لقد كان الحق مع لوط -عليه السلام- رغم أنه كان وحده ضد مجتمع سدوم كله! والحق مع المصلحين رغم أنه ضد المقررات النفسية والطبية الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة… إنَّ الحق معنا، ولا قيمة لإجماعهم.. طالما أنه يُخالف كتاب الله، ولو أطبقت عليه الأرض كلها.
حين يُذْكَر الشذوذ فإنَّ أول ما يتبادر إلى الذهن فِعْل قوم لوط، والتي سمَّاها القرآن الفاحشة[1].
والفحش هو الكثرة والقوّة في الشّيء المذموم والمكروه، وغلب استعمال لفظ (الفاحشة) في الأفعال الشّديدة القبح، وهي التي تنفر منها الفطرة السّليمة، أو ينشأ عنها ضرّ وفساد بحيث يأباها أهل العقول الرّاجحة، ويستحيي فاعلها من النّاس، ويتستر من فعلها، مثل البغاء والزّنى والوأد، وغيرها.
والشذوذ: لغة يدل على الانفراد والندرة[2]، والشَّاذُّ ما خالف القاعدة أو القياس. والشَّاذُّ من الناس: خلاف السَّوِيّ.
فالشَّاذُّ (في علم النفس)[3]: ما ينحرف عن القاعدة أو النمط. والشذوذ الجنسيّ: انحراف عن السُّلوك الجنسيّ الطّبيعيّ[4].
قصة قوم لوط:
للقَصص القُرْآني أهمية كبيرة في التعرف على الأمم السابقة، وعواقب الصدام مع الطغاة والمعارضين، الذين أطلق عليهم القُرْآن أحيانًا الملأ، أو المتكبرين، والتعرف على دعوة الأنبياء. وتتميز القصة القرآنية بصدقٍ في الواقعية التاريخية؛ حيث عرضت نماذج للسلوكيات والأنماط والناس يكررها التاريخ، وتحتاج الإنسانية لاستلهام العبرة والعظة منها للنجاة مما يضرّها.
وقد ذكر القرآن الـكريم قصة نبي الله لوطًا -عليه السلام- في سور: (الأعراف، وهود، والأنبياء، والنمل، والعنكبوت، والحجر، والشعراء، والنمل، والقمر)…
والقوم الَّذين أرسل إليهم لُوطٌ -عَليه السَّلام- هم أهل قرية سدُوم وعمورَة مِن أرض كنعان، وهم أسْلافُ الفينيقيين، وسدوم كانت مدينةً كبيرةً -عدد سكانها يُقدَّر بالآلاف- ومركزًا تجاريًّا ومَحطة على طريقِ السفر، عند البحر الميّت، وتُسمَّى في القرآن بـ«المؤتفكة»؛ ﴿ {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} ﴾[النجم: 53]، وسموا بذلك لأن قريتهم ائتفكت بأهلها، أي: انقلبت رأسًا على عقب.
وقد انتشرَ الفسادُ الشديد في «سدوم»، وعملوا من المُوبقات ما لم يفعلهُ أحدٌ، فَأمر اللَّهُ لُوطًا -عليه السَّلام- لَمّا نزل بقريتهم سَدُوم في رحلته مع عمّه إبراهيم -عليه السَّلام- أنْ يَنْهاهم ويُغْلظ عليهم.
ولم يكن فيهم مؤمن؛ قال الله -تعالى-: { {فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ 35 فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْـمُسْلِمِينَ 36} } [الذاريات: 35، 36]؛ فلمْ يكُن فيها من المؤمنين إلا لوط وابنتاه.
وتعدَّدت منكراتهم: قال تعالى: { {أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْـمُنكَرَ} } [العنكبوت: 29]:
– شذوذ جنسي بين الرجال.
– قطع للطرقات وسَلب ونَهب للناس.
– الانحطاط وسوءُ الأدب في المجالس.
الفاحشة الشاذة:
وكان قوم لوط أولَ منْ مارسَ الشذوذ الجنسيّ بينَ الرجال، { {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العالمين 165 وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ} } [الشعراء: 165، 166].
وكانوا يأتون هذه الفاحشة علنًا، ويعتبرونها حقًّا من حقوقهم، ولا يستترون خجلاً ولا قبحًا منها، ولا يحق لأحد الاعتراض على هذه الحرية، وهذه الشهوة لديهم، ويمارسونها بكل فـخر!!
فركنا هذه الجريمة هو: (ممارسة الفاحشة الشاذة) و(الاستعلان بها دون خجل أو توبة)، وجعلها حقًّا من حقوقهم، ولا يحق لأحد الاعتراض على «ميولهم الجنسية» أبدًا؛ ومِن ثَمَّ رفض دعوة النبي لهم، ورفض الاهتداء، والإنكار على النبيّ، والاعتراض على إنكاره عليهم.[5] وقد وصفهم القرآن الـكريم بعد التمادي في هذه الفاحشة بأنهم في حالة سُكْر وإدمان.. لا تنفع معها دعوة: ﴿ {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} ﴾ [الحجر: 27]؛ فإنهم ماضون في هذا السُّكْر بهذه الشهوة الشاذة مستمرون ومترددون عليها غير منقطعون.
ولما انقطع الرجاء من التوبة والاستجابة لنبي الله الـكريم، حقَّ عليهم عذاب الله الشديد؛ ففي سورة هود قال تعالى: { {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ 82 مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ} } [هود: 82، 83]. وفي سورة الحجر قال سبحانه: { {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ 73 فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ} } [الحجر: 73، 74].
خبر القرآن
وبنص القرآن العظيم؛ فإن قوم لوط هم أول مَن جاء بهذا الفعل[6]؛ لأن أحدًا قبلهم لم يُقْدِم على هذه الفاحشة الشاذة اشمئزازًا منها في طباعهم لإفراط قُبْحها، حتى أقدم عليها هؤلاء القوم المعتدون على حدود الله وفطرة الله لخبث طينتهم وقذر طباعهم، قال تعالى: ﴿ {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ} ﴾ [سورة العنكبوت: 28]، وكلام الله أصدق قيلاً من كلام بعض الأنثروبولوجيين الذي يقولون: إن هذه الفاحشة منذ فجر التاريخ! في محاولة لتطبيعها، وجعلها مسألة طبيعية، وسابقة على قوم لوط، في محاولة لتكذيب القرآن![7]
قال العلامة القرطبي -رحمه الله- في تفسيره: ﴿ {مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ} ﴾ منْ لاستغراق الجنس، أي لم يكن اللواط في أُمّة قبل قوم لوط. والملحدون يزعمون أن ذلك كان قبلهم. والصدق ما ورد به القرآن».[8] وهذا شيء لم يكن بنو آدم تعهده ولا تألفه، ولا يخطر ببالهم، حتى صنع ذلك أهل «سدوم»؛ عليهم لعائن الله.
وهذه الآية تؤكد أمرين:
الأول: أن نبي الله لوطًا -عليه السلام- إنما أُرسل إلى قومه؛ لأنهم ارتكبوا هذه الفاحشة، ولو كان هناك قوم فعلوها قبلهم، لأرسل الله إليهم مَن يدعوهم إلى الهدى، وسبيل الرشاد، ونبي الله لوط كان معاصرًا لأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- وهو عصر ضارب في القدم، ووجود نقوش فرعونية أو غيرها حول الفاحشة الشاذة، لا يعني أنها كانت قبل لوط -عليه السلام- كما إنها ليست حكمًا على كتاب الله.
الثاني: تكررت هذه الآية مرتين.. الأولى في سورة الأعراف، وجاء الحديث منفردًا عن فاحشتهم الشاذة، والثانية في سورة العنكبوت مقرونة بقطعهم السبيل، واستعلان الفاحشة والمنكر في نواديهم ومؤسساتهم.. ويتبين من ذلك أن الأصل في رسالة لوط -عليه السلام- هو إنكار هذه الفاحشة الشاذة، وقطع السبيل وغيره لاحقٌ على الجريمة الـكبرى الأصلية. نؤكد هذا المعنى.. لأن هناك مَن يحاول العبث بهذه القصة للتخفيف من وطأتها على مجتمع الشواذ، ومن يسعون في تطبيع الفواحش الخبيثة!
الأمم السابقة
وبعد ذلك؛ فإن هذا الفعل عرفته كثير من الأمم الغابرة، كما ذكر ذلك علماء التاريخ. من هذه الأمم: الآشوريون، والبابليون والمصريون، والهنود، واليونانيون، والفرس.
ويربط كثير من المؤرخين بين انتشار الشذوذ وبين سقوط الحضارات؛ إذ إن الحضارات لا تسقط حتى تغتر بقوتها وقدرتها؛ فينتشر الفساد بين أبنائها بما في ذلك الزنا والشذوذ.
وهذه العوامل وغيرها كانت وراء انهيار حضارة بابل عندما وصلت إلى الذروة، وأصبح لديهم واحدة من عجائب الدنيا، وأباحوا الشذوذ الجنسي، واندثرت حضارتهم، وكذلك الحضارة اليونانية والصينية في عصور الانهيار؛ فالقس البوذي في القرن العاشر كان يُحيط به عدد من الغلمان.
فعند الهنود مثلاً خص البراهمة «الغلمان ليتمتعوا بما في صباهم من سحر وفتنة، وينعموا بأصواتهم الحادة، إذ كان هؤلاء المخصيون محط رعايتهم وتدليلهم»[9].
في الحضارة الفرعونية لم تظهر إشارة لوجود الشذوذ في التاريخ الفرعوني، وهذا ما يعزو سببه الدكتور محمد جلال كشك[10] إلى «أن التاريخ الفرعوني القديم كان تاريخًا شديد الرسمية، ولم تكن الكتابة ظاهرة عامة». وهذا يدل على استنكار الظاهرة إن وُجِدَتْ فهي سوأة لا يُتفاخَر بها.
بينما في الحضارة اليونانية كان الشذوذ جزءًا مقبولاً من الحياة؛ فقد عُرف الشذوذ بين مختلف أطياف المجتمع اليوناني بين الحكام والشعراء والأدباء وعامة الشعب؛ إذ كانت مسألة الانجذاب إلى جنس واحد يُنْظَر إليها كمسألة ذوق لا قضية أخلاقية. حتى العلاقات الشاذة كانت مقننة -وفق المؤرخ فين-، وهي توجد جنبًا إلى جنب في مقابل العلاقات الطبيعية، ولا يُجرّم القانون إلا ممنوعات معينة؛ منها الاغتصاب والالتقاء بين العبيد وأولاد الأحرار وحكموا على الأفعال من جهة تأثيرها على الأفراد الأكثر أهمية في المجتمع[11].
وقد نقلوا هذه الآفة إلى الفُرس الذي كان كتابهم «الأفستا» يُحرّمها ويراها «شذوذًا وجريمة شنعاء لا يجوز، بأيّ حال من الأحوال، الصفح عنها»[12].
وقد عُرف هذا الفعل عند العرب أيضًا، وكانت تُنْشَد أشعار «في وصف الشذوذ الجنسي، سواء بين الرجال بعضهم ببعض، أم بين الرجال والغلمان، بالإضافة إلى تأليف كتب كانت تُذْكَر فيها أفعال ممارسة الشذوذ الجنسي»[13].
وقد استمر الشذوذ عبر العصور، وعرفته كثير من الأمم، ومن بينها الأمم الغربية، في روما وجد الشذوذ إلا أنه كان يُعاقَب عليه بشدة تصل إلى الإعدام حرقًا، واعتبرت المثلية الجنسية السلبية جريمة عسكرية، وتعرّض الجندي المدان بارتكابها للضرب بالعصي. وكان يُعتَقد أن ارتكاب الشذوذ في الشخص الروماني يَجْعله «مخنثًا»، ويُفقده كرامته الذكورية، وبالتالي يصبح عديم الفائدة بل ويضر بالمجتمع في العلاقات المدنية والعسكرية. وبعد ذلك صدر «القانون السكانتيني» الذي يحظر «الفجور مع الأولاد والرجال»[14].
وظل العصر الوسيط محافظًا على القوانين التي كانت متَّبَعة في الإمبراطورية الرومانية، وهو العصر الممتد من نهاية الإمبراطورية الرومانية إلى القرن الثالث عشر، واستمر هذا الوضع إلى نهاية القرن السابع عشر؛ حيث ظل الشواذ موضوع ملاحقة جزائية في كامل أوروبا[15].
ظلت النظرة السلبية تجاه الجنس المثلي منتشرة في المجتمع الغربي حتى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر؛ عندما بدأت العلوم الطبية والنفسية بالتطور والتقدم؛ فتغيرت النظرة، وُحذفت كلمة إثم من القاموس الطبي.
ومع بدايات القرن العشرين حصل شبه إجماع من علماء النفس على أن الشذوذ مرض يُولَد به الإنسان. وكمثال ربط العالم كرافت الشذوذ الجنسي بالتغيرات الجينية والوراثية وبالضعف الحادث في الجهاز العصبي.
من هنا بدأت نظرة أكثر تسامحًا، ولا أقول تعاطفًا، مع الشذوذ[16]، حتى إن تقرير ولفيندن الذي نُشِرَ في بريطانيا 1957م أوصى باستبدال كل القوانين التي تُجرّم الشذوذ.
كان عام 1969م هو بداية الشرارة الثورية لعالم الشذوذ الجنسي، وبدأت الثورة حين هاجم البوليس حانة فندق Stonewall في شارع كريستوفر بنيويورك التي يجتمع فيها الشاذون جنسيًّا، فاندلعت أعمال الشغب، واستمرت المظاهرات لمدة ثلاثة أيام متواصلة تنادي بحق الشذوذ، وتهتف بسقوط الرجعية الجنسية!!
ومنذ ذلك التاريخ إلى الآن يتزايد سعي هؤلاء إلى تشريع وجودهم شيئًا فشيئًا، لدرجة أن بعض العقلاء من أبناء الغرب بدأوا يدقّون ناقوس الخطر، ومن هؤلاء الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون الذي اعتبر «أن هؤلاء الشاذين يُقوّضون أركان المجتمع، وإن الذي أضاع الإمبراطورية الإغريقية هو الشذوذ الجنسي، فأرسطو كان شاذًّا، وكذلك سقراط! وإن الذي هدم الإمبراطورية الرومانية هو انحلال الأباطرة، ومضاجعة البابوات للراهبات! ويخلص نيكسون في النهاية إلى أن أمريكا تتجه إلى المصير ذاته!»[17].
ولقد كان من نتائج كثرة الشاذين جنسيًّا في العالم الغربي أن أصبحوا يُشكّلون قوة ضاغطة على أرض الواقع، مما دفع بكثير من الدول إلى تعديل قوانينها التي تجرّم الشذوذ الجنسي حتى تتماشى مع رغبات الشواذ في بلادها، ومن بينها القانون البريطاني الذي لم يَعُد يعتبر منذ سنة 1967م الشذوذ الجنسي فعلاً جُرميًّا؛ ما دام قائمًا بين اثنين راشدين، بالغين، ومتفقين على ممارسة هذا الفعل. وكذلك فعلت كل من أسكوتلندا، وشمال إيرلاندا، وكندا، ونيوزيلاندا، وأكثر من نصف الولايات المتحدة الأمريكية[18]، هذا وقد تم إقرار زواج الشواذ جنسيًّا في ست بلدان في العالم؛ وهي: النرويج[19]، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، كندا، وولاية ماساتشوستس الأمريكية[20].
ووقوفًا عند هذه المرحلة نقول: لقد كان نبي الله لوط -عليه السلام- هو البيت الوحيد الذي يرفض ما عليه الإجماع الكلي! حتى هذا البيت لم يسلم كله، بل كانت فيه عجوز من الغابرين حليفةً لقومها.
كانت محافل هذه الدولة، وأنديتها، ومؤسساتها.. تُقِرّ هذه الفاحشة الشاذة الخبيثة، وتستنكر على هذا البيت الذي يدعوها إلى التطهر والعفاف، والتزام الفطرة السوية، وتقوى الله.
ولقد كان عمل قوم لوط خبثًا كله، ظاهره وباطنه، في مخالفته للفطرة السوية، ما يؤدي إلى الفساد في كل شيء، فساد الرجال، وفساد النساء، وفساد المجتمع، وتدمير الأسرة.
والإسلام يبين هذا الفساد قبل أن تراه الأعين حتى يدفع هذا الفساد قبل أن يستشري، فإن انتشر وتعولم، ستلقى بسببه البشرية الويلات!
لقد كان الحق مع لوط -عليه السلام- رغم أنه كان وحده ضد مجتمع سدوم كله! والحق مع المصلحين رغم أنه ضد المقررات النفسية والطبية الأمريكية، ومنظمة الصحة العالمية، والأمم المتحدة… إنَّ الحق معنا، ولا قيمة لإجماعهم.. طالما أنه يُخالف كتاب الله، ولو أطبقت عليه الأرض كلها.
[1] الفاحشة في الأصل صفة لموصوف محذوف أي: فَعْلَة فاحشة، ثمّ نزل الوصف منزلة الاسم لكثرة دورانه، فصارت الفاحشة اسمًا للعمل الذّميم.
[2] انظر: ابن منظور، لسان العرب، ج، 3، ص 494.
[3] المعجم الوسيط.
[4] ويأتي استخدام مصطلح الشذوذ مع الانفتاح الفكري في الغرب، وما نتج عنه من علوم عُنِيت بتحليل بعض الظواهر الاجتماعية المنتشرة في المجتمعات وبيان أسبابها ونتائجها. ومن هذه العلوم علم النفس الذي ساوى بين لفظة الشذوذ والانحراف، فمصطلح «الشذوذ الجنسي» في استعمالنا يركّز على الظاهرة باعتبارها ممارسة جنسية أولًا وقبل كل شيء، فهكذا كانت تاريخيًّا وما تزال في عالمنا العربي والإسلامي، أي أن هذا هو تمظهرها الأساسي، وهذا يمكن وصفه علميًّا بأنّه «شذوذ» عن الحالة الطبيعية السوية للممارسة الجنسية.
[5] أحمد طه، المثلية الجنسية بين الإسلام والعلمانية، ص35، طبعة إلكترونية، مدونة أمتي.
[6] وعُرف بأنه: (اكتفاء الرجال بالرجال)، وعُرّف بأنه (وطء الذكر الذكر)، وعُرف بأنه (عمل قوم لوط): نسبة إلى قوم لوط -عليه السلام-؛ فهم الذين أحدثوه، وابتدعوه. وعُرّف بأنه: (اللواط): قال ابن منظور: «لاط الرجل لواطًا، ولاوط أي عمل عمل قوم لوط».
قال الليث: «لوط كان نبيًّا بعثه الله إلى قومه فكذّبوه، وأحدثوا ما أحدثوا، فاشتق الناس من اسمه فعلاً لمن فعَل فِعْل قومه» لسان العرب لابن منظور ٧/٣٩٦.
[7] أحمد طه، المثلية الجنسية بين الإسلام والعلمانية، طبعة إلكترونية، مدونة أمتي.
[8] تفسير القرطبي، ج7، ص 221. وانظر تفسير الطبري وابن كثير وتفسير أبو السعود، والتحرير والتنوير لابن عاشور وتفسير السعدي. وغيرهم، وتفرد الرازي بقوله: «قَبْلَهم رُبَّما أتى بِهِ واحِدٌ في النُّدْرَةِ لَكِنَّهم بالَغُوا فِيهِ، فَقالَ لَهم: ما سَبَقَكم بِها مِن أحَدٍ، كَما يُقالُ: إنَّ فُلانًا سَبَقَ البُخَلاءَ في البُخْلِ، وسَبَقَ اللِّئامَ في اللُّؤْمِ؛ إذا زادَ عَلَيْهِمْ».
[9] إبراهيم محمود، المتعة المحظورة، الشذوذ الجنسي في تاريخ العرب، ص33.
[10] محمد جلال كشك، خواطر مسلم في المسألة الجنسية، ص63.
[11] محمد جلال كشك، خواطر مسلم في المسألة الجنسية، ص69.
[12] بول فريشاور، الجنس في العالم القديم، ج1، ص97.
[13] لمزيد من المعلومات يمكن العودة إلى: هدى الخرسة، الشذوذ الجنسي عند المرأة، ص45.
[14] بول فريشاور، الجنس في العالم القديم، ج1، ص104.
[15] المرجع السابق.
[16] خالد منصور، قراءة في تاريخ الشذوذ الجنسي، 14/5/2006م، موقع إيلاف.
[17] عدنان أبو زيد، الشذوذ الجنسي يتفشى في أوساط النُّخب العلمية، موقع إيلاف 14/3/2007م.
[18] هدى الخرسة، الشذوذ الجنسي عند المرأة، ص52.
[19] النرويج تسمح بزواج الشاذين جنسيًّا. انظر: ظاهرة الشذوذ في العالم العربي.
[20] أقر الرئيس الأمريكي جو بايدن في 13/12/2022م مشروع قانون يمنح الحماية الفيدرالية للزواج من الجنس نفسه، وعبَّر عن أنَّها «خطوة حيوية نحو المساواة، من أجل الحرية والعدالة» -مجلة البيان-.
___________________________________________________
الكاتب: د. هبة عبدالفتاح صوالحة
Source link