هذه مقتطفات من كُتيب: قصتنا مع اليهود، للشيخ الأديب: علي الطنطاوي رحمه الله تعالى، والمقتطفات دليل إلى الكتاب وحث على قراءته ولا تغني عنه
هذه مقتطفات من كُتيب: قصتنا مع اليهود، للشيخ الأديب: علي الطنطاوي رحمه الله تعالى، والمقتطفات دليل إلى الكتاب وحث على قراءته ولا تغني عنه:
- الذي تواجهه أمة محمد الآن أشد من كل ما واجهت في سالف الأيام، إن أعداءها يكيدون لها الآن كيداً (مدروساً)، يُعدون لحربها خططاً تعمل لها عقول كبيرة جداً، وتُنْفق عليها أموال كثيرة جداً، وتسندها جماعات (بل دول) قوية جداً، ولا نيأس مع ذلك كلِّه من الظفر.
- لما قُبض رسول الله عليه صلاة الله، ارتد العرب عن دينه، أو أرادوا هدم ركن من أركانه هو الزكاة، وحسب ناس أنها نهاية الإسلام، فما هي إلا أن قام رجل واحد يهزُّ راية القرآن، ويضرب بسيف محمد حتى عاد المرتدون إلى الدين، وعاد الإسلام أقوى مما كان.
- لقد فتحت عيني على الدنيا في أوائل هذا القرن الميلادي وما في ديار الإسلام بقعة لم يدخلها أو يَحُمْ حولها الاستعمار، إلا هذه الجزيرة التي عصمها الله أن تطأها نعال جندي أجنبي، أو ترفرف عليها رايته، ولقد كنت أظن وأنا صغير أن من أصعب الصعب طرد المستعمر من أرضنا، فسَّهل الله الصعب، وأدني البعيد، وعادت البلاد إلى أهلها.
- ابتلينا بشرار الخلق وأخسِّ الأمم: اليهود. لا الذين اتبعوا موسى وآمنوا به، بل الذين كفروا بموسى وعيسى كما يكفرون بمحمد، وبدلوا دينهم وكانوا شيعاً، يختلف طريقها ولكن تتحدُّ في عداوتنا غاياتها.
- إنهم إذ كان موقف فيه حرب الإسلام كانوا جميعاً علينا … (أمريكا وروسيا) كانوا يختلفون على كل شيء. ولكن لما قامت هذه الدولة التي ولدت لغير أب شرعي، والتي جاءت مسخاً مشوهاً، دولة إسرائيل، تسابقت الدولتان إلى الاعتراف بها، ومباركة ولادتها قبل أن تبلغ يوماً وليلة من عمرها.
- وجاء وزير المتمدنين الذين يلبسون جلود الظباء على أجساد الذئاب، فأعطاهم (وعداً) بأن يجعل لهم من قلب بلادنا ملجأً: يمنحهم ما لا يَمْلكْ، وهم لا يستحقون ما منح، فكانت فضيحة التاريخ البشري التي لم يُسمع بمثلها في حاضر ولا غابر.
- وها هم أولاء اليوم يدعوننا إلى السلام ونبذ الحرب يقولون: أليس السلام خيراً لكم، فلماذا تراق الدماء، وتزهق الأرواح؟ إن السلام الذي يدعوننا إليه كالسلام بين اللص الذي اقتحم دارك وقتل بعض أهلك، وسكن في بعض منزلك، فلما أردت أن تخرجه، قال: انظروا إلى هذا (الإرهابيّ) … ودعوا إلى الاجتماع على حرب الإرهاب.
- كنا سنة 1948 نقاتل ولاحت لنا تباشير النصر، فأكرهونا على (هدنة) شَلَّتْ أيدينا، ومكنت لعدونا.
- لصوص ومخربون، ويبكون ويشكون أن هاجمناهم في يوم عيدهم، وهم الذين لم يتركوا لأهل فلسطين عيداً يعيّدون فيه، لقد حوَّل هؤلاء المجرمون أعيادهم مآتم. هل رعَتْ إسرائيل مريضاً؟، أما خربت المستشفيات وقتلت المرضى والأطباء والممرضات؟
- رحم الله الملك العبقري عبدالعزيز الذي كان ينظر بنور الله: لما استعدت الدول العربية السبع لدخول فلسطين والقتال فيها، كان من رأيه أن نُسلِّح أهل فلسطين ونُمدُّهُم بالمال ونَدَعْ لهم حرب اليهود، لقد بدا الآن الدليل على صحة رأي عبدالعزيز.
- ما غلبونا بأنفسهم، ولا هم بالذين يستطيعون أن يغلبونا أو أن يعدلونا، ولكن بالذين أعانوهم علينا، وأمدوهم بالمال والسلاح وبالناس، السلاح من الغرب من أمريكا، والناس من الشرق، من بولونيا وروسيا.
- إنهم يختلفون فيما بينهم ولكن إذا جاءت عداوة الإسلام نسوا اختلافهم وصاروا صفاً واحداً، ويداً واحدة علينا.
- نحن أسأنا وانحرفنا، أمرنا الله أن نتمسك بدينه، ونعتصم بحبله، ونكون جسداً واحداً له شعور واحد، وتكون رحمتنا وعاطفتنا لإخواننا، وشدَّتُنا وحِدَّتُنا على عدوّنا. فماذا صنعنا؟ هل أطعنا أمره؟ أم حِدْنا عن سبيله، وتركنا الحق من ديننا للباطل من دين عدوِّنا.
- إن القوة المادية لا بد منها، والله أمرنا باتخاذ أسبابها فقال: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} جاء لفظ القوة منكراً ليشمل كل قوة كانت أو تكون، نُعِدُّ كل ما قدرنا عليه، وما استطعنا الوصول إليه، لكن النصر ليس موقوفاً عليه، ولا مرتبطاً حتماً به، بيَّن لنا ربنا أنها لمجرد الإرهاب: {تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} أما النصر {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} إنها بشارة وتطمين.
- على أن قضية فلسطين لن تموت لأنها عقيدة في قلب كل مسلم، هل سمعتم أو قرأتم أن عقيدة يحملها في قلبه ألف مليون يمكن أن تموت. إن الناس يموتون في سبيل العقيدة، وما ماتت عقيدة قطّ من أجل حياة إنسان.
- ليست قضية أهل فلسطين وحدهم، ولا قضية العرب، لماذا تسمونها عربية، وفي العرب من لا يرى فيها رأيكم ولا يدين بدينكم، ومن قد يكون هواه مع عدوكم، ولمَ لا تجعلونها إسلامية؟ إن أيدي المسلمين جميعاً تمتد إليكم
- لتكون معكم إن جعلتموها جهاداً في سبيل الله، ودفاعاً عن المسجد الأقصى، والأرض التي باركها الله حوله، فلماذا لا تصافحون هذه الأيدي فتصير مع أيديكم يداً واحدة على عدوهم وعدوكم.
- يقول الله: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} فالنصر مقرون بطاعة الله، فلما بعدنا عنها، ابتعد النصر عنا
- لما كان هتافنا (أمجاد يا عرب أمجاد) لم تنصرنا أمجاد العرب، لأن مجد العرب الحق ولد يوم ولد محمد، لولا محمد لم يكن للعرب إلّا المعلقات، وقصر غمدان، ومعارك بين القبائل، لم تبن مجداً، ولا خلدت ذكراً، ومآثر لم تدر بها روما ولا القسطنطينية ولا مدائن كسرى، فلما جاءهم محمد بالإسلام جعلهم به سادة الأرض وأساتذتها وجعل منهم مُثُلَ البشرية العليا في الفضائل والمفاخر
- إن الله نزل القرآن وتولى حفظه، فالعاقبة للإسلام، ما في ذلك شك لأن وعد الله هو الحق، والله لا يخلف وعده في سِلمه، فإن عدنا إِلى ديننا، وجعلناه دستور حياتنا، في سلمنا وفي حربنا، جعل الله هذا النصر على أيدينا، فربحنا عز الدنيا والآخرة، وإن كانت الأخرى استبدل بنا قوماً غيرنا فكان الفتح على أيديهم، والنصر لهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصاحبته أجمعين.
Source link