هَمَسات .. في كلمات … (27) – سالم محمد

(هَمَسات .. في كلمات) في باقتها الـ (27) بعون الله وتوفيقه

 

(هَمَسات .. في كلمات) في باقتها الـ (27) بعون الله وتوفيقه:

من السمات البارزة لزماننا كثرة وانتشار الفتن بنوعيها من الشبهات والشهوات، وأصبحت الفتن تُطارد مَن هرب منها فضلًا عمَّن استشْرف لها، يدرك ذلك جليًا الآباء والأمهات؛ حيث انفتحت في زمن أبناءهم من أبواب الفتن مالم يكن في زمانهم، وتيسرت تيسيرا لم يتوقعه أحد، ولذا فالآباء والأمهات خصوصًا والمربون عمومًا تؤرقهم تربية أبناءهم تربية إسلامية ويعانون في ذلك الأمرين، حتى إنه في بعض البلاد العربية الإسلامية يدخل الوالدين في جدال طويل لإقناع ابنتهم بلبس الحجاب وترك التبرج، وهناك من جَنَّ جنونه عندما اكتشف تلوث ابنه بأفكار علمانية أو حتى إلحادية، أما العلاقات المحرمة بين الشباب والبنات فحدث ولا حرج، وكثيرًا ما يكتشف الوالدين ذلك بعد أن يقع الفأس في الرأس، وللأسف منهم من يرتكب جريمة أكبر بقتل ابنته خوفًا من الفضيحة كما يزعم، ولكن ما هو الحل لهذا الرعب المسيطر على قلبي الأب والأم؟ والجواب العام لهذه المعضلة هو الالتجاء إلى الله وبذل الأسباب الشرعية ومن أهمها التربية على تعظيم الله والخوف منه، ومن ذلك العناية الفائقة بأمر الله بما في ذلك صلاة الجماعة، وأيضًا العناية بتعليم القرآن وحفظه فـ(إنَّ أفْضَلكُم مَن تَعْلَّمَ القُرآنَ وَعَلَّمَهُ) كما أنَّ (أَهْلُ القُرآنِ هُم أَهْلُ اللهِ وخاصَّتُهُ) فمن عاش مراقبًا لله خاشعًا في صلاته، متدبرًا لكتابه فأنى تغلبه الشبهات أو الشهوات { (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)} .

——————————-

التطاول على الصحابة لم يقتصر على الروافض والخوارج، بل إن كل مَن أراد الكيد للإسلام من داخله دخل من بوابة الهمز واللمز لبعض الصحاخوارج، بة، مع محاولة الظهور بمظهر الغيور على الإسلام، فإذا نجح في زعزعة ثقة المسلمين في صحابة نبيهم خلا له الجو للطعن فيمن دون ذلك من العلماء، وأصبح يرد كل ما لم يوافق هواه أو هوى أسياده من شريعة الله السمحة، أما العلماء المعاصرون فإسقاطهم يسير إذا ما سقطت الأركان، والحقيقة أن الطعن في الصحابة هدم للدين من أساسه، فمن أين عرفنا القرآن فضلًا عن السنة إلا عن طريق الصحابة، ولا توجد نقطة في الإسلام إلا ووصلتنا عن طريق الصحابة، فتوقير الصحابة والاعتقاد بعدالتهم من أهم ما نربي عليه أبناءنا حتى نقطع الطريق على كل من في قلبه مرض، وبفضل الله فإن القرآن والسنة تزخر بالنصوص في فضل الصحابة كقوله تعالى: { (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)}

——————————-

لما خلق الله سبحانه وتعالى آدم أسجد له ملائكته { (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى)} ، وأدخله جنته {(وَيَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)} فكلُّ الجنة مباحة لآدم وزوجه عليهما السلام، إلا شجرة واحدة فقط، إلا أن الذي حصل: {(فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ)} وهذا حال كثير من بني آدم للأسف، فباب الحلال والطيبات واسع جدًا ولا حصر له، وباب المحرمات والممنوعات ضئيل في بحر من المباحات، لكن كثير من بني آدم يعمد إلى الخبيث القليل طمعًا وحرصًا ويستبدل الذي هو شر بما هو خير، وبهذا يُهلِك الشيطان بني آدم، ويزين لهم المحرمات على خبثها وقلٍّتها ويزهدهم في الحلال مع طيبته وسعته، وبالإضافة إلى خبث المحرمات فهي سيئات يستحق العقوبة من وقع فيها، وهذا في مجالات كثيرة كالمطعم والمليس والعلاقات وغيرها ، فمثلا تجد الشاب والفتاة يزين لهم الشيطان التعلق ببعضهما البعض بالحرام، فإذا قدِّر وأن تزوجا انقلب العشق إلى وسواس مدمر، وقلما تنجح مثل هذه الزيجات، لأن العلاقة لما كانت محرمة زينها الشيطان، ولما كانت بعقد شرعي زال تزيين الشيطان وسقطت الأقنعة وتسللت الشكوك.

——————————-

ما يوجد في بلاد الكفار من الاتجاهات المنحرفة عندما تُنقل إلى المسلمين بحذافيرها، لا تجد لها صدى يُذكر، ولهذا أمثلة واقعية كثيرة كالشيوعية مثلا، فعندما حاول كثير من المتأثرين بهذا الفكر العفن نقله إلى ديار المسلمين لم يكونوا يركزون على قضية إنكار الخالق والنبوات والكتب المنزلة، والإيمان بنظرية التطور، وإغلاق المساجد والكنائس وحرق المصاحف وغيرها، قل مثل هذا في العلمانية والديمقراطية، فالديمقراطية الغربية تكاد تؤله الإنسان (الشعب) وأن من حقه عن طريق التصويت أو عبر ممثليه أن يستحل ما شاء ويحرم ما شاء، ويتطاول على من شاء ولو كان الخالق سبحانه، وما حرمه اليوم يحله غدًا، وتعظيم الله سبحانه وتعالى وتوقير رسله لا مكان له في الديمقراطية فالحكم عندهم للشعب وليس لله الواحد القهار، لو نقل هذا وغيره للمسلمين بحذافيره لبصق المسلم العامي في وجه قائله، ولكنهم من خبثهم يأتون بنسخة معدلة وليست طبق الأصل ليخدعوا بها المسلمين، فيزعمون مثلًا أنه لا تعارض بين الإسلام والديمقراطية، وبعضهم يزعم جهلًا أو خبثًا أن الإسلام جاء بالديمقراطية ويلوي أعناق النصوص ويبعثر في الروايات التاريخية ولو كانت ضعيفة أو مكذوبة ليؤيد قوله، والخلاصة أنه لا يكاد يوجد باطل عند الكفار ألا وجاء به المنافقون إلى بلاد المسلمين بعد أن يخفوا قبحه بعمليات تجميلية كثيرة، وصدق الله {( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا)}

——————————-

دساتير العالم كثيرة، منها ما هو ساري المفعول، ومنها ما اندثر وأصبح جزءاً من التاريخ، وهذه الدساتير الوضعية تعتمد عليها الدول في قوانينها، ويتم إرغام الشعوب على تنفيذ القوانين المنبثقة منها، ومن يخالف قد يُتَّهم بالخيانة وتُطبَّق عليه عقوبات قد تصل إلى القتل، العجيب أن هذه الدساتير لا يوجد فيها  أدلة صحتها بل هي مفتقرة للشرعية المستمدة من التصويت حسب خرافاتهم، قارن ذلك بكتاب الله الذي أنزله علينا وامرنا باتباعه، هذا الكتاب المبين فيه الأدلة الواضحة على صحته وأنه حق من عند الخالق سبحانه، وفيه الأدلة على أن ما سواه باطل، وفيه بيان عاقبة من اتبعه ومن خالفه، وهو يتلى من قبل مئات الملايين من الناس، ويحفظه العديد من الأطفال فضلا عن الكبار فهل يوجد دستور بهذه المواصفات حتى نستبدل به شريعة ربنا، قال الله: {(وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)}


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

آثار التدين بالإسلام في حياة المسلم

إن من آثار التدين بدين الإسلام معرفة الإنسان للغاية من وجوده في هذه الحياة، وهي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *