فوائد مختصرة من شرح العقيدة الواسطية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه المجوعة الأولى من فوائد مختصرة من شرح العقيدة الواسطية, للعلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
العقيدة الواسطية:
& هذه الرسالة العظيمة….تُعدّ زبدة لعقيدة أهل السنة والجماعة فيما يتعلق بالأمور التي خاض الناس فيها بالبدع, وكثر فيها الكلام, والقيل والقال.
أهل السنة والجماعة:
& أهل السنة والجماعة, أضافهم إلى السنة لأنهم متمسكون بها, والجماعة لأنهم مجمعون عليها…ولهذا لم تفترق هذه الفرقة كما افترق أهل البدع…هذه الفرقة مجتمعة على الحق, وإن كان يحصل بينهم خلاف…ولكنه خلاف لا يضلل أحدهم الآخر به
& الأشاعرة مثلًا والماتريدية لا يعدُّون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب, لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها.
& يخطئ من يقول: إن أهل السنة والجماعة ثلاثة: سلفيون, وأشعريون, وماتريديون, فهذا خطأ, نقول: كيف يكون الجميع أهل سنة وجماعة وهم مختلفون؟ فماذا بعد الحق إلا الضلال؟! وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر.
& أهل السنة والجماعة هم السلف معتقدًا, حتى المتـأخر إلى يوم القيامة إذا كان طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فإنه سلفي.
أهل البدع:
& المبتدعون ابتدعوا في دين الله ما ابتدعوا إما: لقلة علمهم, أو لقصور فهمهم أو لسوء قصدهم فأفسدوا الدنيا بهذه البدع التي ابتدعوها. نجد أهل البدع متفرقين, كالجهمية متفرقين, والمعتزلة متفرقين, والروافض متفرقين, وغيرهم من أهل التعطيل
التأويل:
& التأويل ليس كله مذمومًا, لأن التأويل له معان متعددة, يكون بمعنى التفسير, ويكون بمغنى العاقبة والمآل, ويكون بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره.
& المعنى الثالث للتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره, وهذا النوع ينقسم إلى محمود ومذموم, فإن دل عليه دليل فهو محمود, ويكون من القسم الأول وهو التفسير, وإن لم يدل عليه دليل فهو مذموم, ويكون من باب التحريف, وليس من باب التأويل.
الإيمان بأسماء الله وصفاته:
& الإيمان بصفات الله من الإيمان بالله.
& صفات الله عز وجل من الأمور الغيبية, والواجب على الإنسان نحو الأمور الغيبية: أن يؤمن بها على ما جاءت, دون أن يرجع إلى شيء سوى النصوص.
& لا نصف الله تعالى بما لم يصف به نفسه.
& وجوب إجراء النصوص الواردة في الكتاب والسنة على ظاهرها لا نتعداها.
& العقل لا مدخل له في باب الأسماء والصفات
الحي القيوم:
& هذان الاسمان هما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب, ولهذا ينبغي للإنسان في دعائه أن يتوسل به, فيقول: يا حي!, يا قيوم!.
ثمرة الإيمان بأسماء الله جل وعلا وصفاته:
& إذا آمنت بأنه سميع فإنك سوف تحترز عن كل قول يغضب الله, لأنك تعلم أنه يسمعك, فتحشى عقابه, فكل قول يكون فيه معصية الله عز وجل, فسوف تتحاشاه
وإذا لم يحدث لك هذا الإيمان هذا الشيء فاعلم أن إيمانك بأن الله سميع إيمان ناقص
& ثمرة الإيمان بأن الله بصير أن لا تفعل شيئًا يغضب الله, لأنك تعلم أنك لو نظرت نظرة محرمة لا يُفهم أنها نظرة محرمة فإن الله تعالى يرى هذه النظرة, ويعلم ما في قلبك
& إذا آمنًا بأن الله بصير فسوف نتحاشى كل فعل يكون سببًا لغضب الله عز وجل, وإلا فإن إيماننا بذلك ناقص.
& علم الله محيط بكل شيء, والثمرة التي ينتجها الإيمان بأن الله بكل شيء عليم: كمال مراقبة الله عز وجل وخشيته, بحيث لا يفقده حيث أمره, ولا يراه حيث نهاه
& قوله تعالى: {﴿ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡخَبِيرُ﴾} [التحريم:3] في هذه الآية من أسماء الله تعالى: العليم, والخبير, ومن صفاته: العلم, والخبرة. وفيها من الفوائد المسلكية: أن الإيمان بذلك يزيد خوفًا من الله وخشيةً, سرًّا وعلنًا.
& من الفوائد المسلكية في الإيمان بصفة القوة والرزق: أن لا تطلب القوة والرزق إلا من الله تعالى, وأن تؤمن بأن كل قوة مهما عظمت فلن تقابل قوة الله تعالى.
& الإنسان مادام يعرف أن الله تعالى رحيم, فسو يتعلق برحمة الله, ويكون منتظرًا لها فيحمله هذا الاعتقاد على فعل كل سبب يوصل إلى الرحمة, مثل: الإحسان… والتقوى…والإيمان, فإنه من أسباب رحمة الله.
& الأيمان بصفة المجيء والاتيان لله تعالى, الثمرة هي الخوف من هذا المقام وهذا المشهد العظيم الذي يأتي فيه الرب عز وجل للفصل بين عباده وتنزل الملائكة.
& ما نستفيده من الناحية المسلكية في إثبات صفة المكر…يستفيد الإنسان… مراقبة الله سبحانه وتعالى وعدم التحيل على محارمه وما أكثر المتحيلين على المحارم إذا علموا أن الله خير منهم مكرًا وأسرع مكرًا فإن ذلك يستلزم أن ينتهوا عن المكر
& إذا علمنا أن الله عفو, وأنه قدير, أوجب لنا ذلك أن نسأله العفو دائمًا, وأن نرجو منه العفو عما حصل منا من التقصير في الواجب.
& إذا علمنا أن الله عزيز, فإننا لا يمكن أن نفعل فعلًا نحارب الله فيه.
& إذا علمنا أن الله تعالى موصوف بالجلال, فإن ذلك يستوجب أن نعظمه, وأن نجله, وإذا علمنا أنه موصوف بالإكرام فإن ذلك يستوجب أن نرجو كرمه وفضله, وبذلك نعظمه بما يستحق من التعظيم والتكريم.
& يجب علينا أن نعرف عظمة الله عز وجل, وننزهه عن كل نقص, وإذا علمنا ذلك ازددنا محبة له وتعظيمًا.
& الثمرات التي نستفيدها بأن الله معنا: الإيمان بإحاطة الله عز وجل بكل شيء وأنه مع علوه فهو مع خلقه لا يغيب عنه شيء من أحوالهم أبدًا…إذا علمنا ذلك وآمنا به فإن ذلك يوجب لنا كمال مراقبته بالقيام بطاعته وترك معصيته.
& إثبات الضحك لله عز وجل, وهو ضحك حقيقي, لكنه لا يماثل ضحك المخلوقين, ضجك يليق بجلاله وعظمته…والفائدة المسلكية من هذا الحديث: هو أننا إذا علمنا أن الله عز وجل يضحك, فإننا نرجو منه كل خير.
& إثبات الفرح لله عز وجل, ونقول إنه فرح حقيقي…ولكنه ليس كفرح المخلوقين …ويستفاد من هذا الحديث كمال رحمته جلّ وعلا ورأفته بعباده بحيث يحب رجوع العاصي إليه هذه المحبة العظيمة…يفيدنا أن نحرص عل التوبة غاية الحرص.
أسباب وقوع التعارض عند الإنسان في نصوص الكتاب والسنة:
& إذا وقع التعارض عندك في نصوص الكتاب والسنة, فإما لقلة العلم, وإما لقصور الفهم, وإما للتقصير في البحث والتدبر, ولو بحثت وتدبرت لوجدت أن التعارض الذي توهمته لا أصل له, وإما لسوء القصد والنية.
الملائكة:
& الملائكة عالم غيبي, خلقهم الله عز وجل من نور, وجعلهم طائعين له متذللين له, ولكل منهم وظائف خصّه الله بها,…ملك الموت…لا يسمى عزرائيل, لأنه لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن اسمه هذا.
من أعمى الله بصيرته:
& الذي أعمى الله بصيرته كالذي أعمى الله بصره, فكما أن أعمى البصر لو وقف أمام الشمس التي تكسر نور البصر لم يرها, فكذلك من أعمى الله بصيرته لو وقف أمام أنور الحق ما رآها, والعياذ بالله.
الصديق:
& الصديق من صدق في معتقده وإخلاصه وإرادته وفي مقاله وأفعاله, وأفضل الصديقين على الإطلاق أبو بكر رضي الله عنه….والصديقية مرتبة تكون للرجال والنساء.
موقف أهل الأهواء والبدع من الأسماء والصفات:
& الجهمية ينكرون صفات الله عز وجل بل غلاتهم ينكرون الأسماء.
& المعتزلة ينكرون الصفات ويثبتون الأسماء.
& الأشعرية يثبتون الأسماء وسبعًا من الصفات
التعبير بالعدل لا بالمساواة:
& ننبه على أن من الناس من يستعمل بدل العدل المساواة! وهذا خطأ, لا يقال مساواة لأن المساواة قد تقتضي التسوية بين شيئين الحكمة تقتضي التفريق بينهما
& أخطأ على الإسلام من قال: إن دين الإسلام دين المساواة! بل دين الإسلام دين العدل, وهو الجمع بين المتساويين, والتفريق بين المتفرقين, إلا أن يريد بالمساواة: العدل, فيكون أصاب في المعنى وأخطأ في اللفظ.
& لم يأت حرف واحد في القرآن يأمر بالمساواة أبدًا, إنما يأمر بالعدل.
الحرص على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالنا:
& قوله تعالى: { ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ ﴾} هذا يستوجب أن نحرص غاية الحرص على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بحيث نترسم طريقه لا نخرج منه ولا نقصر عنه ولا نزيد ولا ننقص…هذا يحمينا من البدع.
الغفور الودود:
& الغفور: الساتر لذنوب عباده المتجاوز عنها….الودود: مأخوذ من الود, وهو خالص المحبة, وهي بمعن: وأدّ, وبمعنى مودود, لأنه عز وجل محب ومحبوب, كما قال تعالى: {﴿ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُ﴾} [المائدة:54]
اليهود أشدّ الناس عتوًا:
& اليهود من أشدِّ الناس عتواً ونفورًا, لأن عتو فرعون وتسلطه عليهم جعل ذلك ينطبع في نفوسهم, وصار فيهم العتو على الناس, بل وعلى الخالق عز وجل, فهم يصفون الله تعالى بأوصاف العيوب, قبحهم الله, وهم أهلها.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link