التعلم هو عملية تلقِّي المعرفة، والقيم والمهارات من خلال الدراسة أو الخبرات أو التعليم، مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس، وانتقائي، بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني، ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.
الكم المعروض أمام طالب العلم أصبحت كثيرة جدًّا، لدرجة تُعجز طالب العلم عن الطلب، وفيضان المعلومات المتاحة حاليًّا أمام كل أحد دون تمييز يصبُغ على طالب العلم علمًا متوهمًا، فهو بعد التلقي أصبح مليئًا بالمعلومات، ولكن معلومات متكدسة دون عمق أو فحص، فأصبح يملك علمًا لا يُنتج شيئًا، فما فائدة العلم الذي حصَّله؟ بعض المتخصصين لا تتعدى رفوف مكاتبهم مائة كتاب، ولكنها كُتُبٌ من أمهات الكتب، وقرؤوها أكثر من عشر مرات على الأقل، وكان من بينهم قراءة الكتاب على الشيوخ المتخصصة والعلماء المتمكِّنة.
1. ماذا نتعلم؟
ماذا يتعلم الإنسان وسط هذا الركام المعرفي الذي لا حد له؟
القيمة المركزية للحضارة:
من المفترض أن تقاس أهمية العلم بمدى الطلب والحاجة إليه في سوق العمل، ويقع هذا على عاتق الشركات؛ فهي من تتحكم في ذلك الأمر، فما تحتاجه الشركات الكبرى يحتاجه سوق العمل، والشركات العالمية متعددة الجنسيات في عصرنا الحديث أصبح الأمر أكثر تعقيدًا، ولكن قد لا تتفق معايير وقيم العمل الذي يتطلبه سوق العمل مع مبادئ وقيم الفرد المسلم، وهنا مفترق الطريق، وإشكالية تطرح نفسها، فكان لا بد أن يعلم الإنسان المسلم أين يُسكن وظيفته (نفعه) لتكون في المجال والمكان الذي يتناسب مع مبادئه وقيمه.
الخطوة الأولى: أن يعلم طالب العلم العلوم المتاحة في عصره؛ أي: الاطلاع الثقافي العام،
والاطلاع الثقافي على العلوم المتاحة يُمكِّن طالب العلم من معرفة العلوم معرفة سطحية بسيطة، يدرك من خلالها كل العلوم المتاحة في عصره، والكتب التي يجب أن يدرسها في كل علم يختاره،
وأهمية هذا الاطلاع يكمن في ألَّا يتعمق الطالب في علم من العلوم قبل أن يعرف أهميته، ومنهج دراسته، وميله لهذا العلم، ومن بعد ذلك يختار الطالب العلمَ الذي مال إليه، بعد أن تعرَّف على منهجه في إطار ثقافي بسيط دون تعمُّق، وبذل وقت طويل قبل اختيار التخصص.
الخطوة الثانية: الاطلاع المتخصص:
وهنا يطلع الطالب على المنهج العميق الذي يجعل منه متخصصًا في هذا العلم، ومن خلال دراسة كتب العلم بطريقة منهجية، يترقى الطالب في درجات العلم حتى يصبح من المتخصصين في العلم.
وبعد معرفة العلوم المتاحة، يختار الطالب العلمَ الذي يتناسب مع مهاراته، وهذا يعرفه الإنسان بعد معرفة نفسه معرفةً بقدر ولو متواضعًا، فيرى الفرد ميله إلى علم دون علم، وكتاب دون كتاب؛ فهناك من يميل إلى العلوم الطبيعية والرياضيات، وهناك من يميل إلى العلوم الإنسانية، وهنا اختيار التخصص يكون بناء على مهاراته الشخصية، وقيمة العلم الوظيفية في سوق العمل، وعلى أرض الواقع؛ حيث لا يتعارض مع مبادئه وقيمه.
وبعد اختيار العلم الذي نبغي التخصص فيه، نبحث في مبحث جديد؛ ألَا وهو طريقة الدراسة وسنوات الطلب، قد يسلك الطالب المسلك المعتاد، ويكون تطلبه للعلم من خلال الجامعات الأكاديمية، ولكن في عصرنا الحديث قد يتخصص الطالب في مجال معين، دون التقيد داخل جامعة حكومية معينة، وللأسف نظرًا للقيمة الرديئة التي يقدمها التعليم في الديار المصرية، يذهب الكثير لمن لا يتوفر إليه فرصة السفر للدراسة في الخارج، ولمن أراد أن يتخصص في تخصص جانب تخصصه الأساسي، فذلك حسن، ومصادر العلم في العصر الحديث كثيرة تجمع النافع والفاسد؛ لذلك وجب أن يختار بين المتاح الأنسب والأفضل قيمةً.
بين التحصيل والتأصيل والتخصص يتقلب الطالب في مراحل العلم، حتى يصل إلى التخصص الذي يتمكن فيه من العلم، وتحصيل القدر الحرج من العلم الشرعي (ما لا يسع المسلم جهله) هو قدر لا يجب أن يُغْفِله أي مسلم، مهما كان تخصصه ومجال عمله، بحيث تتكون لديه أرضية ثابتة من العلم الشرعي، الذي يقدر به مجاراة الحياة، والأمور التي تعرِض له في حياته العملية والأسرية وغيرها.
ولا يجب أن يتخصص المسلم في العلم الشرعي، بل كل العلوم نافعة مأجور عليها بإذن الله، إذا صحَّتِ النية؛ لأن عمارة الأرض من المطالب التي تقع على عاتق المسلم، وهي تقع تحت سقف العبادة، ويجب أن يوسِّع المسلم مفهومه عن العبادة ولا يحصرها في العبادات (الصلاة، الصوم، الحج …) فعمارة الأرض مطلب رباني يقع تحت التعريف الشامل للعبادة؛ [راجع مقالنا: لماذا نحن هنا؟ رحلة البحث عن المعنى].
أما لو ذهبنا إلى السؤال الثاني: لماذا نتعلم؟ فهو سؤال لا بد أن يعرض على ذهن الإنسان المعاصر، ونظرًا لعملية التعليم التي قاربت في صورتها الحالية صورة التعليم الإجباري، يكبَر الطفل فيذهب إلى الحضانة، من ثَمَّ إلى الابتدائية، ومن ثَمَّ إلى الإعدادية، ومن ثم الثانوية، ومن ثم الجامعة، ومن ثم إلى سوق العمل إن وجد الفرصة.
قد يكبر وينمو الفرد دون أن يتعرض لمثل هذا التساؤل في حياته، وقد يؤرق السؤال مضجع آخرين.
سؤال لماذا نتعلم؟ له وجهان؛ يتمثل الوجه الأول في الحاجة إلى العلوم الشرعية، بينما الوجه الثاني يتبنى ما دون ذلك من علوم.
والأمر بين إفراط وتفريط؛ حيث يكون من السهل إثبات أهمية طلب العلم الشرعي بالنسبة لطلابه والملتزمين دينيًّا، بينما الأمر فيه صعوبة بالنسبة لشخص آخر لا يحمل نفس المرجعية، وقد يكون من السهل إثبات أهمية طلب العلم، سواء كان في صورته المادية الطبيعية، أو العلوم الإنسانية، وأهمية ذلك، ودوره في تقدم الأمم والبلاد والعباد، يلازم ذلك نظرة دونية للعلوم الشرعية، والتشكيك في فاعليتها في تقدم الأمم وصناعة الحضارات؛ لذلك سنتناول الموضوع من كلا جانبيه.
أ. العلوم الشرعية:
لماذا نطلب العلم الشرعي؟
وفي ظني أن هذا الشق من السؤال يقدر الفرد المسلم الإجابة عليه بسهولة، ولكن لنتكلم قليلًا في ذلك، الأمر يكمُن في المطلب الذي يقع على عاتق الفرد في الحياة؛ ألَا وهو العبادة، ولا يُتصور أداء هذه الوظيفة (العبادة) دون معرفة بها وبكيفية أدائها، ومعرفة ذلك هو العلم الشرعي، فكل العلوم الشرعية تُدندن حول العبادة التي هي في الأساس وظيفة الإنسان في الأرض، وأحب أن أنقُلَ إليك في هذا المقام من المقال قصة نقلها الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ابن حزم؛ حيث حكى ابن حزم أنه في ليلة ما دخل المسجد وجلس، فقام إليه أحد الأشخاص في المسجد وأمره يصلي تحية المسجد، فقام ابن حزم وصلى، ثم من بعد ذلك، دخل في مرة أخرى المسجد وقت النهي – بعد صلاة العصر- فصلى ركعتين، فقام إليه أحد الأشخاص في المسجد، ونهره عن الصلاة في وقت النهي، فقال: سبحان الله! إذا جلست قلتم: قم فصلِّ، وإذا صليت تقولون: لا تصلِّ، وهذه القصة هي ما دفعت ابن حزم إلى طلب العلم.
ويتضح لنا من القصة أن الإنسان الذي يجهل أمور دينه يكون صيدًا سهلًا لكل أحد يتكلم باسم الدين، لا يملك حجة يتكلم بها ولا برهان يعتمد عليه، فيكون هشًّا أينما وجهه الريح اتجه.
ب. العلوم الأخرى: (يُنصح بالاطلاع على كتاب: نحو عمران جديد):
في مقال (لماذا نحن هنا؟ رحلة البحث عن معنى)، تطرقتُ إلى أن الإنسان يتلخص دوره في الحياة في مسارين؛ أولهما العبادة، والثاني إعمار الأرض، وإعمار الأرض – وإن كان يمكن تضمينه إلى العبادة التي هي وظيفة الإنسان في الأرض – يتطلب العلم، فالمسلم إذا أراد أن يصلي يكون في حاجة إلى مسجد يصلي فيه، فيكون بدوره بحاجة لمن يشيد له هذا المسجد، فتظهر الحاجة إلى علوم الهندسة والعمارة وفنونها، من ثَمَّ يحتاج إلى من يشيد له الأبواب والنوافذ (النجارة)، ومن يشيد صنابير المياه للوضوء، وإذا أصاب المسلم مرض احتاج إلى طبيب (الطب)، وإذا أراد أن يتعلم جلس تحت يد المشايخ و المربين (التعليم)، وهكذا.
وبعيدًا عن معقولية هذا السؤال في زمن الحداثة والسرعة الفائقة في كل جوانب الأمور لدرجة تفقد فيها قيمتها، فمثل هذا السؤال يجب أن يضعه كل فرد معاصر بين عينيه، ويتطلع إليه جيدًا، ثم يحاول أن يجيب عليه: لماذا نتعلم؟ لماذا ندع أنفسنا في مسار تعليمي أكاديمي متهالك؟ ثمانية عشر عامًا من الدراسة، لماذا؟ حقًّا السؤال يستحق وقفة مع النفس، وبحثًا في خباياها عن إجابة مقنعة، غالبًا إذا ما وجهت مثل هذا السؤال إلى من تعرفهم تنحصر الإجابات في أشكال؛ مثل:
المسار التعليمي بصورته الأكاديمية الحالية هو الضمان الذي يتسلح به الجميع أمام وحش الاقتصاد، وصعوبة الحياة المالية.
وهذا أيضًا أمر يجب أن نبحث في حقيقته، فلم تعد الوظائف التي تقدمها المسارات الأكاديمية مصدرًا موثوقًا لجَنْيِ المال، فهناك أعداد لا حصر لها من خريجي كليات الآداب والتربية، والسياسة والاقتصاد، والتجارة والحقوق، والفنون الجميلة والعلوم … كل هؤلاء على رصيف البِطالة لا يجدون فرصَ عمل داخل سوق العمل، فلماذا نتعلم؟ مع أننا في عصرنا الحالي قدَّم لنا الإنترنت حلولًا جديدة مبتكرة تتمثل في العمل الحر “free lance”، فهو من ناحية لا يتطلب أكثر من عامين أو أربعة أعوام في أعقد الوظائف، فأمامك قائمة من المجالات والتخصصات (الترجمة، البرمجة، التصميم، الكتابة الإبداعية، التعليق الصوتي، التدقيق اللغوي، تعليم اللغات، التسويق الإلكتروني …)، ومن ناحية أخرى فهو غير مكلف ماديًّا؛ فلديك المحتوى التعليمي المجاني على منصة يوتيوب، يمكِّنك من تعلم الأساسيات، وفي بعض الكورسات تصل إلى حد الاحتراف، مع إمكانية اللجوء إلى الدورات الخاصة على مواقع الكورسات المختلفة.
تجربة العمل الحر تجربة تحتاج إلى دراسة مقارنة بينها وبين المسار الأكاديمي، غير أن هذا العصر يتطلب من الفرد الواحد الإلمام بالعديد من التخصصات، وهو ما يستحيل على المتعلم داخل قوالب المسارات الأكاديمية، غير أن حتى من حظِيَ بفرصة عمل بشهادته الجامعية في أغلب الأحيان لا يحصِّل في مقابل علمه هذا راتبًا، يجعله قادرًا على أن يعيش في أبسط صور الحياة، انظر إلى مرتبات العاملين في مجال التدريس، بل أغلب أصحاب الوظائف الحكومية يحصلون على مرتبات لا تسمن ولا تغني من جوع، وأحب أن أُحيل على مقال نافع على موقع “إضاءات”، تحت اسم (نقد المدرسة: بين تعلم مقاوم وتعلم مقهور).
السؤال الثالث: كيف نتعلم؟
سؤال بديهي آخر يخرج علينا من جنبات هذا المقال الذي يظهر وكأنه مقال ساخر.
عندما نذهب إلى المدارس، ونبدأ رحلتنا في طلب العلم، لا يتطرق مدرس أي مادة علمية إلى تعليمنا كيف نتعلم؟ ما هو التعلم؟
التَّعَلُّم من الناحية اللغوية مشتق من الفعل الخماسي تَعَلَّمَ، أما من الناحية الاصطلاحية فهو عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يُلاحَظ بشكل مباشر، لكن يُستدَل عليه من السلوك، ويتكون نتيجة الممارسة، كما يظهر في تغير الأداء لدى الكائن الحي، ويُعرَف أيضًا على أنه عملية تذكُّر وتدريب للعقل وتعديل في السلوك.
التعلم هو عملية تلقِّي المعرفة، والقيم والمهارات من خلال الدراسة أو الخبرات أو التعليم، مما قد يؤدي إلى تغير دائم في السلوك، تغير قابل للقياس، وانتقائي، بحيث يعيد توجيه الفرد الإنساني، ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية.
ينظر علماء نفس الإدراك إلى التعلم بأنه عملية تنسيق وبرمجة للمعلومات التي يستقبلها الإنسان عن طريق حواسه الخمسة، والقيام بتخيلها وإدراكها، وتحليلها وتفسيرها، وتقويمها وتبويبها في فئات، ثم تخزينها في الذاكرة طويلة الأمد، وذلك من أجل استرجاعها عند الحاجة، وبهذا المفهوم فهم لا يَرَون الإنسان متعلمًا إلا إذا استخدم عقله، وعالج المعلومات التي يتعلمها بطريقة صحيحة، وقام بخزنها في ذاكرته بطريقة تساعده على استرجاعها وقت الحاجة، أما علماء الاجتماع فهم يرون التعلم بأنه عملية اكتساب الثقافة التي ينتمي لها الفرد، واكتساب أخلاق المجتمع الذي يعيش فيه، وتقمُّص عاداته وتقاليده، وقوانينه وهُوِيَّته، وطريقة حياته، ومشاركته في العمل والبناء.
ولكي نتعلم كيف نتعلم؛ علينا بداية أن نتعرف على جهاز التعلم لدينا “المخ”، كيف يعمل وكيف يخزن المعلومات، والتقنيات المختلفة لتعلم موضوع ما، والاحتفاظ به في الذاكرة واسترجاعه لعرضه، وُينصح في هذا المقال الرجوع إلى كتاب “المخ الأبله”؛ ومن ثَمَّ معرفة العوائق التي تعرقل عملية التعليم بعد التعرف على كيفية عمل المخ؛ التي من أبرزها:
أ. التسويف: يَحُول التسويف دون نهوضنا واتخاذ القرارات الصحيحة، وعَيش ما نحلُم بتحقيقه، ويُدخلنا ذلك في حلقاتٍ مفرغةٍ من الندم؛ فقد أظهرت الدراسات أن الناس يندمون على الأشياء التي لم يفعلوها أكثر من ندمهم على الأشياء التي فعلوها؛ لذا علينا أن نفهم مخاطر التسويف؛ لأن ذلك سيمنحنا الدافع للتغلب عليه؛ [ (راجع: التوقف عن التسويف … طريقك لحياة أكثر إنجازًا وأقل توترًا) ]، ويحول التسويف بين الإرادة والهِمة المطلوبة لتنفيذ العمل؛ لذلك يجب علينا أن نتخلص منها قدر الإمكان؛ عن طريق:
• تقسيم المهمة إلى أجزاء أبسط، وخطوات أصغر.
• إدارة المشتتات عن طريق تنظيم مكان التعلم، وضبط جدول منضبط، وإبعاد المُلهيات عن غرفة المكتب.
• إدارة الوقت بجدول منتظم يراعى فيه ساعات التعلم مع طاقة الفرد.
• البحث عن شروحات لتبسيط المواد العملية الصعبة.
وفي النهاية يجب مراعاة إنسانية المتعلم، فيجب أن تتوقع من نفسك الخطأ والزَّلَل، مع العزم على الوصول واتباع الجادة، وعدم التهاون في الخطط المرسومة سلفًا، بالإضافة إلى اتباع أساليب التعلم الفعَّال، وطرق التحصيل النافعة.
المصادر:
1- ثمانية أشياء لن تعلمها لك المدرسة – إضاءات.
2- كتاب المخ الأبله، عصير الكتب.
3- كورس تعلم كيف تتعلم، كورسيرا.
4- نقد المدرسة: بين تعلم مقاوم وتعلم مقهور – إضاءات.
5- لماذا نتعلم؟ هبة عبدالرؤوف عزت – يوتيوب.
6- لماذا نتعلم؟ أنس سلطان – الجزيرة. نت.
7- ماذا أتعلم؟ كيف أتعلم؟ من هنا نبدأ، أيمن عبدالرحيم – يوتيوب.
يُراجع:
• كتاب “حلية طالب العلم”، شرح الشيخ ابن عثيمين.
• كتاب “إدارة الوقت بين التراث والمعاصرة”.
_________________________________________________________________
الكاتب: شهاب أحمد بن قرضي
Source link