إن المشاهد المحرمة تضعف الإيمان وتباعد بين العبد وربه، فتجعله يستغرق في ارتكاب المحرمات حتى يألفها ويستوحش الطاعات…
1- ضعف الإيمان:
لا ريب أن مطالعة المواد الإباحية يورث ضعف الإيمان بالله تعالى، ويؤدي إلى الإعراض عن طاعته وإلى عبودية الشخص لشهوته، وهذا الأمر مشاهد وملموس، فإن المشاهد المحرمة تضعف الإيمان وتباعد بين العبد وربه، فتجعله يستغرق في ارتكاب المحرمات حتى يألفها ويستوحش الطاعات، فعن حذيفة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عودًا عودًا، فأيما قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأيما قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى تصير القلوب على قلبين، أبيض مثل الصفا، فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربادًا (مغبرًا) كالكوز مُجخيًا (مائلًا عن الاستقامة منكوسًا) لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه» [1]. وإذا وصل الشخص إلى هذه المرحلة استثقل العبادة واستصعبها، وفي المقابل يجد نشاطًا وإقبالًا على المعاصي.
2- ضياع الحياء وتعوُّد المجاهرة بالمنكرات:
وهذه القضية نجدها تتزايد يومًا بعد يوم، ومن له اطلاع على مجتمعات الشباب يلمس ذلك الأمر بوضوح، حيث تبدو آثار ذلك جلية في جوانب مختلفة، بل يتعدى الأمر ذلك إلى التباهي بها والتفاخر، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه» [2]، وهذا مع ما فيه من ذهاب احترام الإنسان وسقوط قيمته، فإنه من أكبر موانع التخلص من هذا البلاء.
وبالجملة فمتابعة المواد الانحلالية تؤدي إلى ضياع الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ووأد الفضيلة وقتل الحياء.
[1] رواه مسلم (144).
[2] رواه البخاري (6069).
Source link