مقصدنا الأساسي هو الذين يغوصون في كبائر المعاصي غير مبالين بأمر الآخرة أو كأن الآخرة إحدى أساطير الأولين، وعلاقته بالله وما يقدمونه من إحسان وطاعات ليست إلا وسيلة لطلب النجاة في الدنيا من المصائب
قام أحد الدعاة المعتبرين بشرح معنى علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين وهذا تفسير لمعاني القرآن، ولكن حديثنا عن حق اليقين هو عين الإيمان وحقيقته وصحة العقيدة لأنه الإيمان بعذاب الآخرة وأنه حق مثل كل شئ نلمسه ونحسه، فما معنى عدل الله سبحانه إذا أفلت الظالم من عقاب الله في الآخرة كما يحدث أحيانًا في الآخرة حتى أن الفساد يستشري ويقلد الظالمون بعضهم بعضًا وينسون أو يتناسون أن ربهم بالمرصاد وأن عقاب الظالم في الدنيا فقط رحمة من الله
ومكرمة له وخير من تأجيله إلى يوم القيامة
والتركيز على مواساة أهل البلاء في الدنيا وأن
الابتلاءات دلائل محبة الله كما في الحديث الشريف:
( «لا يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ أو المؤمنةِ في جسدِه وفي مالِه وفي ولدِه حتى يلقى اللهَ وما عليه من خطيئةٍ» )
[الراوي : أبو هريرة (المصدر : تخريج المسند لشاكر-أخرجه الترمذي (2399)]وهذا ليس مقصدنا الأساسي وإنما مقصدنا الأساسي هو الذين يغوصون في كبائر المعاصي غير مبالين بأمر الآخرة أو كأن الآخرة إحدى أساطير الأولين، وعلاقته بالله وما يقدمونه من إحسان وطاعات ليست إلا وسيلة لطلب النجاة في الدنيا من المصائب، وإصابة أكبر قدر من الخيرات والنعم فنجد بعضهم يمشي على نهج أهل البدع فيقول عدد معين من الأذكار الأوراد التي ما أنزل الله بها من سلطان في كتاب أو سنة وكل أعمال الخير من قبلهم تصب في هذا الهدف وهو صلاح دنياهم، أما الحساب في الآخرة فلسان حالهم إليك عني فهذا لا يعنيني
وعليه فاستحلال كثير من المحرمات شائع ولا مبالاة ولن أضرب الأمثلة عن المحرمات التي ترتكب من قبل أصحاب هذا الفكر
ولكن أضرب مثل عن أهل الخشوع والورع كان أحد أقاربنا عائدًا من فريضة الحج ولم يحلق شعره رغم علمه بأن المحلقين أفضل أجرًا من المقصرين وقد يكون موضع انتقاد لهذا التفريط في جزء من الأجر، فلم يبال بما يفكر فيه الناس وإنما فكر في أمر الآخرة وهو أنه مصاب بالفيروس الكبدي وخشي أن تنتقل العدوى لغيره من الحجاج عن طريق الحلق فوجد أن التقصير أسلم للجميع
اللهم لا تحرمنا صحة العقيدة ولا صدق الإيمان حتى نحظى بالأمن يوم الفزع الأكبر وننجو من هول يوم عظيم.
Source link