فوائد مختصرة من شرح ثلاثة الأصول للعلامة العثيمين – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فوائد مختصرة من شرح ثلاثة الأصول, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله أن ينفع بها

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد مختصرة من شرح ثلاثة الأصول, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل  الله أن ينفع بها

معرفة الله عز وجل:

& معرفة الله تكون بأسباب, منها: النظر والتفكر في مخلوقاته عز وجل فإن ذلك يؤدي إلى معرفته ومعرفة عظيم سلطانه وتمام قدرته, وحكمته, ورحمته, {﴿ أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡء ﴾ } [الأعراف:185]

& الإنسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علمًا بخالقه ومعبوده.

& من أسباب معرفة العبد ربه النظر في آياته الشرعية, وهي الوحي الذي جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام, فينظر في هذه الآيات وما فيها من المصالح العظيمة التي لا تقوم حياة الخلق في الدنيا ولا في الآخرة إلا بها.

& ومنها ما يلقى الله عز وجل في قلب المؤمن من معرفة الله سبحانه وتعالى حتى كأنه يرى ربه رأي العين قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سأله جبريل ما الإحسان؟ قال: (( « أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك» ))

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

& الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذان بهما قوام الأمة وصلاحها ونصرها وحصول الشرف والفضيلة لها: {﴿ كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ ﴾} [آل عمران:110]

الدعوة إلى الله عز وجل:

& الدعوة إلى الله عز وجل هي وظيفة الرسل عليهم الصلاة والسلام وطريقة من تبعهم بإحسان, فإذا عرف الإنسان معبوده ونبيه ودينه ومنً الله عليه بالتوفيق فإن عليه السعي في إنقاذ اخوانه بدعوتهم إلى الله عز وجل, وليبشر بالخير.

& مجالات الدعوة كثيرة منها: الدعوة إلى الله تعالى بالخطابة, وإلقاء المحاضرات, ومنها الدعوة إلى الله بالمقالات, ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم, ومنها الدعوة إلى بالتأليف ونشر الدين عن طريق التأليف, ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة

& لا بد لهذه الدعوة من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة عن علم وبصيرة….والبصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالمًا بالحكم الشرعي, وفي كيفية الدعوة, وفي حال المدعو.

& ليس النصر مختصًا بأن ينصر الإنسان في حياته ويرى أثر دعوته قد تحقق, بل النصر يكون ولو بعد موته بأن يجعل الله في قلوب الخلق قبولًا لما دعا إليه, وأخذاً به, وتمسكًا به, فإن هذا يعتبر نصرًا لهذه الداعية وإن كان ميتًا.

& على الداعية أن يكون صابرًا على دعوته مستمرًا فيها, صابرًا على ما يدعو إليه من دين الله عز وجل, صابرًا على ما يعترض دعوته, صابرًا على ما يعترضه هو من الأذى…لأن أذية الداعين إلى الخير من طبيعة البشر إلا من هدى الله.

قول المؤلف رحمه الله تعالى: ” رَحِمك الله “

& رحمك الله…المعنى غفر الله لك ما مضى من ذنوبك, ووفقك وعصمك فيما يستقبل منها, هذا إذا أفردت الرحمة, أما إذا قرنت بالمغفرة, فالمغفرة لما مضى من الذنوب, والرحمة التوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل.

الخوف:

& الخوف هو الذعر, وهو انفعال يحصل بتوقع ما فيه هلاك أو ضرر أو أذى, وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن خوف أولياء الشيطان وأمر بخوفه وحده.

& الخوف من الله تعالى يكون محمودًا…ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله, بحيث يحملك على فعل الواجبات, وترك المحرمات, فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب, واطمأن, وغلب عليه الفرح بنعمة الله, والرجاء لثوابه.

& الخوف من الله تعالى…يكون غير محمود….وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر العبد وينكمش, وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.  

& خوف العبادة أن يخاف أحدًا يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا الله تعالى, وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر…وخوف السر كأن يخاف صاحب القبر, أو وليًا بعيدًا عنه لا يؤثر فيه لكنه يخافه سرًا فهذا أيضًا ذكره العلماء من الشرك.

الرجاء:

& الرجاء طمع الإنسان أمر قريب المنال, وقد يكون في بعيد المنال تنزيلًا له منزلة القريب

& الرجاء المتضمن للذل والخضوع لا يكون إلا لله عز وجل وصرفه لغير الله شرك إما أصغر وإما أكبر بحسب ما يقوم بقلب الراجي وقد استدل المؤلف بقوله تعالى: { ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾}

& اعلم أن الرجاء المحمود لا يكون إلا لمن عمل بطاعة الله, ورجا ثوابها, أو تاب من معصيته ورجا قبول توبته, فأما الرجاء بلا عمل فهو غرور وتمن مذموم.

من أسباب زيادة المعرفة والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم:

& ينبغي لكل إنسان يريد أن يزداد معرفة بنبيه وإيمانًا به أن يطالع من سيرته ما تيسر في حربه وسلمه, وشدته ورخائه, وجميع أحواله, نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتبعين لرسوله صلى الله عليه وسلم.

الاستغاثة:

& الاستغاثة طلب الغوث, وهو: الإنقاذ من الشدة والهلاك.

& الاستغاثة بالله عز وجل من أفضل الأعمال وأكملها, وهو دأب الرسل وأتباعهم, ودليله ما ذكره الشيخ رحمه الله {﴿ إِذۡ تَسۡتَغِيثُونَ رَبَّكُمۡ فَٱسۡتَجَابَ لَكُمۡ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلۡفٖ مِّنَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ مُرۡدِفِينَ﴾} [الأنفال:9]

& الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك, لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفًا خفيًا في الكون, فيجعل لهم حظًا من الربوبية.

& الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم.

الخشية:

& الخشية هي: الخوف المبنى على العلم بعظمة من يخشاه وكمال سلطانه لقول الله تعالى: {﴿ إِنَّمَا يَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَاء ﴾} [فاطر:28] أي العلماء بعظمته وكمال سلطانه.

& الخشية…أخصّ من الخوف, ويتضح الفرق بينهما بالمثال, فإذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أو لا فهذا خوف, وإذا خفت من شخص تعلم أنه قادر عليك فهذه خشية.

الإنابة إلى الله عز وجل:

& الإنابة الرجوع إلى الله تعالى بالقيام بطاعته واجتناب معصيته, وهي قريبة من معنى التوبة, إلا أنها أرق منها لما تشعر به من الاعتماد على الله واللجوء إليه ولا تكون إلا لله تعالى ودليلها قوله تعالى: {﴿ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَه﴾} [الزمر:54]

معنى شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدًا رسول الله:

& شهادة أن لا إله إلا الله أن يعترف الإنسان بلسانه وقلبه بأنه لا معبود حق إلا الله

& معنى شهادة أن محمدًا رسول الله هو الإقرار باللسان والإيمان بالقلب بأن محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي رسول الله عز وجل إلى جميع الخلق من الجن والإنس.

& مقتضى هذه الشهادة أن تصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخبر, وأن تمتثل أمره فيما أمر, وأن تجتنب ما نهى عنه وزجر, وأن لا تعبد الله إلا بما شرع.

& مقتضى هذه…الشهادة أن لا تعتقد أن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حقًا في الربوبية وتصريف الكون أو حقًا في العبادة بل هو صلى الله عليه وسلم عبد لا يُعبد.

من الثمرات الجليلة للإيمان بالملائكة:

& الأولى العلم بعظمة الله تعالى وقوته وسلطانه فإن عظمة المخلوق من عظمة الخالق

الثانية: شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم حيث وكلّ هؤلاء الملائكة نم يقوم بحفظهم وكتابه أعمالهم. الثالثة: محبة الملائكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى.

الإيمان بالله عز وجل:

& الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور: الأول: الإيمان بوجود الله تعالى. الثاني: الإيمان بربوبيته, أي بأنه وحده الرب لا شريك له ولا معين. الثالث: الإيمان بألوهيته أي بأنه وحده الإله الحق لا شريك له. الرابع: الإيمان بأسمائه وصفاته.

الإيمان باليوم الآخر وثمرات ذلك:

& الإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور: الأول: الإيمان بالبعث, وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور النفخة الثانية. الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء, يحاسب العبد على عمله ويجازى عليه. الثالث: الإيمان بالجنة والنار, وأنهما المآل الأبدي للخلق.

& يلتحق بالإيمان باليوم الآخر: الإيمان بكل ما يكون بعد الموت, مثل: (أ) فتنة القبر, وسؤال الميت بعد دفنه عن ربه ودينه ونبيه…(ب) عذاب القبر ونعيمه.

& للإيمان باليوم الآخر ثمرات جليلة منها: الأولى: الرغبة في فعل الطاعة والحرص عليها رجاء لثواب ذلك اليوم. الثانية: الرهبة عند فعل المعصية والرضى بها خوفًا من عقاب ذلك اليوم الثالثة تسلية المؤمن عما يفوته من الدنيا بما يرجوه من نعيم الآخرة

من الثمرات الجليلة للإيمان بالقدر:

& الأول: الاعتماد على الله تعالى عند فعل الأسباب بحيث لا يعتمد على السبب نفسه لأن كل شيء بقدر الله تعالى الثانية: أن لا يعجب المرء بنفسه عند حصول مراده الثالثة: الطمأنينة والراحة النفسية بما يجري عليه من أقدار الله تعالى

حكم السفر إلى بلاد الكفر:

السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط: الشرط الأول: أن يكون عنده علم يدفع به الشبهات. الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات. الشرط الثالث: أن يكون محتاجًا إلى ذلك

& إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج أو تلقى علم لا يوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ما وصفنا فهذا لا بأس به.

& السفر للسياحة في بلاد الكفار فهذا ليس بحاجة.

الإقامة في بلاد الكفار:

& الإقامة في بلاد الكفار…خطرها عظيم على دين المسلم, وأخلاقه وسلوكه, وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك, فرجعوا بغير ما ذهبوا به, رجعوا فُساقًا وبعضهم رجع مرتدًا عن دينه وكافرًا به وبسائر الأديان والعياذ بالله.

بعث صغار السن للدراسة في بلاد الكفار:

& بعث الأحداث ( صغار السن ) وذوي العقول الصغيرة…خطر عظيم على دينهم وخلقهم وسلوكهم, ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها من السموم التي نهلوها من أولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع.

& ما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضارية.

                           كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

شرح ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم

منذ حوالي ساعة الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *