة مراسم خاصة “مغلقة” لوداعه. وتم تطويق المقبرة وفرضت قيود على دخولها.
وقالت خدمة العلاقات العامة التابعة لبريغوجين في بيان “أقيمت مراسم وداع يفغيني فيكتوروفيتش بشكل مغلق. ويمكن للراغبين في وداعه التوجّه إلى مقبرة بوروخوفسكوي” الواقعة في الضواحي الشمالية الشرقية لسان بطرسبورغ.
واعتبر مسؤولون أوكرانيون أن السرية التي أحيطت بها مراسم الدفن تشير إلى تخوّف الكرملين من احتجاجات محتملة.
وأعلنت السلطات أن بريغوجين قتل الأسبوع الماضي في تحطّم طائرة خاصة ومعه تسعة أشخاص.
وجاء تحطّم الطائرة في منطقة تفير بعد شهرين على إصداره أوامر لقواته بالإطاحة بالقيادة العسكرية الروسية.
تساؤلات.. ونفي اتهامات
وقال محلّلون عسكريون كثر إن طائرة بريغوجين أسقطت عمدا ولم تتحطّم بحادث، وتحدّث بعضهم عن إمكان أن تكون أصيبت بصاروخ فيما تحدّث آخرون عن إمكان انفجار قنبلة كانت قد زرعت فيها.
ورفض الكرملين التكهّنات بأنه دبّر حادثة تحطم الطائرة رداً على تحرّك فاغنر باتّجاه موسكو في حزيران/يونيو.
وفتحت السلطات الروسية تحقيقاً في انتهاكات محتملة لقواعد الملاحة البحرية بعد تحطّم الطائرة لكنّها لم تكشف أيّ تفاصيل عن أسبابه المحتملة.
لم يكن كغيره من الجنرالات..
والأسبوع الماضي، أفاد بوتين الذي اتّهم بريغوجين بالخيانة بأنه عرف المدان السابق منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، واصفا إياه بأنه رجل ارتكب أخطاء ولكنه “حقق نتائج”.
لكنّ تصريحات بوتين لم تسهم كثيرا في وضع حدّ للتساؤلات المتزايدة حيال ظروف مقتل بريغوجين، الذي أقيمت أضرحة مؤقتة له في مختلف المدن الروسية.
وذكر الكرملين في وقت سابق الثلاثاء أنّ بوتين لن يحضر جنازة بريغوجين.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إنّ “حضور الرئيس غير متوقع”.
وتولّت فاغنر دورا رائدا في هجوم بوتين في أوكرانيا، إذ كُلّفت بالأعمال الأكثر خطورة في الخطوط الأمامية، بينما بدا الجيش النظامي في وضع صعب متكبّداً ما وصفتها مصادر غربية بالخسائر الفادحة.
وبخلاف الجنرالات الروس الذين اتُّهموا بالتملّص من المعارك، وقف بريغوجين مراراً لالتقاط صور له إلى جانب عناصر المرتزقة في ما يُعتقد أنّها الخطوط الأمامية.
وسُمح لبريغوجين بتجنيد عناصر جدد علناً من السجون الروسية.
ووُصف بريغوجين، وهو من خلفية متواضعة بات لاحقاً أحد المقرّبين من بوتين، بأنّه ملياردير يملك ثروة طائلة بفضل عقود رسمية، رغم أنّ قيمتها ما زالت غير معروفة.
Source link