الطريقة المثلى للمحافظة على صلاة الفجر

منذ حوالي ساعة

صلاة الفجر صلاة عظيمة المنزلة وجليلة القدر ينال من ورائها العبد كل خير، فهي الصلاة المشهودة التي رُتب عليها أحكام وفضائل وجاءت فيها الآثار الكثيرة لمكانتها وعلو قدرها.

الصلاة خير النوم…..الصلاة خير النوم

يبدأ اليوم عند المسلمين مع أذان الفجر بهذه التقريرات القاطعة لكل جدال الصلاة خير من النوم نعم الصلاة خير من النوم لما فيها من خيرات الدنيا والآخرة.

 صلاة الفجر صلاة عظيمة المنزلة وجليلة القدر ينال من ورائها العبد كل خير، فهي الصلاة المشهودة التي رُتب عليها أحكام وفضائل وجاءت فيها الآثار الكثيرة لمكانتها وعلو قدرها.

 اعلم أيها المؤمن واعلمي أيتها المؤمنة أننا في عدواة وحرب شرسة مع الشيطان تبدأ من لحظة رغبتنا في الإستيقاظ لهذه الصلاة، فقد ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ، فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَقَالَ: «ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ» (رواه البخاري ومسلم).

 تأملوا جيداً – بال الشيطان في أذنه –

 يالها من صورة بشعة يخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنوقن بأن الشيطان قد غلبنا بطريقة مستقذرة نتنة حتى لا ناساهل في قضية إيثار النوم على صلاة الفجر.

 إن الشيطان لمعرفته التامة بفضل صلاة الفجر وأثرها على صاحبها يجتهد اجتهاداً كبيراً في سبيل ألا يستيقظ لها وذلك بطريقة ماكرة بعقد العقد على مؤخرة الرأس بل وعدم اليأس من ثبيطك عن الصلاة، فقد جاء في حديث أَبِى هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ «يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ». (متفق عليه).
فتأمل هذه المحاولات منه لتنام وتفوت هذه الصلاة العظيمة ليفوتك أجرها وتُحرم من ثوابها.
فالمصلي لصلاة الفجر الذي صلاها سيبقى نشيطاً طيب النفس بفضل هذا الإستيقاظ والمخالفة للشيطان، وأمّا المستجيب لنداء عدوه فإضافة لخسرانه الأجر العظيم فإنه يبقى خبيث النفس كسلان وهذا مايفسر لنا كثرة الخصومات في حياة الناس فماذاك إلا بتفريطهم بمثل هذه الطاعات.

 فإذا ماخرج المؤمن من منزله قاصداً بيتاً من بيوت الله لأداء هذه الفريضة أحاط به النور من كل جانب وغشيته رحمة ربه، كيف وهو قاصداً بيت الكريم سبحانه قد آثر رضا ربه على رضا نفسه والإستجابة لداعي الراحة والدعة والنوم لتأتيه البشارة على لسان رسوله عليه الصلاة والسلام بقوله: «بشّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة» (رواه ابن ماجه بسند حسن، وعند الطبراني بإسناد حسن عن أبي الدرداء)

عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:  «من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة»
تذكر أيها الماشي إلى صلاة الفجر هذا النور الذي تقتبسه من هذا الدنيا ليكون معك يوم القيامة قال عز وجل: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [الحديد].
ومن فاته النور هنا ربما فاته النور هناك – فرحماك رب رحماك –

يقول سبحانه حال المنافقين الفاقدين لهذا النور:
{يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13)} [الحديد].
قال بعض المفسرين: قيل ارجعوا إلى الدنيا لتقتبسوا منها النور الذي نلناه نحن، ولكن هيهات هيهات مضى وقت العمل.

 فإذا ما أتيت المسجد وصليت سنتها وفرضها كُتبت في وفد الرحمن وكُتبت صلاتك في عليين فهنيئاً لك هذا الشرف، وبشراك هذا الخير العظيم، فعن أبي أمامة عن النبي قال: «من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلي الفجر كُتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار، وكُتب في وفد الرحمن» (رواه الطبراني بإسناد حسن).

 من أيقن بأن ركعتي الفجر – وهي السنة – خير من الدنيا منذ أن خلقها كان من أحرص الناس عليها – لو كان يعقل – فكيف بفرضها !

 صلاة الفجر بها يكون صاحبها في حفظ الله ورعايته فقد جاء في حديث جندب رضي الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صلى الصبح فهو في ذمة…» (رواه مسلم).

فأي خسارة يخسرها من فاتته صلاة الفجر وأي رعاية يُمنعها من فرط فيها !؟

 صاحب صلاة الفجر تكون له شهادة الملائكة في الدنيا وبين يدي الله في محفل مهيب باجتماع ملآئكة الليل وملآئكة النهار الذين يشهدون صلاتي العصر والفجر ليشهدوا لصفوة البشر وهم بين يدي الله ففي الحديث: «يتعاقبون فيكم: ملائكةٌ بالليلِ وملائكةٌ بالنَّهارِ، ويجتمِعون في صلاةِ العصرِ وصلاةِ الفجرِ، ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم، فيسألُهم، وهو أعلمُ بهم، كيف تركتُم عبادي ؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلُّونَ، وأتيناهم وهم يُصلُّونَ» (رواه البخاري).

 يامسلم
هل هناك هدفاً أعظم من دخول الجنة
وهل هناك مطلباً أعلى وأجل من النظر إلى وجه الله العظيم الجميل في جنات النعيم !؟
صلاة الفجر تختصر لك المسافة لتحقيق هذا المطلب النفيس، ففي الحديث الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام:
«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها، فافعلوا..» (رواه البخاري).

 قد تتكاسل عن قيام الليل وقد تضعف عنه وقد لا تكون من أهله أصلاً ولكن ربك الكريم يعوّضك عنه بصلاة الفجر في جماعة.
فبالله عليك أي فضل أعظم من فضل أنك تبيت الليل كله نائماً لا تصل فيه ركعة وتأتي يوم القيامة وتفاجئ في ميزان حسناتك أنك قائمه كله، كل ذلك بفضل صلاة الفجر في جماعة
ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام:
«.. ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله» (رواه مسلم).

 صلاة الفجر براءة من النفاق والدخول في حزب الله المفلحين.
ففي الحديث «أثقل صلاة على المنافقين صلاة الفجر وصلاة العشاء».
ثم تأمل كيف يرغبك الرؤوف الرحيم عليه السلام فيقول لك ولو يعلمون مافيهما لأتوهما ولو حبواً

وبعد
أخي..أخيتي
إن صلاة الفجر عظيمة القدر جليلة المنزلة فاقدرها حق قدرها وأنزلها في قلبك المنزلة التي قد عرفت من منزلتها.
اجعلها أهم المهمات في حياتك، وخذ بالأسباب المعينة على أدائها:
نم مبكراً، فمن غير المقبول أن تنام متأخراً وتروم الصلاة مع الجماعة
ومن غير المقبول – أيضاً – أن ترى فضلها ولا تحرص عليها، وتعرف خطورة تركها وتصرّ على الترك، تخيّل معي هذا المنظر في عذاب من نام صلاة الفجر، قال عليه الصلاة والسلام:
«أتاني رجلان فبعثاني فقالا لي: انطلق، فانطلقتُ فإذا رجلٌ مضطجِع ورجلٌ فوق رأسه بحجر يريدُ أن يلقيه عليه، فألقاه عليه فثلَغ رأسه فتهدهَد الحجر، ثم أخذه ثم عاد رأسُه كذلك، وما زال يلقي الحجرَ عليه حتى يثلغ رأسَه، قالا لي: أمّا هذا الرجل الذي رأيتَ فرجلٌ أخَذ القرآن ورفضَه ونام عن صلاة الفجر» (رواه البخاري).
فمن يطيق أن يتعرض لهذا العذاب !؟

فاستعن بالله وحافظ على صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة.

وفقنا الله لهداه وجعل عملنا في رضاه.

___________________________________________________

كتبه محب الخير لك / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي.


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *