منذ حوالي ساعة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتِبَ له قيام ليلة»
الحمد لله رب العالمين، حثَّ عباده على القرب في مواسم الطاعات بمنح الثواب العظيم، والصلاة والسلام على من كان سببًا في إرشادنا؛ محمد خاتم النبيين؛ أما بعد:
فإن أهم ما يلقى به العبد ربه هو إصلاح ظاهره وباطنه، ومن ذلك احتساب الوقوف بين يدي الله في صلاة التراويح، التي هي اسم من أسماء صلاة قيام الليل، وهي تبدأ من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الفجر.
ولقد حثَّ نبينا على صلاة التراويح ببيان فضلها؛ وذلك من حديث أبي ذر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتِبَ له قيام ليلة» [1]، ومعناه أن من صلى مع الإمام محتسبًا خالصًا لله تعالى لصلاة التراويح، استحق أن يُكتَب له كأنما قام يصلي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر (قيام ليلة)، وللمرأة المسلمة الأجر نفسه، وإن صلَّت في بيتها محتسبة ذلك إن شاء الله؛ فمسجد المرأة موضع صلاتها في حجرتها.
ويراعي المسلم والمسلمة أن يصلي مع الإمام التراويح بما فيه (صلاة الوتر)؛ فقد سُئل الإمام أحمد بن حنبل: أنصلي الوتر فرادى أم مع الإمام؟ فقال: “مع الإمام، حتى تُكتَبَ لك قيام ليلة”، ولا حرج في صلاة ركعات أخرى لقيام الليل بعد الوتر، لكن تكون عددًا زوجيًّا؛ إذ قال رسول الله كما في حديث طلق بن قيس رضي الله عنه: “لا وِتْران في ليلة”[2]، وستأتي بقية سلسلة (الموقف الأريح) إن شاء الله تِباعًا، أسأل الله ألَّا يحرمنا فضل العلم والعمل، والدعوة إليه، والصبر على ذلك، وأن يوفِّقنا إلى ما يحب ويرضى، وأن يستخدمنا ولا يستبدلنا، وأن يكتبنا ممن صام رمضان وقامه إيمانًا واحتسابًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[1] حديث صحيح: سنن الترمذي (شاكر، فؤاد): 3/ 160. [2] حديث صحيح: سنن النسائي (عبد الحميد): 2/ 67.
____________________________________________________
الكاتب: د. محمد حسانين إمام حسانين
Source link