فوائد مختصرة من تعليق العلامة ابن عثيمين على كتاب السياسة الشرعية – فهد بن عبد العزيز الشويرخ

فوائد من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على كتاب السياسة الشرعية, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه فوائد من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على كتاب السياسة الشرعية, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

الشدة واللين في الولاية:

& إذا كان الأمير شديدًا ينبغي أن يكون نائبه لينًا, ليشير على الأمير في حالة شدته باللين, أو ليستعمل صلاحياته التي خولت له باللين, والعكس بالعكس.

& إذا كان الأمير ونائبه كل منهما لين فسدت الأمور. وإذا كان كل منهما شديدًا صار فيه عسف على الناس وإتعاب لهم. فإذا صار أحدهما لينًا والآخر شديدًا اعتدل الأمر.

& مدير المدرسة إذا كان شديدًا ينبغي أن يختار له وكيلًا لينًا, وهلم جرًا.

الولاية الحقة:

& الولاية الحقة هي: التي يريد الوالي فيها أن يستقيم الناس على دين الله.

& نحن مأمورون بإصلاح الدين, وإصلاح ما لا يقوم الدين إلا به, والوسائل لها أحكام المقاصد, أما من يهدف في ولايته إلى إصلاح الدنيا فقط, وإلى الترف واللهو, وما أشبه ذلك, فإن ولايتهم ناقصة.

& من ليس له هم إلا إتراف أهله باللباس, والطعام والشراب, والفرش, والمنازل, فهذا في الحقيقة عنده قصور عظيم في الولاية

القوة في الولاية:

& القوة في كل ولاية بحسبها, ففي باب الحرب, القوة هي شجاعة القلب, وقوة البدن, والخبرة بالحروب, والمخادعة فيها, والكرّ والفرّ, وما أشبه ذلك, وفي الحكم بين الناس, القوة فيه بالعلم, وقوة الشخصية, وتنفيذ الأحكام, وعدم التهاون بها

من أضاع الصلاة, أهمل في وظيفته:

& إذا تأملت أحوال المهملين للوظائف التي وكلت إليهم تجدهم ضعفاء في أداء الصلاة لأن من ضيعها فهو لما سواها أضيع. والصلاة هي الصلة بين الإنسان وبين الله وإذا لم يكن بين الإنسان وبين الله صلة, فكيف يقيم حدود الله في عباد الله.

من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه:

& الحديث العظيم (من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه) وهذا يشمل أداءً في الدنيا وأداءً في الآخرة, فإما أن يسر الله القضاء في الدنيا ويقضي وإما أن يموت قبل أن يقضي ولكن يقضي الله عنه يوم القيامة فيتحمل ما لأصحاب الأموال من الحق

من ترك هواه في طاعة الله:

& يُعين الله من ترك هواه في طاعة الله, كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: المؤدي للأمانة مع مخالفة هواه يثبته الله ويحفظه في أهله وفي ماله بعده والمطيع لهواه بالعكس

الخشوع وحضور القلب في الصلاة:

& الصلاة الكاملة, التي تشتمل على ما أمر الله به ورسوله, ويُبتعدُ فيها عما نهى الله ورسوله, وأهم ما يكون الخشوع وحضور القلب الذي هو لب الصلاة وروحها.

& الإنسان إذا خشع وحضر قلبه يحس إحساسا ظاهرًا من حين أن ينصرف من الصلاة أن قلبه استقام, وتغير عن اتجاهه الأول.  

ــــــــــــ

رواتب الوظائف:

& يجب أن تكون رواتب الوظائف على حسب هذه الوظيفة, وحسب حاجة الناس إليها, وحسب مشقتها بالنسبة للقائم بها, وما أشبه ذلك…فلا بد من تصنيف الناس وتبويبهم, وتصنيف الولايات وتبويبها, حتى يعطى كل واحد ما يستحق.

الدعاء لحكام المسلمين:

& الحكام….من أسباب استقامتهم وصلاحهم: أن ندعو الله لهم.

& بعض الناس الذين نصفهم بالسفه في الواقع يقولون: لا تدعوا لحكام هذا الوقت… هؤلاء لا يستحقون أن يدعى لهم, أعوذ بالله! القلوب بيد من؟ بيد الله, ادعوا الله لأي حاكم كل الحكام ادعو الله أن يصلحهم وأن يصلح الله حكام المسلمين فالدعاء نافع

كما تكونوا يولّ عليكم:

& ما قاله عمر بن عبدالعزيز رحمه الله حكمة عظيمة: أن ولي الأمر كالسوق إن نفق فيه البر والصدق والأمانة وإعطاء الحقوق صارت الرعية كذلك, وإن نفق فيه الكذب والظلم والجور صارت الرعاية كذلك, ولهذا جاء في الأثر: كما تكونوا يولَّ عليكم.

من غصب مالًا من شخص ثم تاب:

& إنسان غصب من شخص شيئًا, يعني: أخذه قهرًا, ثم منَّ الله عليه فتاب, ولكن لم يعرف الرجل الذي غصب منه, فإنه يعطيه بيت المال, لكن إذا كان بيت المال غير منتظم, فله أن يتصدق به هو بنفسه.

عبارة تكتب بماء الذهب:

& هذه العبارة تكتب بماء الذهب ” المعين على الإثم والعدوان من أعان الظالم على ظلمه أما من أعان المظلوم على تخفيف الظلم عنه” فهذا ليس معينًا على الإثم والعدوان

ــــــــــــــ

كذب المنجمين:

& رأيت في صفحة من صفحات الجرائد, مكتوبًا: المرأة الكاهنة تقول: هذا العالم سيكون كذا, وسيكون كذا. وسيكون كذا, وتتبعت ما قالت _ وهي بالسنة الميلادية_ والآن بقي منها تسعة أيام, وما رأيت واحدة مما قالت…..

نهاب وهاب عاقبته رديئة في الدنيا والآخرة:

& بعض الناس نسأل الله العافية يأخذ المال ويكتسبه من أي وجه كان…حلالًا كان أو حرامًا لكنه سخي بعطي ويبذل ويتصدق…فهو نهاب وهاب فله سيئات وحسنات,

هؤلاء يقول الشيخ عاقبتهم رديئة في الدنيا والآخرة, إلا أن يمنّ الله عليهم بالتوبة

أضاعوا دين الله عز وجل فأضاعهم الله:

& الأمة الإسلامية…ليس لهم في المجتمع العالمي قيمة, مع أن عندهم القوة المعنوية, والقوة المادية, لكن لما أضاعوا دين الله أضاعهم الله عز وجل, حتى كان الإنسان ربما يركن إلى الذين ظلموا من الكفار أكثر مما يركن إلى إخوانه من المسلمين وهذه مصيبة

الإضراب عن الطعام:

& بعض الناس يُضربون عن الأكل والشراب, حتى يموتوا جوعًا, فيكون هؤلاء قد قتلوا أنفسهم, وكانوا من أهل النار والعياذ بالله. ولو أضربوا عن الطعام لأجل مصلحة للإسلام, فلا يجوز إذا كان يؤدي إلى الموت.

الصدقة:

& الصدقة قد يظن أنها تنقص المال فلا يتصدق, والواقع أنها لا تنقص المال, بل إنها تزيده بركة ونماء, وتدفع عنه ما ينقصه, فإن الإنسان الذي لا يتصدق قد يعتري ماله آفات, تُذهبه أو تُنقصه.

ـــــــــــــــــــ

حال من قيل له: اتق الله عز وجل:

& كثير من الناس إذا قيل له: اتق الله, أخذته العزة بالإثم, وقال: هل أنا عاص ؟ هل أنا مجرم ؟ اتق الله أنت,نقول لهذا: لست أتقى لله من رسول الله, وقد قال الله له: {﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ﴾ } [الأحزاب:1]

& من الناس من إذا قيل له اتق الله, اقشعر جلده وارتعد, وسقط ما في يده خوفًا من الله عز وجل.

عرض الصلح على الخصمين:

& إذا تبين للقاضي الصواب فإنه لا يجوز الصلح, ولا عرض الصلح, مع أن بعض القضاة يتبين له الحكم وأن الحق مع فلان ثم يسعى بالإصلاح, ورعًا كما يزعم… وهذا لا يجوز, بل متى تبين أن الحق مع فلان, فإنه لا يجوز عرض الصلح أبدًا.

& إذا أشتبه الأمر على القاضي, إما في الحكم, بحيث تكون الأدلة عنده متكافئة, أو في القضية بحيث تكون هناك ملابسات يخشي أن القضية ليست على وجهها, فحينئذ له أن يسعى بالصلح, بل يتعين عليه.

الفرق بين القيمة والثمن:   

& الفرق بين القيمة والثمن, أن الثمن: ما وقع عليه العقد. والقيمة ما يساوي المبيع بين الناس, فإذا اشتريت قلمًا بدرهمين, وهو يساوي في السوق خمسة دراهم, فالقيمة خمسة دراهم, والثمن درهمان.

