المجموعة الأولى من فوائد مختصرة من المجلد التاسع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين…أما بعد: فهذه المجموعة الأولى من فوائد مختصرة من المجلد التاسع, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة محمد بن صالح العثيمين, رحمه الله, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحج ليس نزهة وليس سياحة:
& الحج يا إخواني ليس نزهة وليس سياحة, ولكن الحج عبادة, وليس بلازم أن يكون كل شيء من الترف عندك, بل إني أخشى أن يكون الترف من أسباب قسوة القلب.
شروط الحج:
& أولًا: الإسلام, وضده الكفر. ثانيًا: البلوغ, وضده الصِّغر. ثالثًا: العقل, وضده الجنون, رابعًا: الحرية, وضدها: الرّق, خامسًا: القدرة, وضدها: العجزُ
& الحج لا يجب على كل إنسان, لكن بين الله من يجب عليه الحج بقوله: {﴿ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلاۚ ﴾} [آل عمران:97]…والاستطاعة نوعان: استطاعة بالمال, واستطاعة بالبدن.
& الاستطاعة بالمال: فأن يكون عند الإنسان ما يحج به من المال زائدًا على نفقاته وحاجاته وضرورياته, وقضاء ديونه…أما الاستطاعة بالبدن فأن يكون الإنسان قادرًا على الحج بلا مشقة.
& إذا تمت شروط الحج وجب على الإنسان أن يبادر به, وألا يؤخره…لأن الإنسان لا يدري ما يعرض له فهو الآن قادر وربما يكون في العام القادم غير قادر وربما يموت
وجوب تعلم أحكام الحج على من وجب عليه الحج:
& إذا وجب الحج على الإنسان فإنه يجب عليه أن يتعلم كيف يحج, لا أن يذهب مع الناس هكذا, سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته, رأيت الناس يفعلون شيئًا ففعلته, بل يجب عليه أن يتعلم أحكام الحج, ليعبد الله على بصيرة.
طرق تعلم الحج:
& كيف يحج؟ طريقان: الأول: قراءة الكتب التي يثق بمؤلفيها. الثاني: ملازمة أحد العلماء, والسؤال والاستفهام, سواء لازمه في البلد قبل أن يأتي للحج, أو سافر معه وصحبة, فإن صحبة العلماء كلها خير.
استحضار معنى التلبية:
& أنت حين تقول: لبيك لا شريك لك في الربوبية, كذلك لا شريك لك في الألوهية يعني في العبادة, فلا تعبد غير الله, لا يقولك ولا بفعلك, فالعبادة لله وحده, ومن تعبد لغير الله فهو مشرك.
محظورات الإحرام:
& أولًا: الجماع ثانيًا: وسائل ومقدمات الجماع ثالثًا: التطيب رابعًا: حلق الرأس خامسًا: قتل الصيد سادسًا: لبس القميص والعمائم والسراويلات والبرانس والخفاف سابعًا: النقاب والقفازان. ومن محظورات الإحرام تغطية الرأس.
& محظورات الإحرام إذا فعلها الإنسان ناسيًا أو جاهلًا أو مكرهًا فلا إثم عليه ولا فدية عليه, والدليل قول الله تبارك وتعالى: {﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ ﴾} [البقرة: 286] فقال الله: قد فعلت.
تغطية الرأس:
& يجب أن تعلموا أن تغطية الرأس حرام على الرجال دون النساء, أما المرأة فإنها تستر رأسها وتستر وجهها أيضًا إذا مرّ الرجال قريبًا منها, لأنه يجب عليها أن تستر الوجه وأن تستر الرأس عن الرجال الذين ليسوا من محارمها
وقوف الإنسان في مكانه في عرفه وعدم تكلف الذهاب إلى الجبل:
& أوصيكم إذا رأيتم أولئك القوم الذين يتكلفون ويذهبون إلى الجبل أن تقولوا قفوا في مكانكم فهو أفضل, لأن النبي قال: ( «وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف» ) فكأنه يقولوا: لا تكلفوا أنفسكم في الحضور إلى هذا المكان, بل وقفوا كل واحد مكانه.
من جامع في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعة خمسة أمور:
& من جامع في الحج قبل التحلل الأول ترتب على جماعة خمسة أمور: 1- الإثم 2- فساد النسك 3- وجوب إتمامه 4- وجوب قضائه من العام القادم 5- فدية, وهي بدنه يذبحها في القضاء. إذا الجماع هو أعظم محظورات الإحرام.
الرمل في الطواف:
& الرمل: هو إسراع المشي بدن هزّ الكتفين, ويكون في الثلاثة أشواط الأولى
& أصل الرمل كان لإغاظة قريش, وليُرِى المسلم أعداء الله أنه قوي, ولكن للأسف أن كثيرًا من المسلمين أذناب للكفار يرون ماذا يفعل الكفار فيتبعونهم والواجب أن يكون المسلم معتزًا بدينه قويًا بدينه لأن العزة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام وللمؤمنين
& ينبغي لنا أن نتذكر ونحن نطوف بالبيت رملًا, أن نتذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يفعل هذا, ثم نتذكر أن المقصود من هذا الرمل في الأصل إغاظة المشركين, وبيان أننا أقوياءُ.
الحكمة من رمي الجمرات:
& الحكمة الأولى: التعبد لرب العالمين سبحانه وتعالى. ثانيًا: الاقتداء بسيد المرسلين, محمد صلى الله عليه وسلم فإنه رمى. ثالثًا: إقامة ذكر الله وتعظيمه.
الحكمة من الطواف بالبيت:
& أولًا: تعظيم الله. ثانيًا: الاقتداء برسول الله. ثالثًا: إقامة ذكر الله.
ليس أن يُعذب الإنسان نفسه بالطواف, ويتأذى بالزحام, لا, المقصود التعبد لله, والاتباع لرسول الله, وإقامة ذكر الله.
عدم رفع الصوت في الدعاء لا في المطاف, ولا في المسعى:
& لا ترفع صوتك في الدعاء, لا في المطاف ولا في المسعى, واتق الله. قال الله تبارك وتعالى {﴿ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ تَضَرُّعًا وَخُفۡيَةًۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ﴾} [الأعراف:55]وأنت إذا دعوت وجهرت اعتديت على إخوانك, وشوشت عليهم, فلا يدرون ما يقولون فاتقِ الله.
& المشرع للمسلمين في الطواف وفي المسعى أن يدعوا ربهم تضرعًا وخفية, تضرعًا في القوب, وخفية في اللسان, بدون صوت مزعج.
نصيحة للذين منَّ الله بأداء الحجِّ والعُمرة:
& أدعو إخواني المسلمين بعد رجوعهم من الحج أن يستقيموا على دين الله, وأن يتقوا الله عز وجل فيحافظوا على الصلوات, ويؤدوا الزكاة, ويصلوا الأرحام, ويبروا الوالدين, ويعاملوا الناس بما يحبون أن يعاملهم الناس به.
& أحث إخواني المسلمين على أن يجعلوا حجهم هذا مرحلة انتقال من حسن إ أحسن, لا أن يجعلوه مرحلة مرت وتزول بما يُفعلُ بعدها من المعاصي.
التعلق بالأموات:
& يوجد أناس يحرصون على الحج والعمرة, لكنهم يتعلقون بالأموات, فيأتي الإنسان إلى القبر الذي يعتقد أنه قبر ولي فيتضرع إلى صاحب القبر: يا سيدي. يا ولي الله, أريد منك كذا, أُريد منك كذا, وهذا كفر بالله عز وجل وشرك.
خسارة عظيمة:
& نرى أنه من الخسارة العظيمة أن بعض المسلمين يحرصون على الحج والعمرة, ويبذلون الغالي والنفيس من أعمارهم وأموالهم, لكنهم يضيعون الصلاة, وهذا من قلب الحقائق, فالمحافظة على الصلوات أوجب من المحافظة على الحج والعمرة.
حديث موضوع مكذوب:
& حديث: (( «من حجَّ فلم يزرني فقد جفاني» )) حديث موضوع مكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم, ولا يجوز لأحدِ أن يتكلم به إلا إذا قال: هذا حديث موضوع مكذوب على الرسول علية الصلاة والسلام
تكرار العمرة في سفر واحد:
& موافقة السنة خير من كثرة العمل, ووالله ما نحن بأحرص على الخير من رسول الله صلى الله عليه وسلم, والنبي صلى الله عليه وسلم ما كرر العمرة أبدًا, ولهذا نرى أنه لا عمرتين في سفرٍ واحدٍ, بل عمرة واحدة.
الحذر من الإعجاب بالعبادة:
& كم من إنسان كثرت عباداته, وختم له بسوء الخاتمة _ والعياذ بالله_ أسأل الله أن يعذبنا وإياكم من العجب, لأنه معجب, مُدل بعمله على ربه, كأنه يشعر بأن الفضل له على الله.
لا يغلب اثنا عشر ألفا من قلةٍ:
& قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( «لن يغلب اثنا عشر ألفًا من قلةٍ» )) اثنا عشر ألفًا لا يمكن أن يُغلبوا من قلةٍ, لو قام الجن والإنس ضدهم ما غلبوهم بل يُغلبون بفعلهم المعاصي, التي تحطم قوة المسلمين ويُغلبون بالتنابز والتعادي والتفرق
& انظر إلى حال المسلمين اليوم حفنة من اليهود _ لعنهم الله _ تفعلُ بالمسلمين ما تفعل لأن المسلمين إيمانهم ضعيف, فالإسلام إما ضعيف أو مفقود, والتوحيد أيضًا إما ضعيف أو مفقود في بعض الديار الإسلامية.
& الائتلاف والاجتماع, وشعور المسلم بأن المسلم أخوه فلا يظلمه, ولا يكذبه, ولا يخذله ولا يحقره ذهبت هذه الصفات فأين الأخلاق الإسلامية فكيف وهذا حالنا نتمنى أن ننتصر على أعدائنا ونحن في أنفسنا ما انتصرنا على أنفسنا؟ فهذا خطأ ووهم.
من سجد لغير الله فقد أشرك:
& إن قيل: رجل ذهب إلى قبر فسجد لصاحب القبر أيكون مشركًا أو لا؟ قلنا: هو مشرك, لأنه سجد لغير, والسجود لا يكون إلا لله عزوجل.
بركة العمر:
& الله تعالى إذا أنزل لإنسان البركة في عمره صار يعمل في الزمن القليل ما يعمله غيره في زمن كثير.
إذا سلم عليك إنسان وانحنى لك فانهه:
& إذا سلم عليك إنسان وانحنى لك فانهه, لا تقل: والله الرجل أكرمني, لا أحب أن أُخجله, بل انهه عن هذا, لأن هذا أعظم هدية تهديها إليه, مما نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.
المعاملات المحرمة:
& المعاملات المحرمة تدور على ثلاثة أشياء الأول: الظلم الثاني: الميسرُ الثالث: الربا
& الله حرم الظلم على عباده, قال الله في الحديث القدسي ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي, وجعلته بينكم محرمًا, فلا تظالموا) وهذه القاعدة ينطبق عليها أنواع كثيرة كالغش والكذب والتدليس
& الميسرُ: هو المغالبة التي يكون فيها الإنسان إما غانمًا وإما غارمًا, فكل معاملة تشتملُ على ميسرٍ فإنها محرمة يقول الله تعالى﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡس مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [المائدة:90]
& الربا قاعدة من قواعد المعاملات, الأصل فيه التحريم, لقوله تعالى: ﴿ {وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلۡبَيۡعَ وَحَرَّمَ ٱلرِّبَوٰاْ} ﴾ [البقرة:275] فكل معاملة فيها ربًا سواء كان صريحًا أو خداعًا فإنها حرام.
& ربا الخداع أعظم من الربا الصريح, لأن ربا الخداع تضمن الضرر الناتج من الربا, مع مخادعة الله عز وجل فيكون جامعًا بين قبيحين: الأولُ قبح الربا. الثاني: المخادعة ومخادعة الرب عزوجل ليست بالأمر الهين
& لقد رأينا كثيرًا من الذين يتحايلون على الربا بالطرق الملتوية أصبحوا فقراء, يتكففون الناس, وكان عندهم أموال كثيرة, فعلى المؤمن أن يتقى الله عز وجل, وأن يقنع بما آتاه الله, وأن تكون معاملته على وفق شريعة الله.
مجاهدة شيخ الإسلام ابن تيمية لأهل البدع في كتبه العظيمة:
& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله…جاهد وجالد علماء الكلام والفلاسفة والجهمية والمعتزلة وجميع أهل البدع في كتبه العظيمة المشهورة.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
Source link