ما نتكلَّم عنه هو: نتفلكس والمسلسلات الهابطة ومواقع التواصل بدون رقيب، الَّتي أصبحَتْ في كلِّ مَنْزل، والتي صارت خطَرًا على عقول أولادنا وبناتنا.
المسؤوليَّة في التَّربية لا تَقُع على الأبِ والأُمِّ فقط، فقد يُغْمِض الأب عينَيْه في يومٍ من الأيَّام عن أبنائه وبناته؛ لِنَيل رِضاهم ومَحبَّتِهم، والأمُّ بِطَبيعة الحال صاحبةُ قلبٍ طيِّب وحنون، وسهلٌ جدًّا أن تنصاع لِمَطالب أبنائها؛ ولذلك لا تقَعُ عليها المسؤوليَّة؛ لأنَّها ستُلبِّي رغبة أبنائها وبناتها؛ لنيل رضاهم ومحبَّتِهم أيضًا، المسؤولية واقعة على جميعنا، لا مَهْرب ولا مَفرَّ مِنها.
قد أُخطئ إن قلتُ: جميع أولادنا؛ لذلك سأقول: البعض من أولادنا اليوم في خطرٍ مُحتَّم، بدا يهدِّد بيوتنا، ويَدْخل خلسةً، ويُخيِّم على عقول أبنائنا، وهم لا يشعرون بذلك، الآن جميع القُرَّاء بَدؤوا يتساءلون عن ماذا أتكلَّم؟
هل أتكلَّم عن مشاكل نفسيَّة أم اجتماعيَّة، أو عن إدمان مُخدِّرات وإنترنت يهدِّد مستقبل أبنائنا، والبعض الآخر فكَّر في اتِّجاهات غربيَّة قد لا أستطيع الوصولَ إليها، ولكن ما نتكلَّم عنه هو: نتفلكس والمسلسلات الهابطة ومواقع التوصل بدون رقيب، الَّتي أصبحَتْ في كلِّ مَنْزل، والتي صارت خطَرًا على عقول أولادنا وبناتنا.
نعَم، عزيزي القارئ، انتشرَتْ كثيرًا في الآونة الأخيرة، وأصبحت تُسيطر على عقول الكثير من أبنائنا وبناتنا بِمُتابعتِها، هذه المسلسلات وغيرها بطبيعة الحال لن تُقدِّم أمورًا دينيَّة، أو تُساعد على نشر ديننا الإسلاميِّ، ولن تُعنى بالأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، ولن تُساعد في تحسين العلاقة بين الإنسان وربِّه، بل تساعد على نشر الفحشاء والمنكَر، وتُلْهي أبناءَنا وبناتنا عن أداء الصَّلاة في مواعيدها، فضلاً عن لعبها بِمَشاعرهم وأحاسيسهم، وتشغيل حسِّ الغيرة لديهم وتهييج المشاعر والتطلع إلى المنكرات والفواحش؛ لتقليدهم التقليد الأعمى الذي يضرُّ الإنسان المسلم، ويبعده عن ربِّه وعن دينه.
هذا هو الخطر المُحتَّم الذي بات ينتشر سريعًا بين البيوت العربيَّة المسلمة، والأب والأمُّ لا يَشْعران بذلك، بل إنَّ الكثير من الأمَّهات والآباء يُشاهدون هذا ويتابعون هذه المسلسلات، دون شعور؛ لأنَّ الأب بطبيعة الحال لن يتأثَّر بذلك؛ فإنَّ فِكْره سوف يكون أكبر من التَّقليد لِهذه الأشياء، والأمُّ كذلك لن تتأثَّر؛ لأنَّ فكرها قد يكون مشغولاً بأمور البيت الكثيرة، ومَنْ يتأثَّر بذلك هم الأبناء؛ لأنَّهم في الخطِّ الأوَّل، والمتعرِّض الأول والأخير، ولذلك لا تقع المسؤوليَّة على الأب والأمِّ فقط!
____________________________________________
الكاتب: عبدالله حازم المنسي
Source link