النصر بالرعب:

& ((  نصرت بالرعب )) الظاهر أنه عام, وأن من قام بشريعته وجاهد بجهاده, فإن عدوه مرعوب.

ـــــــــــــــــ

أمور تُملك بها القلوب:

& العطاء يملك القلوب, ولهذا جاء في الحديث (( تهادوا تحابوا )) فالإنسان الجواد يكون محل ذكر للناس ويثنى عليه, لأن الجود والعطاء يملك القلوب, كما أن حسن الخلق أيضًا يجلب القلوب.

& الشجاعة إذا رأيت الرجل خفيف النفس بمجرد أن تطلب منه المساعدة, أو يسمع هيعة أو صياحًا لأناس أغاروا على البلد يخرج مُنجدًا, فإنه لا شك يُحمد عند الناس ويحب.

درجات الجنة:

& قوله: (( إن في الجنة لمائة درجة )) لا يدل على أن درجات الجنة مائة فقط, وإنما يدل على أن مائة درجه أعدها الله للمجاهدين في سبيله.

عادات أهل اليقظة عبادات, وعبادات أهل الغفلة عادات:

& كثير من الناس يفعل العبادات, لكن لأنه اعتاد على هذا وشبّ عليه, وكثير من الموفقين يجعل العادات من طعام وشراب ولباس وغيرها يجعلها عبادات يتقرب بها إلى الله, فالنية عليها مدار كبير عظيم.

& الموفق يجعل العادات عبادات, مثلًا أكثر الناس يأكلون ويشربون تلذذًا, لكن هذا يقول أنا أكل وأشرب امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وكلوا واشربوا﴾…وحفاظًا على صحتي… وتنعمًا بنعم الله…ولأستعين به على طاعة الله, فتكون أربع نيات وكلها نيات حسنة 

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

& شيخ الإسلام رحمه الله أعطاه الله تعالى مع العلم حكمة وبعد نظر, {﴿ ذَلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ ﴾ } [المائدة:54]

ــــــــــــــ

الأحاديث الضعيفة في أشراط الساعة:

& الواقع يقوي الشيء الضعيف, نجد في أشراط الساعة أحاديث, إذا نظرنا إلى سندها وجدناه ضعيفًا, لكن إذا قارناها بالواقع وجدنا أن الواقع بشهد لها, فهذا مما يدل على أن لها أصلًا.

اتخاذ الولاية قربةً ودينًا لإصلاح الخلق:

& الواجب على من ولاه الله أمرّا, أي أمر كان, حتى إدارة المدرسة مثلًا من أقل شيء: أن يتخذ هذه الأمارة قربةً ودينًا يريد به إصلاح الخلق.

& لا يمكن أن تتخذ الأمارة دينًا وقربةً إلا إذا كان الإنسان يريد أن يوجه الناس إلى دين الله وما يقرب إلى الله

كما ترى الناس, الناس يرونك:

& يقولون: إن شخصًا قال لآخر: كيف ترى الناس؟ قال: أراهم ملوكًا…فقالوا: هم يرونك كذلك. وقالوا للثاني: كيف تراهم؟ قال: ما أراهم إلا ذرة أو بقة أو ما أشبه ذلك, قالوا: هم يرونك كذلك .كما ترى الناس في نفسك فهم يرونك في أنفسهم

متفرقات:

& الواجب على ولي الأمر, أن يأخذ المال من حله, ويضعه في حقه, ولا يمنعه مستحقه

& العدل يكون سببًا لتقوى الإنسان في كل شيء.

& المنتهب: الذي ينهب الشيء والناس ينظرون, يعني يمر بالشيء ويخطفه ويمشي

& المختلس: الذي يختلسك, بمعنى ينتهز الفرصة حتى تغفل فيختلس.

& إذا أشكل عليك الأمر فالجأ أولًا إلى استخارة الله ثم ثانيًا مشورة ذوي الرأي والدين

& ضمير الفصل له ثلاث فوائد: التوكيد, والحصر, والفصل بين الخبر والصفة

& الصحيح أن الجاسوس المسلم يقتل.   كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ


Source link

عن Mohamed Alsharif

شاهد أيضاً

تفسير: (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم..)

تفسير: (ولا تطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم وتوكل على الله وكفى بالله وكيلا) [الأحزاب (48)] …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *