هناك وسيلة لا يعجز عنها أحد، ألا وهي الدعاء، لذا شُرِع قنوت النوازل وفيه من الحِكَم والمقاصد الشيء العظيم، غير أننا هنا سنعرج على بعض الفوائد التربوية
أمة الإسلام أمة واحدة {(إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)} و «(مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)» وواجب النصرة للمسلم لا يكاد يخفى على أحد ويكون النصر بأمور قد يعجز البعض عن بعضها، ولكن هناك وسيلة لا يعجز عنها أحد، ألا وهي الدعاء، لذا شُرِع قنوت النوازل وفيه من الحِكَم والمقاصد الشيء العظيم، غير أننا هنا سنعرج على بعض الفوائد التربوية في قنوت النوازل، فمنها:
- التطبيق العملي لشعيرة الولاء والبراء، الولاء للمؤمنين والبراء من الكفار والمنافقين، وبذلك يتبين للعامة الناس والأطفال الشباب خصوصًا من هو العدو ومن هو الصديق {(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ)} .
- الشعور بمعنى الجسد الواحد، وتحطيم أوثان الوطنية والجنسية والتراب الوطني والقبيلة وغيرها من أنتان الجاهلية، فما دام مسلمًا ظُلم فأنصره ولو بالدعاء له أو بالقنوت في الصلوات «(انْصُرْ أخاكَ ظالِمًا أوْ مَظْلُومًا. فقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنْصُرُهُ إذا كانَ مَظْلُومًا، أفَرَأَيْتَ إذا كانَ ظالِمًا، كيفَ أنْصُرُهُ؟ قالَ: تَحْجُزُهُ -أوْ تَمْنَعُهُ- مِنَ الظُّلْمِ؛ فإنَّ ذلكَ نَصْرُهُ)» .
- إحياء سنة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها بين الناس؛ كون الدعاء في كل الصلوات وبطريقة جهرية وتأمين الناس خلف إمامهم يعلِّم الناس السنة بطريقة عملية ظاهرة فـ (من أحيا سنة من سنتي فعمل بها الناس كان له مثل أجر من عمل بها لا ينقص من أجورهم شيئا) رواه ابن ماجه بسند صحيح.
- ومن الفوائد التربوية لقنوت النوازل معرفة نعمة الله علينا، فأنت تدعو ربك في امن وأمان وسعة رزق، وغيرك سماءه تمطر نارًا ودمارًا، لا يكاد يجد طعامًا فضلا عن علاج، بيوتٌ تهدم، وأُسَرٌ تباد، ومبانٍ تهدم على رؤوس أهلها، وحصار خانق، حتى من يريد الهرب خنقوه بالحصار، وتذكر أنَّ «(مَن أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها)» .
- ومنها اللجوء إلى الله في الشدائد، والافتقار إليه، واستشعار قربه قال تعال: {(فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)} فلا حول لنا ولا قوة إلا به ( {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)} فالشدائد والمصائب تكسر القلوب، وتلجئها إلى بارئها القوي العزيز، وتنشلها من الكبر والتعالي، وكان صلى الله عليه وسلم يدعو «(يا حيّ يا قَيُّومُ برحمتك أستغيثُ، أصلحْ لي شأني كلَّه، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نفسي طَرْفَةَ عين)» .
- ومنها ضرورة التنبه إلى الأعداء وعدم الاغترار بشعاراتهم وأكاذيبهم {(إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا)}
وفي الختام فقنوت النوازل به من الحِكم والفوائد الشيء الكثير إنما هذه محالة إلى الإشارة إلى بعضها.
اللهم طهر بلاد المسلمين من ظلمات وضلالات وقذارات وخرافات العلمانية والديمقراطية والنسوية وأذنابهم.
Source link