الجزء الرابع من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الجنائز باب تعميق القبر, إلى كتاب الوليمة والبناء
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذا الجزء الرابع من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الجنائز باب تعميق القبر, إلى كتاب الوليمة والبناء, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها.
المصيبة:
& الإنسان يتسلى ويتصبر إما بما من الإيمان, وإما بما يشاهد حوله, وإما بما يلقى إليه من الكلمات التي تقويه.
& الإنسان الذي يصاب بمصيبة ينبغي له أن يعرض عنها وألا يتذكرها, لأن تذكر المصائب يوجب تجدد الأحزان.
& حرمان الثواب يحصل إذا أساء الإنسان عند المصيبة, ولم يصبر فإنه يحرم أجر الصبر والله عز وجل يقول: { ﴿ إنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجۡرَهُم بِغَيۡرِ حِسَابِ﴾} [الزمر:10]
& الإنسان إذا حصل له الأمران بأن يأجره الله على المصيبة ويخلف له خيرًا منها صارت المصيبة خيرًا له.
التسخط:
& السخط بالقلب أن يشعر المصاب بعدم الرضا عن الله عز وجل…أما التسخط باللسان فأن يتكلم بكلام ينبئ عن عدم رضاه مثل: يا ويلاه,…وأما التسخط بالفعل فكأن يخمس وجهه وينتف شعره ويشق ثوبه وما أشبه ذلك.
التعزية:
& تحديد التعزية بثلاثة أيام لا وجه له, بل يعزي الإنسان ما دامت المصيبة مؤثرة فيه
& هل من التعزية أن نخاطبه بما يثير الأحزان؟ الجواب: لا, وهذا خلاف التعزية, ولهذا في مسألة التعزية لا يذكر للمصاب الأمور التي تثير حزنه.
رحمة الأطفال الصغار واليتامى:
& أنت إذا رحمت الأطفال الصغار واليتامى فإن الله سبحانه وتعالى يضع في قلبك الرحمة, فعلى العبد أن يتعود على هذا حتى يكون راحمًا للصغار والكبار, فينال بذلك رحمه الله سبحانه وتعالى.
لعن المعين:
& لعن المعين فلا يجوز. سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أم وثنيًا أم شيوعيًا, إلا من علمنا أنه مات على الكفر فإن لعنه جائز, لكن مع هذا لا ينبغي, لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( « لا تسبوا الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا» ))
شروط النظر إلى المخطوبة:
& يشرع للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته…ولكن للنظر…شروط: الأول: ألا يخلو بها الثاني: أن يغلب على ظنه إجابتها. الثالث: أن يكون ذلك بغير شهوة. الرابع: أن يكون النظر إلى ما يظهر غالبًا…مثل الوجه والرأس والرقبة والذراع والساق.
اختيار ذات الدين:
& إذا فعلت ما أمرك به نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وأرشدك إليه من اختيار ذات الدين وإن كانت أقل جمالًا من الأخرى فإن الله سبحانه وتعالى سيجعل في قلبك لها مودةً ومحبةً تنسيك جمال الأخرى لأنك فعلت ذلك امتثالًا لرسول الله.
كشف المرأة لوجهها:
& الأدلة دالة على أنه لا يجوز إظهار الوجه, لأن الوجه في الواقع هو محل الفتنة, وهو محل الرغبة, ولا أظن أحدًا يتعلق بشيء من المرأة أكثر مما يتعلق بالوجه ولذلك لو أن أحدًا أوصى شخصًا يخطب له امرأة فإنه يوصي بالنظر إلى الوجه.
& من الغريب أن الذين يبيحون كشف الوجه يمنعون كشف القدم, ويمنعون أن يخرج من رأسها شعرة واحدة…فهل يمكن أن الشريعة الحكيمة التي من لدن حكيم خبير تُبيح أن تخرج هذا الوجه الجميل الفاتن, وتوجب عليها أن تستر ذلك القدم الخشن
& حتى لو قلت بأن للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها, فإن هذا مشروط بأمن الفتنة, وأمن التوسع وهذان الشرطان منتفيان في عصرنا, فالفتنة واردة والتوسع وارد
& انظر إلى الذين ذهبوا هذا المذهب هل اقتصرت نساؤهم على الوجه والكفين؟ فما رأيت أحدًا من نساء المسلمين الذين ذهبوا هذا المذهب يتقيد به إلا نساء الرافضة, فإن نساء الرافضة إذا رأيتها ما يظهر منها إلا الوجه والكفان فقط.
& الواجب علينا نحن _ طلبة العلم وموجهين إلى الحق _ أن نبين للناس الأدلة الشرعية, والأدلة العقلية على وجوب ستر الوجه.
نظر الرجل إلى المرأة:
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( «اصرف بصرك» )) هذا حكم نظر الفجأة, ولم يقل: إن نظر الفجأة حرام أو إن فيه إثمًا بل قال صلى الله عليه وسلم: (( « اصرف بصرك» )) لأن نظر الفجأة أو الفجاءة أمر لا يمكن التحرز منه فسقط حكمه وصار معفوًا عنه
& تحريم نظر الرجل إلى المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم: (( اصرف بصرك )) وهذا نهي قولي.
زيغ القلب:
& اعلَم أن القلب لا يزيغ إلا لسببٍ، يكون في القلب عِرقٌ خبيثٌ خفيٌّ، هو يرى أنه مُهتدٍ وماشٍ على الهداية، لكن في قلبه هذا الشيء الذي يَظَلُّ يزيد، حتى يزيغ قلبه نهائيًّا؛ قال الله تعالى: {﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾} [الصف: 5].
& رجل كَرِه شيئًا من شريعة الله عز وجل، لم يَكره الشريعة كلَّها، لكن في مسألة من الأمور المُستحبة البسيطة بالنسبة إلى غيرها من مسائل العلم والدين، فلا تَستهنْ بهذا الأمر، فربما يكون سببًا لفساد قلبك.
& أنا لا أُريد أن أُفزعكم، بل أُريد أن أُحذِّرَكم، وأن تَحرِصوا دائمًا على إصلاح القلب…يجب علينا دائمًا أن نكون على صلة بهذا القلب نغسله بالتوبة, والاستغفار, وسؤال الله عز وجل الثبات, وأن يقيك شرور نفسك.
الحسد داءٌ عظيمٌ، وهو من أخلاق اليهود؛ قال تعالى: {﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ } [النساء: 54]،هذه النقطة قد تكون في القلب والإنسان لا يَشعُر بها، وتكون سببًا لضلاله النهائي وزَيغه.
& قد يكون في قلب الإنسان حسدٌ يَحسُدُ الإنسانَ حتى في إقامة دين الله عز وجل، يعني لو حسدتَ إنسانًا على إقامة دين الله عز وجل، وتعليم عباد الله عز وجل معناه أنك لا تتمنى أن الشرع لا يقوم، وأن الناس لا يعلمون، فهذا أمر خطير جدًّا.
الصمود إمام معوقات الهداية:
& إذا رأيت في نفسك أنك تصمد أمام التحديات التي تهدف لإعاقتك عن الهداية فأبشر بالخير وبأن الله تعالى قد قدر لك الهداية ولولا عصمة الله هلكت.
تسليط الشطيان على الإنسان, ولا سيما طالب العلم:
& اعلم أن تسلط الشيطان على قلب طالب العلم أعظم بكثير من تسلطه على قلب الغافل, يعني: نحن طلبة العلم يُهاجمنا الشيطان بعنف وشدة حتى نغفل عما ينبغي أن نكون عليه من الالتفات إلى العلم وطلبه وتحقيقه.
& الإنسان…يجب عليه أن يحترز من رجس الشيطان وهمزه ونفخه ونفثه, وأن يكون يقظًا….احترز وانتبه, فإن الشيطان عدو مترصّد لك في كل مكان, وفي كل زمان, وفي كل طريق.
تحرير المرأة:
& ما يسمونه بتحرير المرأة وهو في الحقيقة تخريب المرأة ليس تحريرًا لها, هم يقولون: أنها إن شاءت أن تخرج تخرج…بل ليس من حق الزوج أن يمنع زوجته من السفر. فلها أن تسافر إلى المسارح والملاعب.
& أظنُّ أنهم يريدون أن يُحرروا المرأة بزعمهم ليهدموا بيتها ويخربوها.
التسعير:
& التسعير على الناس ظلم, إلا أنه تجوز في حال معينة, وهي ما إذا كان التسعير بفعل العبد, بأن كان الفعل بفعل العبد فيجوز أن يُسعر, كما لو احتكر التجار شيئًا مما يحتاجه الناس, ثم ضربوا عليه سعرًا مرتفعًا, فهنا تجوز أن يدخل ولي الأمر ويمنع.
إتيان الزوجة في دبرها:
& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: يجب أن يفرق بين الرجل الذي عُرِف بوطء المرأة في دبرها وبين امرأته, وما قال رحمه الله حق, لأن هذا منكر لا يجوز الإقرار عليه, فإذا لم يزل إلا بالتفريق وجب على القاضي أن يفرق بينهما.
من أسباب أمراض الضغط والانحباس النفس والانقباض القلبي:
& إذا أردت أن يكون كل شيء كاملًا فثق بأن كل شيء سيكون عندك ناقصًا وهذا من أسباب ما يقع في هذا العصر من أمراض كالضغط الدموي والانحباس النفسي والانقباض القلبي وتضيق عليك الأرض لكن كن سائرًا مع الأمور حتى تتم لك.
متفرقات:
& العيادة معناها: الإتيان إلى المريض, وأما الإتيان إلى الصحيح فتسمى زيارة.
& كلما كان الإنسان أشدّ تصديقًا وإيمانًا بالله ورسوله حصل له من الخير ما لم يخطر له على البال.
& كلما كانت مؤنة النكاح أيسر كانت بركته أعظم, والعكس بالعكس, فكلما كانت مؤنته أكثر, صارت بركته أقلّ.
& إذا عفوت عن عباد الله عفا الله عنك وإذا أحسنت إلى عباد الله أحسن الله إليك
& الشباب جمع شاب, وهو من سن البلوغ إلى الثلاثين, فمن خمس عشرة سنة إلى ثلاثين سنة يسمى شابًا.
& طاعة الله ورسوله خير, يجد الإنسان ثمرتها في الدنيا قبل الآخرة.
& من الناس من يتودد لك وهو في الحقيقة عدو لك, هذا ليس بمؤمن…المؤمن حقيقة أخو المؤمن.
& قال عمر رضي الله عنه: ” أصابت امرأة, وأخطأ عمر “, وهذا الحديث مشهور بين الناس, ولكن فيه ضعف. & كل شيء تفعله لله عز وجل فإن العاقبة فيه حميدة.
& النفوس لها شر…تعتصم به سبحانه وتعالى من شر نفسك, لأن الله إذا لم يعنك على نفسك أهلكتك.& الشيطان يحضر مجالس الفتنة ليوقدها في قلوب الناس.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link