إن الإنسان في خلال رحلته مع حركة الحياة يحتاج إلى الطاقة الداخليَّة المُستمدَّة من عوامل خارجيَّة وداخلية على السواء؛ لكي يستمرَّ في مواصلة سَيره في رحلته المرسومة الخطوات…
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن الإنسان في خلال رحلته مع حركة الحياة يحتاج إلى الطاقة الداخليَّة المُستمدَّة من عوامل خارجيَّة وداخلية على السواء؛ لكي يستمرَّ في مواصلة سَيره في رحلته المرسومة الخطوات، المحدَّدة المعالم، ومن الطبيعي أن يَنفَذ مخزون الطاقة الإيجابيَّة لديه، ومع العمل المتواصل والحركة الدائبة والجُهد البشري المبذول – حتمًا – ستتلاشى هذه الطاقة وتنتهي، ويعود المُحرِّكان الرئيسان للإنسان، وهما القلب والعقل، يَعودان فيمتلئان بالطاقة السلبيَّة، بشرط ألا يتَّصِلا بمصدر متجدِّد للطاقة الإيجابية الفعَّالة، وبذلك يؤول الأمر إلى نموذجين، أحدهما: مُتَّصل بمصادر الطاقة الإيجابيَّة المتجددة، والآخر: غير موصول بهذا المصدر، وهذه الصِّلة هي في الأساس صِلة بمانح هذه الطاقة، ألا وهو الله تعالى، وهذا ما أقرَّه المنقول والمعقول على حد سواء.
فالإنسان مقطوع الصِّلة بالله – عز وجل – تَنضُب بداخله الطاقة الإيجابيَّة، ويمتلئ بطاقة سلبية تُصيبه بالنكد، ويَعْتوِره الاكتئاب، وتنطمس لديه البصيرة؛ فيَضِل ويشقى، وهذا حال البشر الذين لا يتَّصِلون بالله – عز وجل – بجسرَي الإيمان والعبادة، فهذا الإنسان خاوي القلب والفِكر والعقل، يَفتقِر إلى القوة والطاقة التي تُحرِّكه وتهديه، وتجعله يستمر في تناغُم مع حركة الحياة، وهذا بلا شك يحيا حياة نكدٍ، لا يصل إلى خير أبدًا.
على الجانب الآخر نجد الصِّنف المتَّصِل بالله تعالى يحيا على مراد الله، ويعبد الله على مراد الله، فتتنزل عليه السكينة، وهي طاقة إيجابيَّة فعَّالة تُحيل الحياة إلى حركة من البِناء والعُمران، وهذا عكس ما حدث للمؤمنين في صُلْح الحديبية، حينما امتلأت قلوبهم بالطاقة السلبيَّة نتيجة عصيانهم أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بالتحلل من الإحرام والذبح وتحليق الرؤوس، فبدا بينهم العصبية، حتى كاد يقتلهم الغمُّ، ولكن سرعان ما أنابوا إلى ربهم وإلى طاعة أمر نبيِّهم – صلى الله عليه وسلم – فأنزل الله السكينة عليهم، وكانوا أحقَّ بها وأهلها، فهدأتْ نفوسهم، ونشطتْ أجسادهم؛ فكانوا طيِّعين، وزادهم الله إيمانًا مع إيمانهم، وفَهْمًا وفِقهًا.
وصلى الله على سيدنا محمد، والحمد لله رب العالمين.
Source link