منذ حوالي ساعة
ومهما عانى من الابتلاء فلن يكون ذرة من المعاناة في السقوط في بحر الآثام التي يسبح فيها أهل المعصية والمحاداة لله ورسوله
نجد بعض البشر يرتكبون المعاصي على اختلاف أنواعها منها الكبائر ومنها الصغائر ويمضون في الحياة دون أدنى شعور بالذنب أو تأنيب الضمير متوهمين عدم انتقام الله أنهم بمنأى من عقابه ولا يدرون أن هذا نذير لغضب شديد لقوله تعالى {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٢﴾ وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ ﴿١٨٣﴾ “} { الأعراف :182}
بل أنهم يرون أن لكل عمل باطل يقومون به مسوغ ومبرر بل أحيانًا وسند شرعي أيضًِا خاصة إن كانوا ممن يرتدون مسوح الدين
في حين نرى آخرين مع أول كبوة قد تجمع عليه القاصي والداني لينال منه ويضعه فى عداد الأشرار، و تكون جريرته الأولى والكبرى أنه لا يجيد النفاق والتخفي والكذب، وكل رصيده في العلاقات الإنسانية الوضوح والصراحة والمواجهة، فهو لم يُدرب على الخداع وممارسة المرواغة فإذا استدرجه أحد اللئام لدخول هذا العالم تجده قد سقط سقوطًا ذريعًا وعانى الأمرّين حتى يصل به الأمر أن يظن بنفسه سوءًا، و يصل في لحظة من اللحظات التي يتمكن منه شياطين الإنس والجن ويُصور له أنه قد خرج من رحمة الله ولا طائل من المغفرة ،ثم تنزل رحمات الله وبركاته ويفيق من هذا الابتلاء ليعلم الفرق بين الابتلاء والاستدراج، فالابتلاء يبدأ بالشدة وينتهي بالفرج ولا يُحرم المرء من معية الله أبدًا أما الاستدراج هو الذي يُختم بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة
والابتلاء حتى وإن كان بذنب فهو إشارة سريعة وتوجيه فوري للمؤمن كي ينتبه ويدرج أنه يساق إلى فخاخ المعاصي فيفيق ويستعيد سيرته الأولى، ومهما عانى من الابتلاء فلن يكون ذرة من المعاناة في السقوط في بحر الآثام التي يسبح فيها أهل المعصية والمحاداة لله ورسوله .
قد نرى أحيانًا بعض الناس الذين يصفون بالسذاجة وقد تمردوا على هذا الوصف كأن يحدث أن يتورط أحد المراهقين بشرب سيجارة ،أو التحدث مع الفتيات ،أو تقوم إحدى الفتيات بتقليد بعض فتيات الإعلام في مظهرها أو تصرفاتها فيُقابلون بهجوم شديد وانتقادات لاذعة وشماته جارحة فيدركون خطورة ما هم مقبلين عليه فردود الفعل العنيفة هي نوع من الابتلاء الدالة على رحمة الله تعالى وليس العكس وهو أن يفيئ المؤمن بسرعة قبل أن تزل قدماه ويتلطخ بالوحل .
Source link