هدية أميركا لكييف تثير جدلاً.. تشوه المواليد وتنشر السرطان؟

فعلتها الولايات المتحدة إذا أقرت إرسال ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.

فبعد تردد، قررت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، حذو حليفتها بريطانيا وإرسال قذائف تحمل يورانيوم مستنفد إلى كييف، متأملة أن شكل تلك الهدية التي تعرف بـ “قاتلة الدبابات” رادعاً بوجه المدرعات الروسية.

فاليورانيوم المستنفد هو ناتج ثانوي لعملية تخصيب اليورانيوم ويستخدم في القذائف، لأن كثافته الشديدة تمنح القذائف القدرة على اختراق طبقات الدروع بسهولة والاشتعال الذاتي مثيرة سحابة حارقة من الغبار والمعادن.

بل إن “قذيفة اليورانيوم هذه تضرب مثل قطار شحن.. فهي طويلة المدى وقوية جداً”، بحسب ما يؤكد سكوت بوسطن، محلل دفاعي في مؤسسة راند وضابط مدفعية سابق بالجيش الأميركي

رب نافعة ضارة؟!

إلا أن تلك الهدية وصفت بالمسمومة، بل ذهب بعض المراقبين إلى اعتبارها “نافعة ضارة” بمعنى أنها سلاح فتاك بالفعل لكن آثاره الصحية قد تكون خطيرة جدا على المدى البعيد.

إذ يثير استخدام قذائف اليورانيوم المستنفد منذ سنوات بعيدة جدلا كبيرا.

غبار خطير

فمعارضوه، مثل التحالف الدولي لحظر أسلحة اليورانيوم، يعتبرون أن هناك مخاطر صحية جسيمة من ابتلاع أو استنشاق غبار اليورانيوم المستنفد تشمل السرطان وتشوه المواليد.

فيما ترى وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية، أن المقذوفات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، تشكل خطرا “محتملاً “على الصحة إذا دخلت المادة إلى الجسم، سواء من خلال الشظايا أو عند الاستنشاق، وفق ما ذكره موقعها الإلكتروني.

لكن الاقتراب من هذه الذخيرة لا يضر بالصحة، رغم أن الوزارة الأميركية توفر للمحاربين القدامى فرصة للتقدم بمطالبة لتعويض العجز عن المشاكل الصحية التي يعتقدون أنها مرتبطة بالتعرض لليورانيوم المنضب

iStockتعبيرية من

iStockتعبيرية من

ما رأي الطاقة الذرية؟

واستخدمت الولايات المتحدة اليورانيوم المستنفد بكميات ضخمة في 1990 و2003 خلال حربي العراق وأثناء قصف حلف شمال الأطلسي ليوغوسلافيا السابقة في 1999.

إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أعلنت أن الدراسات التي أجريت في يوغوسلافيا السابقة والكويت والعراق ولبنان “تشير إلى أن وجود بقايا يورانيوم مستنفد منتشرة في البيئة لا يشكل خطرا إشعاعيا على سكان المناطق المتضررة”.

مع ذلك قد يزيد وجود المواد المشعة من صعوبة مهمة تنظيف أراضي أوكرانيا بعد الحرب.

لاسيما أن قذائف من أنواع أخرى، غير منفجرة من القنابل العنقودية وغيرها من الذخائر ومئات الآلاف من الألغام المضادة للأفراد، تتناثر بالفعل في أجزاء متفرقة من البلاد

منذ السبعينات

يذكر أن الجيش الأميركي بدأ في إنتاج قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع في السبعينات.

كما أضافته الولايات المتحدة إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم “قاتل الدبابات”.

ورسمياً، تعتبر ذخائر اليورانيوم المستنفد ليست أسلحة نووية أو كيميائية، ولا يحظر استخدامها أو تصنيعها بأي شكل من الأشكال في الاتفاقيات الدولية.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

لماذا تربك أسعار الصادرات الروسية أسواق القمح؟

قُدمت جميع عروض القمح الروسي في ممارسة شراء طرحتها مصر في الآونة الأخيرة بالسعر نفسه، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *