دور الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية

منذ حوالي ساعة

يؤكد التربويُّون على أنَّ استخدام تقنيات الحاسوب في التعليم تحقِّق فوائد عدَّة للمعلِّم وللمتعلِّم وللموقف التعليمي

يؤكد التربويُّون على أنَّ استخدام تقنيات الحاسوب في التعليم تحقِّق فوائد عدَّة للمعلِّم وللمتعلِّم وللموقف التعليمي[1]، كما أنَّ البيئة التي توفِّرها هذه التقنيات في أثناء عملية التعليم والتعلُّم من تواصل وتفاعل بين المتعلِّمين تولِّد اتجاهات إيجابيةً لديهم نحو الحاسوب بوصفه وسيلةً وقناةً تعليمية من جهة، ونحو المواد والمقرَّرات التي يدرسونها من جهة أخرى، مما يزيد من دافعيتهم للتعلُّم.

 

ويمكن تقسيم تقنيات التعليم إلى نوعَيْن:

الأول: البرامج الآلية المحلية، تبني فيها المؤسَّسات التعليمية برامج تعليمية على أجهزة الحاسوب، وتفتح المجال لمتعلِّميها للتفاعل مع الحاسوب الذي يتحوَّل إلى القيام بدور المعلِّم، والذي يُسهم في عملية التعلُّم الذاتي.

 

والثاني: تقنيات التعليم عن بعد عن طريق الإنترنت؛ وهنا تصمَّم التطبيقات على الإنترنت بهدف تعليم أكبر عدد من المتعلِّمين، يهدف إلى توسيع مساحة التعامل مع أكبر قدر ممكن من المتعلِّمين.

 

ومن أمثلة ما يقدِّمه الذكاء الاصطناعيُّ لعملية تعليم اللغة العربية وتعلُّمها: التطبيقات الخاصة بتنمية الذخيرة اللغوية من المفردات والتعبيرات اليومية والاصطلاحية، وبرامج تعليم القواعد النحوية والصرفية، وما تقدِّمه عليها من تدريبات متنوِّعة، كما تساعد الآن التقنية في تنمية المهارات اللغوية، وخصوصًا الاستماع والقراءة للفهم، بل يمكنها أن تقيس مستويات عليا من التفكير عند متلقِّي نصوص الاستماع والقراءة[2]، ومن ذلك تطبيق (Blackboard) التفاعلي المستخدَم في بعض الجامعات في أقسام اللغة العربية.

 

ومن أهم ما يمكن أن تساهم به هذه التطبيقات في تعليم العربية: ضمان جودة العملية التعليمية[3]، وترسيخ التعلُّم الذاتي، وتوفير المصادر الرقمية، وإتاحة التعلم الإلكترونيِّ، وإتاحة التعلم مدى الحياة، ورفع كفاءة المعلِّم وإقداره على الإبداع، وزيادة دافعية المتعلِّم وقدرته على الإبداع[4]، وتحقيق تكافؤ الفرص التعليمية، وتنمية المهارات اللغوية وتقويمها، وكذلك دوره في اختبار مستوى الكفاءة اللغوية.

 

وهناك تجربة جديرة بالاحترام في مجال توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعيِّ في تعليم العربية، وهي تجربة الأكاديمية العربية[5] لتعليم اللغة العربية؛ فقد بدأت مع بدايات القرن الحادي والعشرين[6] في صناعة محتوى رقميٍّ يتيح مساحة من التفاعل بين الحاسوب والمتعلِّم، وقد مرَّ ذلك بمرحلتين:

1- استخدام التقنيات الآلية المحلية، وهي المرحلة التي كانت تستخدم فيها الأكاديمية العربية تقنيات (ActionScript) و(AdobeFlash)، ولغة البرمجة (PerlScript)، و(JavaScript).

 

2- استخدام التقنية في التعليم والتعلُّم عن بُعْد، وهنا بدأت الأكاديمية العربية في استخدام المنصَّات التعليمية (Learning Management System) مثل (Moodle LMS)، حتى إنها طوَّرَت من ذلك إلى استثمار إمكانات ميكروسوفت للمساعدة في تعليم العربية، ومنها تطبيق (Microsoft Teams) القائم على تقنية (Visual Classroom) التي تتيح للمتعلِّم بالإضافة إلى التفاعل إمكانية التخيُّل أو التصوُّر الافتراضيِّ، ولا يَخفَى ما لهذا من أهمية في مُحاكاة المواقف الطبيعية افتراضيًّا بما يحقِّق مبدأ اتصالية اللغة ووظيفيتها؛ لذلك كانت هذه التقنية طفرةً في البرامج اللغوية التعليمية التعلمية التي تقدِّمُها الأكاديمية العربية.

 


[1] انظر: أثر استخدام الحاسب على تحصيل الطلاب واتجاهاتهم نحو المعلوماتية، حكيم خليفة، مجلة العلوم التربوية، كلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة، مج (22)، ع (2)، أبريل 2014م، والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته التربوية لتطوير العملية التعليمية، ليلى مقاتل وهنية حسني، مجلة علوم الإنسان والمجتمع، مج (10)، ع (4)، 2021م.

[2] انظر مثلًا: اللغة العربية والحاسوب: دراسة بحثية، نبيل علي، تقديم: أسامة الخولي، تعريب، الكويت، 1988م، ص146.

[3] انظر: دور الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة التعليم العالي، رياض رزوقي، المجلة العربية للتربية النوعية، مج (4)، ع (12)، 2020م.

[4] انظر: تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأثرها في تنمية الذات اللغوية الإبداعية لدى الطلاب الفائقين بالمرحلة الثانوية، عبدالرازق مختار وأحمد رشوان وأحمد عبدالفتاح، المجلة العلمية لكلية التربية، جامعة أسيوط، مج (39)، ع (1)، يناير 2023م.

[5] يمكن الرجوع للموقع الرسميِّ لها على هذا الرابط: www.arabacademy.com، وسناء غانم أهم رائدات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بالقرن العشرين، إبراهيم الشافعي، مقال منشور بجريدة الفتح اليوم، القاهرة، 18 مارس 2019م، ويمكن مطالعته على الرابط: http://www.alfathalyom.com.

[6] جدير بالذكر أنَّ صاحبة الفكرة والمشروع هي الأستاذة سناء محمد حافظ غانم، رحمها الله، وقد بدأت مِن خلال خبرتها في مجال المعالجة الآلية للغة العربية مع إحدى أكبر الشركات العاملة في ذلك (صخر) بإنتاج بعض البرمجيات التعليمية على أسطوانات مدمجة، ثم قامت بتأسيس شركة تمتلك موقع الأكاديمية العربية.

__________________________________________________________
الكاتب: د. إبراهيم أحمد الشافعي


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

خطر الإلحاد (2) – طريق الإسلام

منذ حوالي ساعة السفر إلى بلاد الكفار للدراسة أو غيرها دون التقيد بالضوابط الشرعية -القراءة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *