وقد تكون هذه الأرقام قابلة للتصاعد بسبب وجود أكثر من 66 ألف مصاب، بينهم 11 ألفًا يعانون من إصابات خطيرة، وهم بحاجة للسفر خارج القطاع، لكنهم يواجهون حصارًا خانقًا تفرضه السلطات المصرية على معبر رفح بإرادة صهيونية
وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة في قطاع غزة؛ فإن 9 فلسطينيين على الأقل يرتقون شهداء كل يوم؛ بسبب القصف الصهيوني المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، فقد استُشهد أكثر من 27 ألفًا من سكان غزة خلال 120 يومًا من الحرب، نحو 75 في المائة منهم من الأطفال والنساء.
هذه الإحصائيات والأرقام المهولة لا تكشف بدقة الحجم الحقيقي للكارثة؛ هي فقط تشير إلى جثامين الشهداء الذين تمَّ توثيق دخولهم إلى المستشفيات، لكن هناك أرقام غير دقيقة بشأن وجود أكثر من 7 آلاف مفقود لم يُكشف عن مصيرهم المجهول؛ إما أسرى في سجون الاحتلال، أو شهداء تحت ركام المنازل.
وقد تكون هذه الأرقام قابلة للتصاعد بسبب وجود أكثر من 66 ألف مصاب، بينهم 11 ألفًا يعانون من إصابات خطيرة، وهم بحاجة للسفر خارج القطاع، لكنهم يواجهون حصارًا خانقًا تفرضه السلطات المصرية على معبر رفح بإرادة صهيونية؛ فالكثير من الحالات تُمْنَع من السفر بسبب «رفض أمني» صهيوني.
وكذلك فإن العجز الذي أصاب القطاع الصحي نتيجة استهداف المستشفيات والإمدادات الطبية تسبَّب في وجود 700 ألف شخص مصاب بأمراض مزمنة نتيجة موجات النزوح المتكررة، وعدم توافر الأدوية والرعاية الطبية.
وكذلك فإن أكثر من 60 ألف سيدة حامل مُعرَّضة للخطر بسبب خروج 30 مستشفى و53 مركزًا صحيًّا عن الخدمة، بالإضافة إلى تدمير 150 مؤسسة صحية، وتدمير القصف الصهيوني لـــ 122 سيارة إسعاف.
وحاول الجيش الصهيوني منذ بداية الحرب استهداف مقوّمات الحياة العامة في قطاع غزة؛ لحرمان السكان من أيّ مراكز نزوح؛ من خلال استهداف أكثر من 183 مسجدًا، وتدميرها تدميرًا كليًّا، بالإضافة إلى تدمير 264 مسجدًا تدميرًا جزئيًّا، وكذلك تم تدمير 140 مركزًا حكوميًّا، بالإضافة إلى استهداف المنشآت التعليمية؛ فقد تم تدمير 100 مؤسسة تعليمية بصورة كاملة، تشمل مدارس ومعاهد وجامعات، وتعرَّضت 295 مؤسسة أخرى للتدمير الجزئي.
وبالإضافة إلى استهداف القطاعات التعليمية والصحية؛ فقد استهدفت آلة الحرب الصهيونية -حتى اليوم 120 من العدوان- 122 صحافيًّا في قطاع غزة، إضافةً لعدد من النشطاء والمؤثرين، وعلى رأسهم الدكتور محمد العرعير أحد أبرز المؤثرين؛ إذ اشتهر بتصدير الرواية الفلسطينية باللغة الإنجليزية إلى العالم، بطريقة مقنعة ولغة قوية، وأسهم في فَضْح الاحتلال وجرائمه.
ولذا فقد احتلت دولة الاحتلال المرتبة الأولى عالميًّا في قتل الصحفيين، وانتهاك حقوقهم وملاحقتهم، وفقًا لدراسة تفصيلية نشرتها منظمة التيارات المضادة (Countercurrents) في أمريكا، وأفادت الدراسة بأنه «على أساس متوسط عدد الصحفيين الذين قُتلوا لكل 10 ملايين من السكان سنويًّا؛ فإن قتل الصحفيين على يد الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة يتصدَّر العالم، وهو أكبر بنسبة 73.4 مرة مما هو عليه في العالم ككل».
في تقرير نشرته بي بي سي أكد أن أكثر من نصف المباني في غزة قد تضرَّرت أو دُمِّرت منذ أن شنَّت الدولة العبرية هجماتها الانتقامية على القطاع؛ حيث تحمَّلت مدينة خانيونس العبء الأكبر من هذا الدمار. ففي مختلف المدن في القطاع تمّ تدمير مربعات سكنية وأبراج وعمائر تجارية، وتحوّلت الأسواق المزدحمة إلى أنقاض، بينما تم تحويل الأراضي الزراعية إلى أكوام ترابية لحرمان السكان من مصادر غذائهم الأساسية في ظل الحصار الخانق.
وتشير الأرقام إلى وجود 1,7 مليون شخص يمثلون 80% من سكان القطاع يتم حَشْرهم في مدينة رفح جنوب القطاع. فوفقًا لتحليلٍ نشرته الأمم المتحدة هناك 175,000 مبنى في جميع أنحاء قطاع غزة تم تدميرها بصورة كلية أو جزئية، وهي تمثل 61 في المائة من المباني في القطاع.
ويضيف التحليل أن 38.000 ألف مبنى في خانيونس وحدها تعرَّضت للتدمير، كما استهدف القصف الصهيوني المنشآت الأثرية، منها المسجد العمري أحد أهم المعالم الإسلامية في غزة، والذي تم تشييده في القرن السابع الهجري.
وتُقدّر مساحة الأراضي التي نُصِبَت عليها خيام النازحين في جنوب القطاع بما يعادل 500 ملعب كرة قدم يعيشون على المساعدات التي تقدّمها مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الإغاثية العالمية والإقليمية.
يقول مايكل لينك -الذي شغل منصب المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية من عام 2016 إلى عام 2022م-: «يبدو أن حجم الضحايا المدنيين الفلسطينيين في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن هو أعلى معدل للضحايا المدنيين في القرن الحادي والعشرين».
لقد ألقت آلة الحرب الصهيونية على قطاع غزة 29 ألف قذيفة صاروخية، الكثير منها كانت بدون توجيه بحسب تقييم أصدره مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، وقد أشار إلى أن معدل القصف كان أعلى بحوالي مرتين ونصف من ذروة القصف الذي نفَّذه التحالف خلال الحرب على تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.
إحصائيات
140 مقرًّا حكوميًّا تم تدميره
100 مدرسة وجامعة مدمرة بشكل كليّ
295 مدرسة وجامعة مدمرة بشكل جزئي
183 مسجدًا مدمرًا بشكل كلي
264 مسجدًا مدمرًا بشكل جزئي
70 ألف وحدة سكنية مدمرة كليًّا
290 ألف وحدة سكنية مدمرة جزئيًّا
30 مستشفى خارج الخدمة
53 مركزًا صحيًّا خارج الخدمة
150 مؤسسة صحية تمَّ استهدافها
122 سيارة إسعاف تمَّ تدميرها
200 موقع أثري وتراثي تم تدميره
Source link