منذ حوالي ساعة
غذاء جيد + رياضة + عبادة + علاقات إنسانية سوية = قلوب سليمة.
د. عز الدين الدنشاري: غذاء جيد + رياضة + عبادة + علاقات إنسانية سوية = قلوب سليمة.
هل يرضي أحد بأن يلقي بكل أسلحته، ويرفع يديه مستسلما لأعدائه دون أدنى مقاومة؟
لن يجيب أحد بنعم، رغم أن كثيرين يفعلون ذلك بغفلة، أو عن جهل وسوء فهم، يفعلون ذلك، ويفتحون صدورهم لأعدائهم الفتاكة من الجراثيم والفيروسات، والمواد الضارة بعد أن يهدروا أجهزتهم المناعية، جيش الدفاع الذي من الله به على كل إنسان، فلم يقدر كثيرون المنَّة، ولم يحفظوا النعمة، فانتشرت أمراض نقص المناعة، وتحوَّل الجهاز المناعي إلى فتات هش; لا يواجه جرثومة، ولا يطرد ميكروبا، وصارت أجسادنا ساحة مستباحة تغزوها أمراض لم نسمع بها إلا قريبا، وكلها ثمرة عدم الحفاظ على جهاز المناعة.
إذن كيف يظل هذا الجهاز على قوته، مؤديا لدوره، ومحققا لوظيفته.
الإجابة في عشر وصايا، يقدمها د. عز الدين الدنشاري – أستاذ الصيدلة بجامعة القاهرة – في كتابه المعنون بـ (الوصايا العشرون لتنشيط جهاز المناعة) وهي:
1 – تناول الأغذية المنشطة للمناعة والغنية بمضادات الأكسدة:
تشير الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة التي تتوافر في نوعيات من الأغذية تعتبر من أهم المواد الغذائية التي تنشط المناعة، وتقاوم السرطان، كما أنها قد تقي من أمراض الحساسية، والتهابات المفاصل والأنفلونزا، والكاتاراكت (إعتام عدسة العين)، وأمراض تصلب الشرايين، وربما تساعد في تأخير الشيخوخة.
وتشمل مضادات الأكسدة الموجودة في الغذاء الفيتامينات مثل بيتاكاروتين الذي يتحول إلى فيتامين (A) داخل الجسم، وفيتامين (C) وفيتامين (E) وبعض العناصر المعدنية مثل الزنك، والسلينيوم وغيرها.
ويوجد البيتاكاروتين بوفرة في الجزر، والتفاح، والكمثرى، والفراولة، والكرز، والمانجو، والمشمش، والسبانخ.
ويعتبر فيتامين (A)، وهو ينتج عن تحويل بيتاكاروتين في الجسم، من أهم مقومات صحة وسلامة الجلد والأغشية المخاطية.
أما الفيتامين (c) فيتوفر بكثرة في الليمون والبرتقال، والكريفون، والجوافة، والفلفل الأخضر، والفراولة، والقرنبيط، والطماطم، والبطاطس.
ويعد فيتامين (C) من أهم مضادات الأكسدة التي تقاوم ؛الجذور الحرة المسببة للأمراض.
وربما يسهم الفيتامين (C) في الإقلال من ظهور تجاعيد الوجه بسبب الشيخوخة; حيث إنه يساعد على زيادة تكوين مادة الكولاجين في الجلد، وهي المادة التي تمنع ظهور التجاعيد.
وأما الفيتامين (E) فأهم مصادره زيت جنين القمح (Wheat germ oil) وزيت الذرة، وزيت الزيتون، وزيت السمك، كما يوجد بوفرة في الخضروات الورقية مثل الخس، إضافة إلى البقول واللحوم والأسماك.
ويعتبر الفيتامين (E) من أهم مضادات الأكسدة التي تقاوم الجذور الحرة المسببة للأمراض، ويساعد في الوقاية من تصلب شرايين القلب، وربما يساعد في الوقاية من السرطان.
2 – تناول اللبن الزبادي وعسل النحل والثوم:
فقد دلت الدراسات على أن لبن الزبادي يحتوي على مواد تقاوم الميكروبات التي تسبب أمراض الجهاز الهضمي مثل: الدوسنتاريا، كما ينشط الخلايا الآكلة للميكروبات، ويفيد في علاج الإسهالات.
أما عسل النحل فيحتوي على مواد تقاوم الميكروبات، وتقتل الجراثيم، ويفيد في علاج الجروح والقروح، كما يفيد في عدد من الأمراض.
وأما الثوم فله خاصية مقاومة الجراثيم، كما أوضحت دراسات أجريت في أمريكا أن تناول الثوم يساعد في تقوية جهاز المناعة، كما يخفض كوليسترول الدم، ويسهم في الوقاية من مرض شرايين القلب التاجية.
3 – تناول الحبة السوداء (حبة البركة):
فقد أظهرت نتائج البحوث التي أجريت حديثا في أمريكا أن الحبة السوداء تفيد في تقوية الجهاز المناعي للجسم، وقد أوصانا رسول الله باستعمال الحبة السوداء فقال: «عليكم بالحبة السوداء، فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام» والسام هو الموت، (رواه البخاري).
4 – الرياضة وقاية من الأمراض:
تشير نتائج الدراسات إلى أن ممارسات الرياضة البدنية تساعد في الوقاية من أمراض شرايين القلب، وارتفاع ضغط الدم، كما تقلل احتمال الإصابة بالصداع والأرق، والاكتئاب، والتوتر العصبي، ومرض السكر، والسمنة، وتعتبر ممارسة النشاط الرياضي من أهم العوامل التي تساعد على تنشيط المناعة.
5 – الصلاة والصيام:
في دراسة علمية أجراها عدد من العلماء عام 1988م في ولاية سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة على ما يقرب من مائة ألف شخص، ثبت أن الانتظام في العبادة والتقرب إلى الله يقلل من نسبة الوفيات من أمراض القلب، بمقدار (50%) كما يقلل من نسبة الانتحار بمقدار (53%).
وأثبتت الدراسة أيضا أن الانتظام في الصلاة يساعد في تخفيف الاضطرابات العاطفية والعقلية، وأن لها تأثيرًا إيجابيا على العقل والجسم.
والصلاة وذكر الله، وقراءة القرآن تشحن الإنسان بشحنات معنوية تسهم في تنشيط المناعة؛ لأن الإنسان عندما يمتثل لأمر الله وهو مؤمن يجزيه الله أحسن الجزاء {ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما} [طه:112].
ولقد بينت الدراسات أن الطمأنينة التي تبثها الصلاة في نفس المصلي تؤدي إلى إفراز هرمونات خاصة تعمل على تنشيط المناعة.
وأكدت البحوث العلمية أن الصلاة درعٌ واقٍ من المسكرات والمخدرات; حيث يندر تناولها وإدمانها بين المصلين، والصلاة أيضا علاج للإدمان، ولذلك بدأ كثير من المستشفيات في الخارج العمل على إنشاء دور للعبادة في كل مستشفي يعالج الإدمان.
ولقد دلت الدراسات العديدة التي أجريت على الصائمين على أن الصيام يفيد في وقاية الصائم من الأمراض وفي تنشيط المناعة.
6 – المودة والتراحم وحب الناس:
لا يقتصر أثر العلاقات الحميمة بين أفراد الأسرة والأصدقاء على الوقاية من الأمراض النفسية والعضوية فحسب، بل يمتد الأثر ليشمل الوقاية من الأمراض الفيروسية والجرثومية، فقد أظهرت دراسة أجريت في جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة شملت (276) متطوعا تراوحت أعمارهم بين (18 – 55) سنة، وأعطي كل فرد منهم قطرات أنفية تحتوي على الفيروسات المسببة للزكام، أظهرت الدراسة أن أعراض المرض كانت أقل عند الأشخاص الذين يتمتعون بحب الأقارب والأصدقاء وعطفهم ومودتهم.
7 – الاسترخاء والنوم:
من المعروف أن التعرض للإجهاد المستمر دون راحة أو استجمام يؤدي إلى زيادة حدوث الأمراض المختلفة، فالإجهاد المستمر يمكن أن يضعف قوة الجهاز المناعي، ومن نعم الله على الإنسان نعمة النوم، وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن هرمون الميلاتونين الذي يزداد إفرازه أثناء النوم يساعد في تنشيط جهاز المناعة، ومقاومة الأمراض الفيروسية والجرثومية.
8 – الإقلال من تناول الدهون الحيوانية والمداومة على زيت الزيتون:
يؤدي الإفراط في تناول الدهون الحيوانية إلى تصلب الشرايين، ومرض شرايين القلب التاجية، كما يعتبر الإفراط في هذه الدهون من أهم أسباب السمنة التي ثبت أنها تضعف جهاز المناعة، وقد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض.
وهناك دراسات حديثة تشير إلى أن تناول زيت الزيتون يمكن أن يقلل من نسبة حدوث سرطان الثدي والرحم عند النساء، ومن حدوث مرض شرايين القلب التاجية.
9 – نبذ الغضب والقلق والأحقاد:
من المعروف أن الغضب والأحقاد تزيد من إفراز هرمون الأدرينالين والكورتيزون، كما يترتب على ذلك زيادة احتمال الإصابة بجلطة القلب، وتؤكد الدراسات الحديثة أن الغضب يزيد من احتمال حدوث جلطة القلب والسكتة الدماغية، كما أن الغضب والانفعالات الشديدة والأحقاد تضعف جهاز المناعة.
10 – اجتناب المحرمات:
تعتبر المسكرات والمخدرات والزنا من أخطر ما يهدد كيان الإنسان وصحته، وتصيب الإنسان بقائمة طويلة من الأمراض النفسية والعضوية، وكثير من الأمراض المستعصية التي ظهرت في الآونة الأخيرة إنما هي نتاج للوقوع في مثل هذه الرذائل والموبقات التي حرمها الله تعالىعلى العبا
Source link